المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 29/10/2019
نرى صانعو السياسة على يقين كامل بتخفيض الفيدرالي سعر فائدته الأساسي ربع نقطة أساس هذا الأسبوع، لتتراوح ما بين 1.5-1.75%، ولكن المسؤولين يعانون الأمرين للتأكيد على أن الاقتصاد لم يدخل اتجاه هابط.
أصر رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على أن آخر دورة من تخفيضات سعر الفائدة كانت محض دورة انتصافية للتعديلات، وليست بداية مسار هابط لأسعار الفائدة، لمنع تباطؤ الاقتصاد. كما أكد مرارًا على أن عمليات شراء السندات الأخيرة ليست دورة جديدة من التيسير الكمي، ولكنها تعديلات لتصحيح تراجع الاحتياطيات البنكية.
ومن الجانب التاريخي، شهدنا دورات انتصافية سابقة، في 1995، وفي 1998، ويمكن أن يصل هذا لـ 0.75 نقطة، وهذا ما وصل إليه الفيدرالي بالفعل بتخفيضه المعدلات منذ يوليو. ويلجأ الفيدرالي للتحصن، وهذا منطقي بالنظر للاضطرابات التي عانت منها أسواق المال فجأة.
ولكن، ما زالنا لا نرى للفيدرالي خطأ واحد، بل خطأين. أولهما: الاعتقاد خطئًا أنه مستعد لرفع أسعار الفائدة في 2018، لأن النمو الاقتصادي دفع التضخم نحو الأعلى. وكان هذا محض سير في الاتجاه المقابل للواقع، فلم يكن التضخم يرتفع، عكس كل الأدلة، فالتضخم لم يكن في ارتفاع، رغم تراجع البطالة. عوضًا عن ذلك، استمر سوق العمل في التوسع.
والخطأ الثاني: قراره غير المدروس لتخفيض حجم ميزانية البنك، منهيًا التيسير الكمي. وفي تلك العملية، خفض البنك احتياطاتها للنصف، إلى 1.4 تريليون دولار، من 2.8 تريليون دولار.
وانتهى الأمر لعجز الفيدرالي عن تغطية احتياجات الأسواق لتعاملات خلال الليل، عند ذروة الدورات الاقتصادية، كتلك التي وقعت في 16-17 سبتمبر. يريد الاقتصاديون أن يضيف البنك المركزي 400 مليار دولار لاحتياطاته، ويزيدها بزيادة قوة الاقتصاد.
ومن ثم هناك الرئيس الغاضب، دونالد ترامب، المعادي للفيدرالي، لما يراه من إضرار الفيدرالي وقراراته بصحة الاقتصاد، بسبب الائتمان الزهيد. وبالطبع، يمتلك المستثمرون الحق في الغضب لارتكاب الفيدرالي تلك الأخطاء.
لو تمكن صانعو السياسة من إصلاح ما اقترفوا من أخطاء على الجبهتين، بتخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى، لاستعادة احتياطيات البنوك لمستويات مرضية، فهل يمكننا التقاط الأنفاس الآن؟ ربما.
ولكن هذا العجز في التوصل إلى سياسة مناسبة لم يسهم أي إسهام في التأثير على توجهات الفيدرالي المستقبلية. وربما يكون فقط المصداقية هو أعمق ما يواجه الفيدرالي من أزمات الآن.
يحتاج بأول إلى استعادة المركز القيادي. هناك بعض أعضاء لجنة السوق المفتوح يشككون في جدوى تخفيض سعر الفائدة على الرغم من التوترات التجارية، وبعض المؤشرات الدالة على الضعف الاقتصادي. وربما يخفضون الفائدة هذا الشهر، ولكنهم لن يضعوا للأسواق توقعات مستقبلية محابية لما يراه السوق. وتزيد مصداقية الفيدرالي كثيرًا إذا مر تخفيض الفائدة هذا الشهر دون معارضة.
يمكن للمستثمرين تقديم يد العون أيضًا. ولكن الأسواق يجب أن تأخذ كلمات بأول على محمل الجد، إذا صدقت توقعاتها هذه المرة. بالطبع، تخفيض أسعار الفائدة سيكون أمر حسن، ولكن هذا سيكون كافيًا لدورة تعديلية انتصافية. ولا نغفل حقائق مثل العودة لبرنامج شراء الأصول، أو زيادة ميزانية الفيدرالي، فتلك الأمور تيسيرية بطبيعتها. ولكن كل ما يجري هو مجرد تعديل، وليس تغيير مسار.