المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/7/2019
إذا لم يكن لديك تطلعات، عندها لن يخيب أملك، هذا أمر بديهي.
وأصحاب المراكز الطويلة على الذهب، تطلعوا بكامل جوارحهم لتخفيض البنوك المركزية لمعدلات فائدتها، وعندما خرج البنك المركزي الأوروبي أمس ليعلن أن المعدلات تظل على حالها، كانت تلك ضربة لهم.
وعلى أي حال، لم يكن السوق واثقًا تمام الثقة بتخفيض الأوروبي لمعدلات الفائدة، فاحتمالية التخفيض لم تتجاوز نسبة 50% إلا بحلول الأسبوع الماضي، وحتى عندما توقعت الأسواق تخفيض لم يكن سوى 10 نقاط أساس. وبالتالي، كانت التوقعات حول التيسير الفوري لسياسة منطقة اليورو النقدية منخفضة انخفاضًا مناسبًا للموقف. بيد أن الأسواق راقبت عن كثب ما قاله الأوروبي، وذلك لغرض آخر: محاولة معرفة كيف سيكون رد فعل الفيدرالي على آخر التطورات عند انعقاد اجتماع السياسة الأسبوع المقبل.
قض مضاجع ثيران الذهب
تردد دراغي، ومجلسه الحاكم حيال اتخاذ أي فعل في الوقت الراهن، وهذا بلا شك أزعج ثيران الذهب في مراكزهم الطويلة.
ما قام به الأوروبي لا يغير بالضرورة التوقعات المتزايدة حول تخفيض معدلات الفائدة للمرة الأولى من جانب الفيدرالي عند اجتماع لجنة السوق المفتوح في 30-31 يوليو.
ولكن الأهم مما سيقع الأسبوع القادم هو ما يتوقع السوق من الفيدرالي لشهر سبتمبر ما وبعده. وهنا تكمن خيبة الأمل الحقيقية، ليس فقط لثيران لذهب، ولكن لثيران الأسهم أيضًا، هؤلاء الذين طاردوا إس آند بي 500، وناسداك المركب عند انطلاقهم لمستويات قياسية الارتفاع يوم الأربعاء، قبل اجتماع المركزي الأوروبي.
هل يتوقع المستثمرون فيدرالي حمائمي أكثر من اللازم؟
يرى جوزيف زيدل أن الأسواق تغالي في توقعاتها لحمائمية الفيدرالي، وهو رئيس استراتيجيي Blackstone’s.
وفي مقابلة مع سي إن بي سي يوم الثلاثاء، قال:
"لا تتمتع الأسواق بقدرة على التنبؤ بالاتجاه المستقبلي، أو المسار، أو حجم الفعل الصادر عن الفيدرالي. فعادة ما تخفق الأسواق في التوقعات، والفيدرالي هو الآخر ليس ببالغ القدرة على التنبؤ بمساره المستقبلي."
"صعدستاندرد آند بورز 500 إلى 3,000 نقطة، ولم تؤد الأرباح القوية لذلك الارتفاع. كما لم تتوافر الأساسيات الكافية لرفعه لذلك الرقم، ولكن ما دفعه: فائض الأمل المبالغ فيه من السوق إزاء تحرك الفيدرالي نحو خفض الفائدة بحدة."
اختصارًا، لا يعتقد زيدل أن الفيدرالي سيخفض معدل الفائدة كما هو متوقع منه. وخيبة الأمل تلك يمكنها أن تدفع الأسهم نحو أرقام قياسية الانخفاض.
والآن، توقعات السوق حول خفض الفائدة 50 نقطة أساس تبلغ 58%، ويتم ذلك في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح لشهر سبتمبر.
فيعتقد زيدل وغيره أن الفيدرالي سيخفض معدل الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم لـ "ضمان" استمرار النمو الاقتصادي. ولكنه لا يتوقع أبعد من ذلك.
ويشرح أسبابه:
"التضخم ليس شديد الانخفاض كما تتوقع الأسواق. ويطلب السوق المزيد من تخفيضات بناء على توقعاته شديدة الضعف للتضخم. يتباطأ النمو الاقتصادي بالفعل، ولكن أتوقع أننا نستطيع تجنب الركود لوقت طويل."
هل يمكن أن يلهم الأوروبي الفيدرالي حول التضخم؟
يتوقع السوق أن منطقة اليورو على وشك الدخول في حالة ركود، ولكن دراغي قال إن احتمالية ضرب الركود المنطقة "منخفضة،" وبالتالي يحذر زيدل من أن الركود المهدد لمنطقة اليورو ضعيف، وكذلك المهدد للاقتصاد الأمريكي. وقال أيضًا إن صانعي السياسة في المجلس الحاكم لم يناقشوا تخفيض معدل الفائدة يوم الخميس، بالرغم من انعقاد اجتماعهم لمواجهة التراجع المستمر لسبعة أعوام في نشاط التصنيع الألماني، أكبر اقتصاد في المنطقة.
وافتراق مسار التفكير بين الأوروبي المركزي، والأسواق هو ما يقلق بعض المحللين، الذين يتساءلون الآن حول ما سيقوله الفيدرالي عندما يحين دوره.
ويقول بيتر كيني، من Kenny's Commentary:
"تواجه أوروبا مشكلات جمة مع المشهد الاقتصادي، وتعليقات دراغي ليست مشجعة."
ثيران الذهب ينتظرون الفيدرالي عند 1,400 دولار
ذكر ستيفن جلياسون، من Money Metals Exchange أنه من غير المعتاد أن يبدأ الفيدرالي حملة تيسير وأسواق الأسهم واقفة عند ارتفاعات قياسية، ومن الجانب التاريخي نرى الفيدرالي ينتظر انهيار الرالي أو وجود مؤشرات ركود محذرة، قبل تدخله للنجدة.
ولكن، يقول جلياسون إن البيئة الراهنة ربما تكون مختلفة عن الأحداث التاريخية: "يبدو أن البنوك المركزية تتجه نحو تبني سياسات تيسير نقدي كموقع احترازي لاعتقادهم أن التضخم شديد الانخفاض. ويرغبون في دفع معدلات التضخم للأعلى، فوق هدف الـ 2% الذي أقروه قبل وقت طويل."
تحرك المعدن الأصفر للأسفل بقوة للمرة الأولى منذ 5 يوليو، ويعكس بتحركه خيبة أمل المستثمرين في المركزي الأوروبي. واستعادت العقود الفورية والآجلة للذهب بعض الخسائر خلال الدورة الآسيوية، لتتماسك أعلى 1,416 دولار للأونصة، بينما يفكر المستثمرون في تحرك الفيدرالي التالي.
بينما تدلنا القراءة التقنية في Investing.com،على موقف حيادي على الذهب، فالمقاومة عند 1,451 دولار للمدى القريب.