المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 22/8/2019
أصدر الفيدرالي محضر اجتماعه في يوليو الماضي أمس، بعد تأجيل استمر 3 أسابيع، وهذا مخالف للعادة، وأكد المحضر أن رئيس الفيدرالي، جيروم باول، كان بصدد مهمة شديدة الصعوبة، بينما حاول تقريب وجهات النظر المختلفة بحدة داخل لجنة السوق المفتوح التابعة للفيدرالي.
وتقول القاعدة إن محاضر اجتماع الفيدرالي تشير إلى آراء الأعضاء باستخدام مستويات: "بعض،" "قليل" و"عديد المشاركين، ولكن مؤخرًا ظهرت وحدة جديدة وهي "اثنين" من المشاركين تحدثوا عن آرائهم وجادلوا بها غيرهم من الأعضاء.
وأراد الاثنان هذان تخفيض معدل الفائدة مقدار نصف نقطة أساس، في اجتماع، بدلًا من التخفيض ربع نقطة كما كان متفق.
وربما كانوا من الأعضاء الذين ليس لديهم حق التصويت، ولم يرقى عدم اتفاقهم إلى الوصول لمستوى المعارضة الرسمية. وعلى أي حال، جاءت المقاومة الحقيقة من عضوين، إيثير جورج من كنساس سيتي، وإيرك روزنبرغ، من بوسطن، وعارضا لأنهما لم يريدا أي تخفيض على الإطلاق.
فوفق المحضر، أراد مشاركون "عديدون" إبقاء معدلات الفائدة على حالها، بالنظر إلى انخفاض معدلات البطالة. ولم نحصل على أدلة من عارض القرار أيضًا، ولكن الافتراض الأرجح هو: رئيسين لبنكين إقليميين ليس لهما حق التصويت. وثار قلق "القليل" حول إجراء تيسير السياسة النقدية، وما له من انعكاسات سلبية على الاقتصاد.
وأظهر المحضر مقدار التفكير المبذول خلف الأبواب المغلقة، ومن الإفراط في التفكير حول القرار جاء التقرير وكأنه عن التخفيض التدريجي لشراء السندات، وأولى الأعضاء له اهتمامًا إذ تداولوا ما إن كان هذا التخفيض سيستمر. ويبدو أن إيقاف التخفيض التدريجي يأتي متسقًا مع سياسة التيسير لمعدلات الفائدة، ولكن كان هذا سيثير القلق حول "الانطباع الخاطئ،" بأن ميزانية الفيدرالي كان أداة فاعلة في السياسة.
ولم يعط كاتب المحضر أي مؤشرات على موقع "العديد،" و"الكثير" من المناقشة.
وجوهر المحضر كان رغبة صانعي السياسة في تجنب "الظهور بمظهر السائرين على نهج مرسوم مسبقًا لهم." إذ يجب النظر لتخفيض معدل الفائدة ربع نقطة مئوية كـ "إعادة تقويم للسياسة،" أو كما قال بأول في مؤتمره الصحفي "تصحيح في منتصف الدورة."
نبع عذاب المتداولين والمستثمرين من هنا، إذ رغبوا، وتوقعوا أن يروا مسار معد مسبقًا لتخفيض معدلات الفائدة.
وربما هناك درجة من النفاق في المحضر، لأن المستثمرين توقعوا بنسبة 98.5% تخفيض الفيدرالي ربع نقطة أساس في سبتمبر، وفق العقود الآجلة لأوراق الفيدرالي النقدية. وأعرب رئيس الفيدرالي عن عدم رغبته في التعمد بزعزعة استقرار المستثمرين.
وما تفوه به بأول ربما يكون ببساطة رفضًا لدعاوى ترامب التي لا تزداد إلا احتدامًا في مطالبته بخفض الفائدة، ولهذا السبب ارتدى بأول ثيابه الحربية.
أدرك ترامب أن كل ما عليه فعله هو التهديد بفرض التعريفات، الغرض منها تنبه المشاركين في السوق وإجبار الفيدرالي على تخفيض معدلات الفائدة. ونادى ترامب يوم الاثنين بتخفيض معدلات الفائدة نقطة أساس كاملة، رغم أنه سيرضى طبعًا بتخفيض المعدل ربع نقطة أساس، والتي لا يسع الفيدرالي الآن رفضها.
والموقف الآن لا يلبث أن يزداد إثارة للفضول.
يركز المتداولون على خطاب بأول يوم الجمعة في جاكسون هول، آملين الحصول على مزيد من الدلالات حول خطط الفيدرالي. لو ظلت رغبة لجنة السوق المفتوح مركزة على تجنب الظهور بمن يسير على نهج مرسوم لها مسبقًا، سيكون عندها خطاب بأول محاول لتهدئة آلام السوق.