المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 26/8/2019
ألقى رئيس الفيدرالي، جيروم باول، باللوم على سياسات ترامب التجارية، جراء ما يعانيه الاقتصاد من رياح معاكسة تدفعه للتباطؤ، وقال إن البنك المركزي ليس في جعبته كثير من الحلول. وبثت تلك التعليقات الأمل في الأسواق يوم الجمعة، بتخفيض الفيدرالي معدل فائدته ربع نقطة أساس خلال سبتمبر، كما يتوقع أغلب المشاركين في السوق.
وقال بأول في المنتدى السنوي المنعقد بجاكسون هول، كنساس سيتي: "السياسة النقدية أداة قوية تعمل لتدعيم الانفاق الاستهلاكي، وأعمال الاستثمار، والثقة العامة، ولكنها لا تستطيع وضع كتيب توجيهات للتجارة الدولية." ويبدو أن الأسواق اتفقت معه.
انخفضت الأسهم بحدة في وقت لاحق من ذلك اليوم، بعد تهديد ترامب للصين بفرض تعريفات جديدة. ولكن هذا لا يعني أن المستثمرين سيدعون الفيدرالي وشأنه.
يتوقع حوالي ثلثي المستثمرين على عقود الفيدرالي الآجلة إقدام المركزي الأمريكي على تخفيض الفائدة ربع نقطة أساس خلال شهر أكتوبر، بعد التخفيض في سبتمبر. ولا يفعل بأول أي شيء لتثبيط تلك المضاربات. "سنتصرف تصرفًا ملائمًا للموقف، لنحافظ على التوسع،" قال بأول هذا بعد إبراء ذمته بالاعتراف بمحدودية قدرات سياسة الفيدرالي.
لا يحمّل أحد الفيدرالي مسؤولية حرب التجارة مع الصين، ولا مسؤولية خروج بريطانيا دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، ولا التباطؤ الاقتصادي للصين، وألمانيا، ولا الاحتجاجات في هونغ كونغ، أو انهيار الحكومة الإيطالية، وهذا ما جاء على لسان بأول. ويبدو أن بأول حاول إنقاذ الفيدرالي من أن يصبح الغنمة الشاردة التي يطاردها ترامب لينقض عليها، واندفع ترامب بعدها ليغرد متسائلًا أيهما العدو الأكبر للاقتصاد الأمريكي: بأول أم الرئيس الأمريكي تشي شين بينغ.
حتى لو كان دور الفيدرالي محض رد فعل، عليه أن يرد على تلك التغيرات في الاقتصاد الكلي، ولا يسع بأول تقليص حجم تلك المسؤولية. وقال بأول: "تفاعل أعضاء اللجمة مع تلك التطورات والمخاطر التي تهدد تطلعات الفيدرالي حول مسار أسعار الفائدة."
"مع تخفيض الفائدة في يوليو، كان من المتوقع لمسار السياسة أن يناله بعض التيسير، وهذا يفسر الرؤية الأفضل للتضخم، والبطالة."
لم يتضمن اجتماع يوليو مواد للتوقعات الربعية، بما فيها مخطط الـ dot-plot، والذي يوضح توقعات أعضاء لجنة السوق المفتوح لمستقبل معدل الفائدة، ولكن أظهر محضر اجتماع يونيو تخفيضًا حادًا، مع توقع نصف الأعضاء تراجع معدل الفائدة إلى 1.75-2.00 قبل نهاية العام.
ويبرز مخطط يونيو تخفيضًا للفائدة في شهر سبتمبر، بما يقل قليلًا عن توقعات الأسواق، إذ تقول الأسواق بتخفضين إلى 1.50-1.75 بنهاية العام.
ويقاوم بعض الصقور تخفيض الفائدة مزيدًا من التخفيض. فقالت رئيسة الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر على هامش جاكسون هول، إنها تعتقد بمكوث معدلات الفائدة عند المستويات الصائبة للفترة الحالية. لا تحظى ميستر بحق التصويت هذا العام، ولكنها عارضت تخفيض الفائدة في يوليو، مع اثنين من رؤساء البنوك الإقليمية: إيستر جورج، من كنساس، إيرك روزنبيرغ، من بوسطن.
وأعرب جورج، وهاركر عن مقاومتهما لتخفيض الفائدة أبعد من الآن (وهاركر ليس لديه حق التصويت هو الآخر). وظل روبرت كابلان، من دالاس، على الحياط، يقول إنه لا يفضل التخفيض في سبتمبر، ولكنه منفتح للنقاش والتطورات. بينما بولارد، من سانت لويز، وله حق التصويت، يتراوح موقفه التأييد والمعارضة للتخفيض، ويقول إن انقلاب منحنى العائد ليس أمر ينذر بالخير.
لاحظ أن شيئًا من هذا لا يهم، فيبدو أن بأول يستعد لخفض الفائدة، ويستطيع صف الأعضاء الخمسة في صفه، وبالطبع لديه صوت بولارد.
وخلاصة القول هنا، على الفيدرالي التصرف إذا تراجع الاقتصاد، أيًا ما كان سبب التراجع. وبغض النظر عن تعليقات باول، أو تباين مشاعر أعضاء لجنته، وجوب تصرف الفيدرالي هو ما يهم المستثمرين.