المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 13/12/2019
لا شيء يحدد اتجاه سوق العملات كما يفعل الرئيس ترامب وسيناريو التعريفات على الصين. وعندما نقول إن السوق لا يتأثر بشيء بما فيه قرار الفيدرالي عن أسعار الفائدة، وقرار البنك المركزي الأوروبي. ويوم الأربعاء، أبقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، معدلات الفائدة الأمريكية عند نفس المستويات، وأوضح ألا رفع آخر للفائدة في 2020، إلا إذا رأينا زيادة قوية في معدلات التضخم. وهبط الدولار الأمريكي على خلفية تلك النبرة، ولكن الخسائر كانت محدودة، خاصة لزوج الدولار/ين، وأمس ارتفع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية على خلفية تقارير من وول ستريت جورنال، تقول إن المفاوضين الأمريكيين عرضوا تخفيض الرسوم الجمركية نسبة 50%. وتداول اليورو على ارتفاع 1.1154 أمام الدولار قبل تلك الأنباء، ولكن ما إن صدرت هذه التصريحات هبط ليغلق أمس على انخفاض. من الضروري الانتباه إلى الآتي: لم يصدر أي تعليق من أي مصدر رسمي، وكل ما في الأمر تغريدات من ترامب، وتقارير إعلامية. إذن، فهناك ما يدفعنا للاعتقاد بأن هذا ربما فقاعة من ترامب. ولكن، كما اختبرنا في الماضي، فآراء ترامب تتغير عند اللحظة الأخيرة، وتخرج التقارير الرسمية، والتي يمكن أن تصدر بين 15 ديسمبر، ولا يجب إخراج التعريفات تمامًا من الحسابات.
وفي تلك الأثناء، يوجد الكثير من التغيرات في تطلعات البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع. فترأست كريستين لاجارد أول اجتماعات السياسة النقدية للبنك، وبدأت فترتها بالتفاؤل. وعوضًا عن التأكيد على مواطن ضعف الاقتصاد، والحاجة إلى إبقاء التحفيزات النقدية مستمرة، قالت إن المخاطر أقل، وهناك زيادة محدودة في التضخم الأساسي، وفق إشارات. وحدث البنك المركزي من تطلعات الناتج المحلي الإجمالي لـ 2020. وردت لاجارد على سؤال ما إذا كانت أميل للتيسير أم للتضييق النقدي، قالت إنها ستتخذ القرارات الحكيمة إزاء هذا الصدد. وتحاول لاجارد قرع أجراس التفاؤل ببداية مدة حكمها، وهذا ما يدل على أنها ستنتهج سياسة مخالفة بعض الشيء لماريو دراغي. وسواء كانت متشددة إزاء التضخم، أو ستتحرك الأسعار تتحرك نحو الأعلى، هذا ما سنعرفه في المستقبل، في ظل تحسن بيانات منطقة اليورو. ولا نرى أن أي تغيير سيطرأ عمّا قريب. ونتيجة لهذا، نتوقع استمرار تعافي اليورو خاصة أمام الين الياباني، والفرنك.
وفي الجهة المقابلة لـ لاجارد، وقف رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي ركز على افتقار الاقتصاد لسمات القوة التي تسمح للبنك بإجراء تضييقات نقدية. ومثل المركزي الأوروبي، أبقى معدل الفائدة ثابت. كما ظلت توقعات الناتج المحلي الإجمالي عند نفس المستويات السابقة، ولكن يرى البنك المركزي الآن أن وتيرة نمو التضخم متباطئة مقارنة بنفس الفترة العام السابق. والأهم من هذا وذاك، هناك تحول نحو التراجع في رسم الدوت بلوت (توقعات الأعضاء لأسعار الفائدة المستقبلية)، فالأغلبية لا ترى أي تغيرات في معدلات الفائدة لعام 2020. وعزز بأول تصور ثبات معدلات الفائدة العام المقبل، عندما قال إن الفيدرالي يريد أن يشهد تحركات قوية، ومستدامة في معدلات التضخم قبل الإقدام على مس الفائدة. ويصدر اليوم تقرير مؤشر مبيعات التجزئة، وبينما نتوقع أرقام أقوى، إلا أن استدامة التحرك تحرك الدولار/ين نحو 109 معلقة بقرار الرسوم الجمركية على الصين. وعلى الجانب الآخر، مدد اليورو/دولار من أرباحه بينما عدل المستثمرون تحيزات السياسة النقدية للفيدرالي، والأوروبي.