المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 6/9/2019
هل رالي الذهب تحت تهديد؟
وصل الملاذ الآمن المفضل على مستوى العالم لأعالي جديدة هذا العام، ومستويات لم ترها الأسواق منذ 2013، بينما انهارت عوائد سندات الخزانة، والعملة، وسوق الأسهم متقلب، وتذبذبت معدلات الفائدة حول العالم، وعندها بحث المتداولون عن أفضل وسيلة للتحوط.
ووجدها العديد في الذهب.
بدأ الذهب ارتفاع صاروخي خلال الشهور الأربعة الماضية، ليرتفع من مستويات منخفضة عند حوالي 1,285 دولار للأونصة، في شهر مايو، إلى ارتفاعات ست سنوات أعلى 1,566 دولار يوم الأربعاء في تداولات العقود الآجلة كومكس لبورصة نيويورك.
بيد أن هذا الرالي ليس محصنًا، إذ تلقى الذهب ضربة أمس من عودة المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وعندها فقد الذهب 35 دولار (أو أكثر 2%). تعد تلك أكبر خسارة لعقود كومكس الآجلة منذ شهر يناير، وأكبر نسبة انزلاق لعقود الذهب الفورية في 2019.
هل الرالي الحالي دخل مرحلة إنهاك؟
يعاني أصحاب المراكز الطويلة في إحراز التقدمات التي كانت غاية في السهولة منذ شهرين ماضيين، وهذا ما يدل على أن رالي هذا العام ربما وصل لحالة من الإنهاك.
فانزلق الذهب خلال تداولات يوم الخميس أسفل مستوى المقاومة الرئيسي 1,515 دولار، وربما هذا إعداد للسوق لما قد يحدث بنهاية الأمر، وعودة المعدن لمستويات 1,400 دولار، في اليوم نفسه.
وبينما لن يغادر محبو الذهب في الوقت الراهن، إلا أن المتداولين في السوق ينتظرون بيان الفيدرالي حول معدل الفائدة بعد عقد اجتماعه في 17/18 سبتمبر، ليروا ماذا سيفعل معدل الفائدة للذهب.
خفّض الفيدرالي معدل فائدته مقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع الماضي، أغسطس، ومن المتوقع أن يفعل المثل في الاجتماع القادم، ليهبط ما بين 1.75% و2%.
وإذا حدث ذلك (أي خفض الفيدرالي معدل الفائدة)، عندها سيرتفع الذهب. والتوقعات تقوله بوصوله إلى 1,600 دولار، قبل محاولته الصعود مرة أخرى لارتفاع 1,900 دولار، ارتفاع 2011. وسيحدث العكس لو لم تهبط معدلات الفائدة.
لا يقين حول تخفيض معدل الفائدة مجددًا
رغم أن أداة مراقبة فائدة الفيدرالي، من Investing.comتعطي احتمالية 95% لتخفيض معدل الفائدة 25 نقطة أساس في شهر سبتمبر، إلا أن مجموعة الاستشارات الكندية للأوراق المالية TD ذكرت عدم تأكدها إزاء ما سيفعله الفيدرالي.
"فلا يبتعد إس آند بي 500 كثيرًا عن الارتفاعات، كما أن الأحوال الاقتصادية لم تتدهور، وهذا ما يزيد احتمالية تخييب الفيدرالي لآمال السوق."
يحافظ مايكل بطرس، استراتيجي التحليل الفني للذهب، على نبرة حذرة بشأن ما وقع هذا الأسبوع. فمنذ بداية سبتمبر، قال بطرس إن الذهب سجل ثالث انحراف لأعلى في السعر، مع مؤشر القوة النسبية متمسك بسحب دعم عدة أشهر.
ويضيف:
"يمتد الضعف لما هو أبعد من افتتاح الشهر على ضعف، وهذا الضعف يهدد بتراجع أسعار الذهب، وفي هذا السيناريو يستهدف السعر قناة الدعم عند انخفاض 13/8، لانخفاض بالقرب من 1,479 دولار، ولو وصل السعر لتلك المنطقة فمن المحتمل أن يحدث إنهاك للأسعار."
"كما تظل المقاومة الأولية عند 1,558 دولار، باختراق للأعلى وتستهدف الأسعار من هناك مستويات المدى الطويل المرتفعة."
ويمكن أن يمدد الذهب الرالي، إذا تواردت أي أنباء سلبية، أو بيانات ضعيفة. فارتفعت العقود الآجلة 18% هذا العام، بينما العقود الفورية ارتفعت 16%. ولكن لتحقيق رقم قياسي قبل نهاية العام يلزم الارتفاع نسبة 30%، وتلك الاحتمالية في أضعف مستوياتها الآن.
هل العودة لأصول المخاطرة واردة؟
وبغض النظر عن حالة الإنهاك السعرية التي يظل الذهب فيها، فتعرض لضغوط أخرى، منها العودة القوية لصعود الأسهم، وغيرها من أصول المخاطرة، مع التطورات الصينية الأمريكية المشجعة.
وفي مذكرة TD Securities نقرأ:
"لو استمر تدفق الأنباء الإيجابية حول محادثات التجارة، عندها سنرى المعادن الثمينة تتعزز على انخفاضات، خاصة لو تلاشت المخاطر الاقتصادية، قبل اجتماعات البنوك المركزية في سبتمبر."
إذن، هل هذا وقت الانسحاب من مراكز الذهب؟
لننتظر قليلًا لنرى ما في جعبة الفيدرالي للأسواق.