المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 27/9/2019
القصة الإخبارية الأكبر في العالم الآن هي شكوى نافخ الصافرة المقدمة ضد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ولكن سوق العملات يختلف، إذ يتناول الآن قصة انخفاض اليورو. فأغلبية العملات ارتفعت يوم أمس أمام الدولار الأمريكي، ولكن اليورو كان استثناء. وجاء التراجع بعد فترة قصيرة من افتتاح الأسهم الأمريكية، وتسارع بنهاية جلسة لندن. خرجت تعليقات من رئيس اقتصاديي البنك المركزي الأوروبي، لاين، أضافت المزيد من الألم للعملة الموحدة، فقال لاين إن حزمة التحفيزات النقدية "لم تكن بتلك الضخامة،" مضيفًا "أنهم لن يصلوا حدود التيسير الكمي قبل فترة طويلة، والبنك المركزي منفتح على تخفيض الفائدة، إذا دعت الحاجة." وهبط اليورو على الرغم من البيانات الأقوى من المتوقع الصادرة من تقرير معنويات الاقتصاد الألماني IFO، كما زاد مؤشر ثقة المستهلك GfK في ألمانيا. وتهبط عائدات السندات بوتيرة أبطأ من عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وهذا ما يكون دافعًا إيجابيًا لزوج اليورو/دولار. ولكن الزوج انخفاض لـ 4 أيام، من أصل 5 أيام للتداول، بسبب قلق المستثمرين حيال الأزمات التي تمر بها منطقة اليورو، وبريطانيا. يحتاج صانعو سياسة منطقة اليورو إلى التقدم خطوة نحو الأمام واتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، ولكن ألمانيا تنتظر وتنتظر قبل إعلان أي تحفيزات، وكلما طال أمد انتظار ألمانيا، كلما هبط اليورو/دولار، ومن المحتمل أن يصل لـ 1.08. واستمرار تراجع عوائد سندات الخزانة، بجانب المراجعة الهابطة للناتج المحلي الأمريكي، والإنفاق الشخصي سببا حالة تصفية للأسهم، وهذا كان من واجبه التأثير سلبًا على الدولار الأمريكي، ولكن ما وقع في الحقيقة هو العكس من ذلك، فما زال السوق يعتقد أن ترامب محصنًا من العزل، ولا يرون أي عدم يقين في أجواء السياسة الأمريكية. وما وقع أمس يؤكد على رؤيتنا، فالبيت الأبيض يحاول تشتيت الانتباه حول القضية، ويرسل إشارات حول التجارة، وتقدم المحادثات مع الصين. فقال ترامب إن الاتفاق مع الصين أقرب مما هو متوقع، ليحول انتباه الأسواق من العزل إلى التقدم التجاري. وأمس، خرج المستشار الاقتصادي للرئيس، لاري كودلو، ليقول إن الصين تتقدم بإيجابية في المبادرات، ولن تفرض الولايات المتحدة تعريفات على صناعة السيارات. ومن جانبنا نعتقد أنه كلما تعمقت تحقيقات المساءلة، كلما حظيت الأسواق بتعليقات إيجابية من ترامب. ومن المقرر أن تصدر تقارير مؤشرات: الدخل الشخصي، والإنفاق، وطلبات السلع المعمرة، والمرجعات من جامعة ميتشغان لشعور المستهلك. وتلك التقارير لا أثر قوي لها على الدولار.
وكانت العملة الأفضل أداء ليوم أمس كانت الدولار النيوزيلاندي. فارتفع زوج الدولار النيوزيلاندي/الدولار الأمريكي ليلة أمس على خلفية تعليقات بنك الاحتياطي النيوزيلاندي. فقال المحافظ، أور، إنه يعتقد أن "السياسة غير التقليدية، أمر ليس وارد." لأن "التأثير التراكمي للتيسير يسري أثره في الاقتصاد." وبالنظر إلى حجم التصفية على زوج النيوزيلاندي/دولار، يبحث المستثمرون عن سبب لجني الربح. بيد أن الأهم هو إداركهم أن الاحتياطي النيوزيلاندي ما زال أكثر ميلًا للتحفيز، لإحداث تعافي أطول، فنحتاج إلى رؤية تحسن البيانات بأعيننا. على الجانب الآخر، أنهى الدولار الأسترالي اليوم بعيدًا عن ارتفاعاته، بينما اكتسب الدولار الأمريكي زخمًا. ولا يوجد تحركات قوية على زوج الدولار/كندي. وما زال الزوج محاصرًا في نطاق 1%، لأسبوعين، بعد بيانات قوية، محا النفط المنخفض أثرها.
وأنهى الإسترليني اليوم على ثبات أمام الدولار. ووفق مذكرة من زميلنا، بوريس سكولسبيرغ:
"لا يبدو أن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، مكترثًا بالهزائم المتكررة، والتي كان آخرها في المحكمة العليا، ويستمر في مساره نحو إخراح بريطانيا دون اتفاق. وصاعدت نبرته غير المبالية بالعواقب تلك من آلام الاسترليني، واخترق مستوى الدعم الرئيسي عند 1.2300. ولكن استمر السوق في الاعتقاد بأن اتفاق البريكزيت سيتم هندسته بين الأطراف، أو على الأقل سيكون هناك تمديد للموعد النهائي. والآن، تبدو المخاطرة محدودة، ولكن ظهر اليوم في تداول السوق أن حالة الانتباه عند ذروتها بشأن الخروج دون اتفاق."