مع تباطؤ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، تركز أسعار الذهب على التداعيات الاقتصادية للفيروس مع استمرار إقبال المستثمرين على الذهب.
فاجأ الذهب الأسواق يوم الجمعة الماضي حيث قام المتداولون بشراء التراجع وارتفعت الأسعار فوق مستوى 1570 دولار للأوقية.
أهم الأحداث التي أثرت على أسعار الذهب في الأسبوع الماضي هي أخبار فيروس كورونا، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكي، الذي فاجأ الأسواق في الاتجاه الصاعد مع إضافة 225,000 وظيفة جديدة في يناير.
بناءً على آخر التقارير، لا يزال من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنحو 2% بوتيرة سنوية ثم يتسارع في النصف الثاني من العام.
تتناسب أرقام التوظيف مع فكرة أن النمو سوف يتسارع تدريجياً هذا العام، رغم الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا في الصين.
لا شك في أن أخبار فيروس كورونا ستستمر في دفع سوق الذهب خلال الأسبوع المقبل.
أي أخبار حول إحكام السيطرة على انتشار المرض أو اكتشاف علاج من شأنه أن يضغط على مكاسب المعدن الأصفر.
وقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الجمعة الماضي أن عدد الحالات الجديدة يتباطأ.
لمزيد من التحاليل ونقاط الدعم والمقاومة للعملات، السلع والأسهم السعودية يمكنكم زيارة موقع بيانات.نت
بالنظر إلى أن معظم روابط السفر قد قُطعت بين الصين ودول أخرى، فإن فرص تفشي الأوبئة، على الأقل في الاقتصادات الغربية قد اصبحت منخفضة للغاية. في الوقت الحالي، يبدو أن عدد الحالات الجديدة في الصين قد بدأ في التراجع، وفي هذه الحالة يجب أن تتلاشى المخاوف، ويجب أن تبدأ أسواق الأسهم في الارتفاع.
لكن سوف يتحول الاهتمام نحو تأثير الفيروس على إنتاج الصين وكيف سينعكس ذلك على النمو العالمي بشكل عام.
لقد توقف الإنتاج الصيني لمدة أسبوع في الوقت الحالي. وإذا تم تمديد ذلك، فإن هذا سيلحق ضرارا بالاقتصاد، لا سيما من خلال سلاسل التوريد العالمية. في الوقت الحالي، لازال تأثير توقف الإنتاج محدودا ويمكن تداركه.
بعد سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2019، نتيجة تأثير الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على نمو الاقتصاد العالمي، يخشى المستثمرون الآن من أن يؤدي تباطؤ الإنتاج في الصين إذا استمر انتشار فيروس كورونا ـ إلى استئناف الحكومات خفض أسعار الفائدة. كل هذا يمكن أن يكون إيجابي بالنسبة للذهب. ولكن لا يمكن تأكيد ذلك بناءً على المعطيات الحالية.
بدأت بعض الحكومات الآسيوية بأخذ احتياطاتها إزاء التباطؤ المحتمل حيث قامت تايلاند بتخفيض أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 1.0%، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من الشركات ستتأثر بفيروس كورونا. كما قام البنك المركزي الفلبيني بخفض أسعار الفائدة في الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.75% استجابة لفيروس كورونا.
البيانات الرئيسية في الأسبوع المقبل
سيكون تقرير التضخم الأمريكي يوم الخميس ومبيعات التجزئة يوم الجمعة هما التقريران الرئيسيان اللذان يجب مراقبتهما في الأسبوع المقبل.
التضخم هو الرقم الرئيسي للمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قرر التحلي بالصبر عندما يتعلق الأمر بارتفاع التضخم والتفاعل معه برفع أسعار الفائدة. هذا يعني أن البنك ليس أبدا في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة حتى لو شاهد إحراز تقدم في أرقام التضخم، وهو ما يعتبر إيجابيا بالنسبة لأسعار الذهب.
من ناحية أخرى، إذا قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة نتيجة لعرقلة النمو بعد صدمة فيروس كورونا فإن ذلك سيدعم حتما دعما لسوق الذهب.
بصفة عامة، المشهد الاقتصادي العالمي مازال يدعم صعود أسعار الذهب على المدى القصير.
التحليل الفني لأسعار الذهب
يبدو واضحا لنا من خلال الرسم البياني اليومي أن أسعار الذهب قد وجدت دعم قوي عند مستوى 1550 دولار لأونصة، حيث استغل المستثمرون هبوط الذهب يوم الأربعاء الماضي للشراء، وشاهدنا المعدن الأصفر يلامس مستوى 1573 دولار لأونصة، وكنا أشرنا في تحاليلنا السابقة أن أي هبوط مازال يتيح فرصة للشراء.
في حال اختراق مستوى المقاومة 1586 دولار لأونصة بإغلاق يومي فإن الصعود سوف يتعزز حتى منطقة المقاومة 1600 ـ 1610 دولار لأوقية.
يبقى أي هبوط هو فرصة للشراء طالما نشاهد إغلاق يومي أعلى من مستوى الدعم الرئيسي 1550 دولار لأونصة. في حين أن مستوى الدعم الأول عند 1560 دولار، وكانت أسعار الذهب قد أنهت تعاملات الأسبوع الماضي عند 1569 دولار لأوقية. بيانات.نت