باول يحاول الهروب، ولكن الأسواق له بالمرصاد، فما مستقبل الفائدة؟

تم النشر 26/08/2019, 13:48

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/8/2019

ألقى رئيس الفيدرالي، جيروم باول، باللوم على سياسات ترامب التجارية، جراء ما يعانيه الاقتصاد من رياح معاكسة تدفعه للتباطؤ، وقال إن البنك المركزي ليس في جعبته كثير من الحلول. وبثت تلك التعليقات الأمل في الأسواق يوم الجمعة، بتخفيض الفيدرالي معدل فائدته ربع نقطة أساس خلال سبتمبر، كما يتوقع أغلب المشاركين في السوق.

وقال بأول في المنتدى السنوي المنعقد بجاكسون هول، كنساس سيتي: "السياسة النقدية أداة قوية تعمل لتدعيم الانفاق الاستهلاكي، وأعمال الاستثمار، والثقة العامة، ولكنها لا تستطيع وضع كتيب توجيهات للتجارة الدولية." ويبدو أن الأسواق اتفقت معه.

انخفضت الأسهم بحدة في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد تهديد ترامب للصين بفرض تعريفات جديدة. ولكن هذا لا يعني أن المستثمرين سيدعون الفيدرالي وشأنه.

يتوقع حوالي ثلثي المستثمرين على عقود الفيدرالي الآجلة إقدام المركزي الأمريكي على تخفيض الفائدة ربع نقطة أساس خلال شهر أكتوبر، بعد التخفيض في سبتمبر. ولا يفعل بأول أي شيء لتثبيط تلك المضاربات. "سنتصرف تصرفًا ملائمًا للموقف، لنحافظ على التوسع،" قال بأول هذا بعد إبراء ذمته بالاعتراف بمحدودية قدرات سياسة الفيدرالي.

لا يحمّل أحد الفيدرالي مسؤولية حرب التجارة مع الصين، ولا مسؤولية خروج بريطانيا دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، ولا التباطؤ الاقتصادي للصين، وألمانيا، ولا الاحتجاجات في هونغ كونغ، أو انهيار الحكومة الإيطالية، وهذا ما جاء على لسان بأول. ويبدو أن بأول حاول إنقاذ الفيدرالي من أن يصبح الغنمة الشاردة التي يطاردها ترامب لينقض عليها، واندفع ترامب بعدها ليغرد متسائلًا أيهما العدو الأكبر للاقتصاد الأمريكي: بأول أم الرئيس الأمريكي تشي شين بينغ.

حتى لو كان دور الفيدرالي محض رد فعل، عليه أن يرد على تلك التغيرات في الاقتصاد الكلي، ولا يسع بأول تقليص حجم تلك المسؤولية. وقال بأول: "تفاعل أعضاء اللجمة مع تلك التطورات والمخاطر التي تهدد تطلعات الفيدرالي حول مسار أسعار الفائدة."

"مع تخفيض الفائدة في يوليو، كان من المتوقع لمسار السياسة أن يناله بعض التيسير، وهذا يفسر الرؤية الأفضل للتضخم، والبطالة."

لم يتضمن اجتماع يوليو مواد للتوقعات الربعية، بما فيها مخطط الـ dot-plot، والذي يوضح توقعات أعضاء لجنة السوق المفتوح لمستقبل معدل الفائدة، ولكن أظهر محضر اجتماع يونيو تخفيضًا حادًا، مع توقع نصف الأعضاء تراجع معدل الفائدة إلى 1.75-2.00 قبل نهاية العام.

ويبرز مخطط يونيو تخفيضًا للفائدة في شهر سبتمبر، بما يقل قليلًا عن توقعات الأسواق، إذ تقول الأسواق بتخفضين إلى 1.50-1.75 بنهاية العام.

ويقاوم بعض الصقور تخفيض الفائدة مزيدًا من التخفيض. فقالت رئيسة الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر على هامش جاكسون هول، إنها تعتقد بمكوث معدلات الفائدة عند المستويات الصائبة للفترة الحالية. لا تحظى ميستر بحق التصويت هذا العام، ولكنها عارضت تخفيض الفائدة في يوليو، مع اثنين من رؤساء البنوك الإقليمية: إيستر جورج، من كنساس، إيرك روزنبيرغ، من بوسطن.

وأعرب جورج، وهاركر عن مقاومتهما لتخفيض الفائدة أبعد من الآن (وهاركر ليس لديه حق التصويت هو الآخر). وظل روبرت كابلان، من دالاس، على الحياط، يقول إنه لا يفضل التخفيض في سبتمبر، ولكنه منفتح للنقاش والتطورات. بينما بولارد، من سانت لويز، وله حق التصويت، يتراوح موقفه التأييد والمعارضة للتخفيض، ويقول إن انقلاب منحنى العائد ليس أمر ينذر بالخير.

لاحظ أن شيئًا من هذا لا يهم، فيبدو أن بأول يستعد لخفض الفائدة، ويستطيع صف الأعضاء الخمسة في صفه، وبالطبع لديه صوت بولارد.

وخلاصة القول هنا، على الفيدرالي التصرف إذا تراجع الاقتصاد، أيًا ما كان سبب التراجع. وبغض النظر عن تعليقات باول، أو تباين مشاعر أعضاء لجنته، وجوب تصرف الفيدرالي هو ما يهم المستثمرين.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.