المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 13/9/2019
أرسل رئيس البنك المركزي الأوروبي إشارة واضحة لسياسيي الاتحاد الأوروبي يوم الخميس: إذا لم تكونوا من محبي معدلات الفائدة السلبية، أو برنامج شراء السندات، إذن أنفقوا أموالكم، وخفضوا الضرائب.
قال دراغي في المؤتمر الصحفي لاجتماع المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي: "إن الآن نحن في أمس الحاجة لتولي السياسة المالية مجريات الأمور."
في إشارة للحكومة الألمانية، قال رئيس البنك المركزي الموشكة فترته على نهايتها "الحكومات التي يتوفر لها مساحة مالية كافية،" لاتخاذ قرار يوقف ضعف اقتصاد منطقة اليورو، ويمنع مخاطر الهبوط.
حزمة التحفيز
في الوقت الراهن، ساير المركزي الأوروبي توقعات السوق، وأقر حزمة من المحفزات المالية، رغم أن ما أقره المركزي الأوروبي كان أدنى ما يتوقعه السوق منه. وعلل دراغي لهذا الأمر قائلًا إن القرار متخذ بسبب النزاعات التجارية، وكذلك معدلات التضخم المستمرة على انخفاضها.
ظل معدل فائدة الإيداع مستقرًا عند مستواه منذ 2016، ومن ثم تقلص إلى 0.1% من نقطة مئوية واحدة، ليصبح عند 0.5%. وعاد البنك المركزي لبرنامج شراء السندات، بداية من نوفمبر، بمعدل 20 مليار يورو سنويًا، بدلًا من التوقعات التي قالت إن المعدل سيكون عند 30 مليار أو 40 مليار يورو سنويًا.
ولكن دراغي لم يضع حدًا للمبلغ، ولم يضع وقتًا ينتهي فيه البرنامج قائلًا إنه سوف يستمر طالما دعت الحاجة لذلك، ربما حتى يكون البنك المركزي مستعدًا لرفع معدلات الفائدة مجددًا، وتأويل ذلك التوقع لدى المستثمرين هو: للأبد.
كما خفف البنك المركزي الشروط الخاصة بعمليات إعادة التمويل طويلة المدى، بهدف رفع إقراض البنوك. كما قدم المركزي خطة معدلات متدرجة، ولذلك ليقي قطاع البنوك مخاطر معدلات الإيداع السلبية، ولكنها استثنى منها كميات الأموال متناهية الصغر التي لا تشكل فارقًا.
ألمانيا تحت المجهر
تدور شكوك حول عدم جدوى نداءات دراغي لألمانيا حول إنفاق مزيد من الأموال، فتلاقي ألمانيا تلك النداءات بنوع من العناد، رغم تعدد الجهات من الولايات المتحدة، لصندوق النقد الدولي، يخبر الجميع الألمان بوجوب وجود عجز في الميزانية، وذلك لتحفيز الاقتصاد الأوروبي. عوضًا عن ذلك، تركز ألمانيا كل جهودها على وضع ميزانية متوازنة.
وبالتالي، سيكون رد الفعل على ما قاله دراغي هو التجاهل. وقال رئيس المجموعة البنكية القوية، هان فالتر بيترس، إن دراغي مثل قائد سيارة دخل في طريق مسدود، بدلًا من تغيير مساره، وسوف ينتهي به الأمر مرتطمًا بحائط، لأن الطريق مسدود، وهو يقود بأعلى سرعة.
ومن البنك المركزي الألماني تأتي معارضة من الرئيس، ينس فايدمان، ومن العضو في الهيئة التنفيذية، سابين، ومعهما عديد الأعضاء الآخرين.
الدعم
ورغم مواجهة دراغي بعض الصعوبات في قول حيازته لدعم أعضاء المجلس للحزمة، فقال إن هناك "تنوع في الآراء" حيال استئناف برنامج شراء السندات.
وتهدف تلك التعليقات من دراغي للإقناع بأن هذا البرنامج مستمر كما تلزم الحاجة، وهذا ما سيكبل أيادي لاجارد لعدة شهور، إن لم يكن لعدة سنوات.
ولكن لارجارد من جانبها دعت ألمانيا، ودول أوروبية أخرى لتوفير محفزات مالية خلال سنوات ترأسها لصندوق النقد الدولي، كما تتفق مع قرار البنك المركزي الأوروبي حول المحفزات.
يمكن لألمانيا أن تتنفس غضبًا كيفما شاءت حول قرارات البنك المركزي، إذ كان هناك تصميم لتولي ألماني رئاسة المركزي. فلا يوجد لها سوى صوتين من بين 25 صوت بين أعضاء المجلس الحاكم، وقوبلت برفض عنيف عندما حاولت وضع فايدمان في سدة رئاسة المركزي الأوروبي.
دع الأمر للاجارد
لا مصادفة في أن رئيس المركزي الأوروبي القادم فرنسي. فلو كانت ألمانيا ترغب في تضيق سياستها النقدية، عليها أن فعل ذلك من جانبها فقط.
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على رغبة ألمانيا في الحفاظ على الميزانية متوازنة، رغم أن وزير ماليتها، أولاف شولز، قال إن برلين مستعدة لإنفاق مليارات لو انزلقت ألمانيا وأوروبا في ركود. وحتى لو كان نصف محق، إلا أنه جاء متأخرًا قليلًا.
وباختصار بدأ دراغي الحرب مع ألمانيا، ولكن من سيقود هذا الصراع ستكون لاجارد.