المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 16/8/2019
شهد محبو الذهب عديد من سنوات كانت بداية الرالي فيها مخادعة، ولكن الآن لا يمكن أن تزداد ثقتهم بالرالي الحالي، ولا بلمعان الذهب.
في أوقات الشدة، كما في أوقات الرخاء، يعد المعدن الثمين، سواء كان على شكل مجوهرات أو لاستخدامات أخرى، ملاذًا آمنًا للتحوط من الأزمات السياسية والاقتصادية، فيتمتع الذهب بواحدة من أفضل السنوات منذ وصوله للرقم القياسي قبل ثماني أعوام.
يحوم المعدن الثمين الآن عند ارتفاع ست سنوات، 1,530 دولار للأونصة، والعقود الآجلة القياسية من كومكس على بورصة نيويورك التجارية للذهب، ارتفعت 17% من بداية العام وحتى الآن، لتماثل العوائد المحققة في عام 2011، العام الذي صعد فيه الذهب لذروته عند 1,911.60 دولار.
ومنذ بداية أغسطس، جنى الذهب ما يزيد عن 8%، أو أكثر من 100 دولار، في خضم عمليات شراء مستدامة من البنوك المركزية ردًا على تصاعد حدة التوترات التجارية، والبيانات الاقتصادية العالمية المخيبة للآمال، وأخيرًا ما وقع من انقلاب منحنى عائد السندات الأمريكية، وجميع تلك الأحداث تنذر بركود وشيك.
بوضعنا عمليات الشراء من الهيئات النقدية، انطلق رالي الذهب مدعومًا بمضاربات الدعم الواردة من صناديق التحوط، وعمليات الشراء غير المباشرة من صناديق الذهب المتداولة.
نتيجة لهذا، تقع العقود الآجلة القياسية، والذهب في المعاملات الفورية في موقع يؤهلهما لإنهاء أسبوعهما الثالث على التوالي من الارتفاعات، والأسبوع الحادي عشر للتقدم، من أصل الأسابيع الـ 13 الماضية.
رالي مدعوم من الأساسيات القوية، والتقنيات
تداخلت الأساسيات القوية وتحركات السعر مع فنيات الذهب. فمؤشر القوة النسبية لعقود كومكس القياسية يقف زخمه الآن عند أعلى قراءة منذ ذروة 2011.
إذن، ماذا يعني هذا لمستقبل الارتفاعات للذهب؟
يرى بعض المحللين الاستراتيجيين أن الذهب حظي بأفضل فرصة له في سنوات، والآن يستعيد مساره المهيب لثماني أعوام، ومن ضمن هؤلاء المحللين، كريستوفر فيكو. ويقف أعلى الأهداف التي وضعها فيكو عند 1,820 دولار، وإذا وصلته عقود كومكس، يمكن أن ينطلق المعدن الثمين لأعلى رقم قياسي له، أو يسجل رقم جديد.
وتضع التحليلات التقنية من Investing.com إشارة "شراء قوي" من التحليل التقني اليومي، تضع المقاومة عند 1,599.24 دولار في المدى القريب.
طلب البنوك المركزية على الذهب
في مذكرة حول المعادن الثمينة هذا الأسبوع، قال بنك أوف أمريكا، إن البنوك المركزية ما زالت مستمرة في شراء الذهب.
وأضاف بنك الاستثمار الأمريكي:
"نقر بأن سوق تسليم العقود الآجلة للذهب بأوراق نقدية طويل جدًا، ولكن في الوقت نفسه، نسبة حاملي الذهب من المستثمرين، باستثناء البنوك المركزية، من إجمالي أسواق الأسهم ما زالت أقل من مستويات النسب المسجلة في السبعينيات: في ذلك الحين، كان يمثل مالكو الذهب 6% من قيمة سوق الأسهم، بينما الرقم الآن أقل من النصف عند 2.7%."
"ويمكن أن يشهد الذهب مزيدًا من التدفقات بسهولة، إذا زادت مصداقية البنوك المركزية، وتقييمات الدخل الثابت/الأسهم ارتفعت هي الأخرى."
وقال بنك أوف أمريكا إن البنوك المركزية تشتري الأسهم لعديد الأسباب، بما فيها تحوطات الملاذ الآمن، بينما تنويع المحفظة الاستثمارية يعد محفز للشراء.
وأضافت مجموعة وول ستريت:
"يحقق امتلاك حصة نسبتها 5% من الذهب معدل مخاطرة-مكافأة مناسب لمحفظة استثمارية محافظة. ونقدر ممتلكات البنوك المركزية من الذهب عند 12%، وهي أقل من تلك العتبة المحققة للمعدل المناسب. فلو رفعت البنوك حصصها من الذهب للمستويات المناسبة، سيولد هذا مستوى مذهل من أطنان الذهب، 5,870 طن، لطلب الذهب، مقارنة بما كان متاح العام الماضي، فكانت الإمدادات 4,600 طن.
"بوضعنا هذا معًا نرى: ارتفاع المراكز الطويلة على عقود الذهب الآجلة لمستويات قياسية يزيد من خطورة التراجع قصير المدى في الأسعار، ولكن هناك نظرة أبعد لمشتريات الذهب من البنوك المركزية والمستثمرين."
البعض يظل حذرًا
والبعض الآخر أقل طموحًا.
بعد الارتفاع اليومي لنسبة 2% أو أكثر خلال الأسابيع الماضية، إلا أن صعود الذهب تباطأ مؤخرًا في ظل مخاوف الركود، مع انتظار المستثمرين أدلة من البنوك المركزية على تيسير السياسية النقدية، خاصة من الاحتياطي الفيدرالي، قبل دخولهم مراكز طويلة.
دفع هذا محللين استراتيجيين من أمثال، مايكل بطرس، لتكون أهدافهم أقل تطلعًا للأعلى، رغم التفاؤل.
وفي مذكرة، يأتي بطرس على ذكر الآتي:
"يواجه اختراق الذهب حشد من المقاومات للأعلى."
"راقب إغلاق الأسبوع: مخاطرة انسحاب/تصحيح قصير المدى، لو استقر السعر أسفل 1,526. من وجهة نظر تداولية: فهو مكان جيد لتخفيض الانكشاف على المراكز الطويلة، ورفع علامات وقف الخسارة للحماية، لأننا سنكون مترقبين لحدوث إجهاد للسعر."
بيد أن المحلل يحذر من مستويات قياسية، ورالي قوي جدًا، لو اخترق السعر مستويات المقاومة: 1,558 دولار، و1,568 دولار.
"عليك النظر في زيادة قوة استجابتك، لو حدث واخترقت السلعة تلك المستويات."