المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2/1/2019
يتحرك سوق النفط بدفع من عدد من العوامل، وهي: عوامل جيوسياسية، وأساسية. وبينما نستطيع قياس الأساسيات، وتعقب ما يطرأ عليها من تغييرات، إلا أنه لا يوجد طريقة للتنبؤ بالأحداث الدولية، بما فيها قرارات السياسة، والأحداث الجيوسياسية. وتثبت كثير من التحليلات خطئها في نهاية الأمر.
إلا أنه يوجد تطورات جيوسياسية مؤثرة يتعين على متداول النفط النظر إليها في 2020، لأنه ربما تحدث. وإذا حدثت، ربما تؤثر على سوق النفط.
1.تراجع واردات الصين من النفط
على مدار عديد السنوات الماضية، أثر الطلب الصيني المرتفع على النفط بقوة. ومنذ 2015، توسعت الدولة في مخزونها النفطي. وأسهمت تلك الشهية القوية في إبقاء منتجي النفط بعيدًا عن الانهيار العميق في 2015، و2016.
أمّا الآن، فهناك علامة على تباطؤ الاقتصاد الصيني، واحتمالية قوية لتوقف الحكومة الصينية عن زيادة مخزونها من النفط الخام، وتراجع الواردات، إمّا بسبب: التباطؤ الاقتصادي، أو لتحويل التمويل إلى محفزات اقتصادية أخرى.
توجد احتمالية أخرى، وهي: خفض الصين للمخزون، واستيراد نفط أقل مما يطلبه السوق. تستورد الصين بكثافة من: السعودية، وروسيا، وإذا تراجعت الواردات النفطية الصينية سيقع أذى كبير على الدولتين. بيد أن الطلب الصيني المتراجع سيهبط بسعر السلعة، ويشعر المصدرون الأمريكيون بعمق الضرر. وبينما تستمر المفاوضات التجارية بعد المرحلة الأولى، ربما تستخدم الصين النفط كترسانة لمواجهة الولايات المتحدة.
2.تصاعد التوترات العراقية
ضرب الاضطراب السياسي جنوب العراق، وتصاعد منذ نهاية سبتمبر. مؤخرًا، زادت ممارسات العنف من المتظاهرين العراقيين المطالبين بمحاربة الفساد الحكومي، وتزايد القوة الإيرانية المتدخلة في شؤون البلاد.
تصعيد التوتر، والعنف سيؤثر على الصناعة النفطية العراقية. شغلت العراق المركز الخامس بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، ومن المرجح أن تشغل المركز الرابع بعد وصول إنتاجها للرقم القياسي 4.88 مليون برميل يوميًا المسجل خلال الصيف الماضي. لكن، أغلق المتظاهرون الحقل النفطي الناصرية، المسؤول عن إنتاج 90,000 برميل يوميًا لفترة مؤقتة، لكن اضطرب الإنتاج. وبتصاعد تهديد المليشيات الموالية لإيران، التي تهدد المواقع الأمريكية، وتوجيه الولايات المتحدة ضربات جوية، يبدو أن التصعيد مرجح على هذه الجبهة.
3.روسيا تغادر أوبك+
رغم موافقة روسيا على مد اتفاق تخفيض الإنتاج وتعميقه وفق أوبك+ حتى نهاية الربع الأول من 2020، إلا أن أحاديث تدور حول خروج روسيا من الاتفاق. وخلال الأسبوع الماضي، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك لتليفزيون روسيا إن 2020 ربما تكون العام الأنسب لإعادة تقييم المشاركة الروسية في اتفاق تخفيض الإنتاج، والتعاون مع أوبك.
يعتمد الاتفاق بين الدول المنتجة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء على ركنين هما: السعودية، وروسيا. وبانسحاب روسيا، ستتراجع أسعار النفط، خاصة مع انتهاء أثر أي تحفيز للمنتجين لتخفيض الإنتاج.
4.الانتخابات الأمريكية
في نوفمبر 2020، يدلي الناخبون الأمريكيون بأصواتهم. ويترشح ترامب لإعادة الانتخاب عن الحزب الجمهوري، واستقر الحزب عليه منذ فترة.
والآن، من المبكر العلم ما إذا كان المجمع الانتخابي سيصدر صوته لترامب، أم للمرشح الديموقراطي. أيًا من كان، سيتأثر السوق عميقًا بمن يتقدم. فإما أن نرى زيادة في السوق تفوق التوقعات، ويتراجع الإنتاج الأمريكي مع تولي أحد الديموقراطيين الرئاسة.
وترى الأسواق إعادة انتخاب ترامب إيجابيًا للأسواق، وللنمو. وبالتالي تولي ديموقراطي المنصب سيكون له دلالة سلبية، أما إعادة انتخاب ترامب ستساعد في إبقاء الأسعار مستقرة، والحفاظ على الزخم.