المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 19/8/2019
هذا المقال مكتوب حصرًا لـ Investing.com
هل سيصبح مستقبل الأسهم مشرقًا؟ مع انقلاب منحنى عوائد السندات، وما أحدثه من توتر في بيئة الاستثمار، وهناك مثال مهم لا يبدو أن أحد ينتبه إليه، وهو: انقلاب منحنى توزيعات أرباح إس آند بي 500، ومنحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات.
مؤخرًا، هبط عائد سندات أجل 10 سنوات أسفل منحنى أرباح إس آند بي 500. ولو كرر التاريخ نفسه، يمكن أن تحصل الأسهم على دفعة قوية من ذلك الانقلاب.
فصندوق المؤشرات المتداولة SPDR S&P 500، هو وكيل عن مؤشر إس آند بي 500، وانقلب منحنى عائد سندات أجل 10 سنوات ثلاث مرات فقط منذ 1994. وقعت تلك الانقلابات في أعوام: 2009، و2012 إلى 2013، و2015 إلى 2016.
والآن يحدث نفس ذلك الانقلاب مجددًا. إضافة، في فترات 2012، و2015، دخل سوق الأسهم في مرحلة استمرت عامين من التعزيز. وفي تلك الأحوال، ما إن ينعكس الانقلاب، تنطلق الأسهم للأعلى، لتسجل ارتفاع قوي في سوق الأسهم.
انقلاب منحنى عوائد سندات عامين، و10 أعوام
أثار انقلاب منحنى العائد بين سندات أجل 10 أعوام، وعامين القلق، واستأثر بتركيز إعلامي قوي، إلا أن عدد محدود انتبه لما يحدث في عوائد توزيعات الأرباح من صندوق SPDR S&P 500. فمنذ نهاية يوليو، انخفض عائد سندات الخزانة أجل 10 أعوام إلى 1.55%، من 2.1%. وقاد الانخفاض هذا لهبوط عائد SPY إلى سالب 0.33%، بعد أن كان عند 1.88%. والاختلاف بين المعدلين الآن عند أدنى المستويات منذ 2016 (معدل عائد سندات أجل 10 سنوات، وعوائد توزيعات أرباح SPY).
أهذا ما حدث سابقًا؟
حدث الانقلاب في الماضي خلال الفترات التي كانت فيها أسواق الأسهم راكدة. فخلال انقلاب عام 2015، و2016، تحرك سوق الأسهم تحركًا جانبيًا، من مارس 2015 وحتى نوفمبر 2016، مع زيادة إس آند بي بنسبة 0.34%، واستمر تعزز سوق الأسهم لحوالي 18 شهر.
وجاء هذا في أعقاب رالي أسهم جاء بعد الانتخابات الرئاسية، فزاد مؤشر إس آند بي 500 حوالي 35% خلال يناير 2018.
وحدث أمر مشابه من أبريل 2011، وإلى يوليو 2013، عندما زاد إس آند بي 500 نسبة 0.2% فقط، بينما تداولت عوائد سندات أجل 10 سنوات، أسفل عوائد أرباح صندوق المؤشرات المتداولة إس آند بي 500. وتقدم إس آند بي 500 تقدمًا مذهلًا بنسبة 55%، من يوليو 2012 إلى مارس 2015.
وعلى نحو مثير للدهشة، خلال فترة الـ 18 شهر الماضية ظهرت أوجه تشابه عدة للفترات الماضية المذكورة بالأعلى، منها فترة ركود الأسهم. فمنذ نهاية 2018، وحتى اليوم، زاد إس آند بي 500 ما نسبته 0.85% فقط، ليعكس ما وقع في 2012، و2015.
ولو كرر التاريخ نفسه، سيكون سوق الأسهم على الاستعداد ليخطو خطوته الكبرى التالية للأعلى.
التاريخ يكرر نفسه؟
فمن المؤكد أن سوق الأسهم سيرتفع قريبًا. وبالنظر إلى حالة الارتباك التي يقع فيها المستثمر عند الاختيار بين الاستثمار في الأسهم أم السندات، في ظل تراجع معدل الفائدة، يبدو أن الخيار الآن يصب في صالح الأسهم.
كما تمكنت الأسهم من إضافة ميزة جديدة،
والسبب في اعتقادنا أن التاريخ يكرر نفسه واضح نسبيًا: فخلال أعوام 2012، و2015، يبدو أن المستثمرون كانوا بصدد مواجهة مع مخاطر النمو العالمي. ومن 2011، وحتى 2013، كانت هناك درجات عالية من عدم اليقين إزاء المشكلات في النظام البنكي الأوروبي، بينما في 2015، و2016، كانت قوى تثبيط التضخم مستحوذة على العالم.
لا يبدو أن الوضع حاليًا بعيد كل البعد عمّا وقع في السابق. فالآن، قلق المستثمرين مثار حول الحرب التجارية بين الصين/والولايات المتحدة، وتأثيرها على التباطؤ الاقتصادي، وإلقاء الاقتصاد العالمي في هوة الركود.
وإذا ما توصلت الدول لحل الأزمات الحالية، كما حلت الأزمات الماضية، ستعود عوائد سندات أجل 10 سنوات للارتفاع مرة أخرى. كما يبدأ العالم في إظهار علامات التعافي، عندها سترتفع الأسهم.
ورغم أن عبارة "التاريخ يكرر نفسه،" عادة ما تكون في سياق سلبي، إلا أننا في هذه الحالة سنرى أملًا ينتظره مستثمرو الأسهم: مستقبل أكثر إشراقًا لاستثماراتهم.