المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 20/2/2020
ربما لن يكون شتاء 2019/20 هو الأسوأ منذ سنوات، على الأقل فهو ليس بدفء شتاء 2011/12. تأرجحت أسعار الغاز الطبيعي بين الصعود والانخفاض هذا الأسبوع، يعزى هذا جزئيًا إلى البرودة التي تجتاح الولايات المتحدة، والتي تفوق التقديرات السابقة.
منذ إغلاق يوم الأربعاء، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي، المتداولة على بورصة نيويورك، يوقاز، بنسبة 7%. منح هذا الثيران أملًا بأن السوق الذي سحقهم بانخفاضهم لمستوى 4 سنوات ربما يعود ليكافئهم.
بيد أن السوق عجز عن اختراق سعر 2 دولار، وهذا السعر الذهبي لموسم البرودة، ويرفع هذا التساؤلات حيال مدى القوة التي يصل لها الغاز الطبيعي بنهاية فصل الشتاء.
استقرت عقود الغاز الطبيعي، هنري هب، على بورصة نيويورك، يوم الأربعاء عند سعر 1.96 دولار لكل مليون وحدة حرارية، بعد وصولها لذورة 1.98 دولار خلال الجلسة.
لكنها عجزت عن اختبار مستوى 2 دولار، وما زال هذا التعافي قويًا، إذ كانت السلعة في السابق عند مستويات غير مسبوقة منذ عام 2016، لسعر 1.75 دولار.
حتى خلال 2011/12 كان السوق فوق 2 دولار
كان الشتاء الممتد ما بين ديسمبر 2011، وفبراير 2012 هو الأدفأ على الإطلاق، مع اقتراب 48 ولاية من "برودة معتادة،" بنهاية ديسمبر، ونهاية مارس. وحتى خلال تلك الفترة، لم تهبط العقود الأمامية من هنري هب أدنى 2.231 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
يقول محلل جيلبر وشركاه، دان مايرز: "رغم أن نماذج الطقس البارد أصبحت متماسكة أكثر في الآونة الأخيرة، إلا أن مستوى 2 دولار يظل مستوى مقاومة." ويقول إن البرودة الأقصى من المعتاد المتوقعة بنهاية أكتوبر، وبداية مارس، تذكرنا بنموذج الطقس للعام الماضي. "وستساعد تلك البرودة على التهام الفائض من الغاز الطبيعي قبل نهاية الموسم."
أضاف مايرز:
"بالنظر إلى التوقعات الحالية، سنرى عمليات سحب أعلى من المعتاد من المخزون خلال الأسابيع الأربعة المقبلة -ومنها الأسبوع الماضي- وستكون معدلات السحب هي الأعلى على متوسط 5 سنوات، ولن تتجاوز مستويات العام الماضي المبهرة."
ولكنه يضيف أيضًا ألا يقين حيال النموذج البارد للطقس، ودوامه، وتأثيره في السحب من المخزونات.
ماذا عن الأرقام الصادرة اليوم؟
يتوقع المحللون في الولايات المتحدة هبوط مخزونات الغاز الطبيعي مقدار 147 مليار قدم مكعب خلال الأسبوع المنتهي في 14 فبراير، مقابل السحب مقدار 115 مليار للأسبوع الماضي. وتصدر الأرقام اليوم عند الساعة 18:30 بتوقيت السعودية، وعندها سنعرف مدى صحة التوقعات.
يتوقع مايرز سحب أعلى من المتوقع عند 154 مليار قدم مكعب للأسبوع الماضي، "وأي بيانات أعلى من أو أقل من هذا الرقم، ستكون دلالة على التوازن الأساسي الذي يؤدي لمزيد من التقلب في التداولات خلال الأيام المقبلة."
تعطي أغلب توقعات المحللين زيادة في البرودة، ولكن لا تشبه ما رأينا الأسبوع الماضي. إذ تهبط البرودة هذه المرة على الساحل الشرقي من الولايات المتحدة، وغيره من مناطق استهلاك الغاز ما بين اليوم، والأيام العشرة المقبلة.
يقول دومينيك تشيرشلا من معهد إدارة الطاقة بنيويورك: "في الفترة ما بين 11-15 يوم المقبلة، تشير نماذج الطقس إلى طول فترة البرودة في شرق الولايات المتحدة، ليوم أو اثنين قبل تعافي درجات الحرارة."
" صحت تلك التوقعات، سنشهد درجات حرارة أقل كثيرًا من الطبيعي،وستبدأ درجات الحرارة الدافئة بالظهور مجددًا، وأغلب المناطق من الحقول الشرقية ستمر بدرجات حرارة أعلى من الطبيعي."
ويتفق المحلل بريت والتز، خبير الطقس من BAMWX، مع هذا الرأي.
الطقس داعم، ولكن إلى متى؟
يقول والتز: "بعد درجات الحرارة الأدفأ من المعتاد خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وللجزء الأول من الأسبوع الجاري في المناطق الشرقية، نتوقع هواء أبرد ينتشر عبر البلاد، ويرتفع الطلب على غاز التدفئة خلال الأسبوع المقبل."
"فنحن نشعر بثقة معقولة حيال استمرار درجات الحرارة الباردة لخمسة أيام على أقل تقدير. كما أن الهواء البارد سوف يستقر على الأجزاء الشرقية. ولكن، وكما نرى الأمور الآن، كلما تابعنا الدخول لشهر مارس، نرى عودة لنماذج الطقس الدافئة مرة أخرى."
أمّا عن وسيط العقود الآجلة للطاقة، سكوت شيلتون، نراه على حالة من التشاؤم، ويحذر من أن البرودة ناتجة عن نموذج طقس معين، يجلب بعده طقس دافئ وجاف.
قال شيلتون في مذكرة يوم الأربعاء: "ضع في ذهنك أن نموذج الطقس المبني عليه التفاؤل فشل فشلًا ذريعًا هذا العام."
كما راودته شكوك حيال تباطؤ إنتاح الغاز الطبيعي من الأرقام القياسية خلال الشهور المقبلة.
"على المدى المتوسط، أسمع دائمًا أن نمو الإنتاج لصيف 2020، ولعام 2020، خضع لمراجعة للهبوط،" كتب شيلتون. "ولهذا يرى عديدون ارتفاع الأسعار، ولكنني عملت في سوق الغاز الطبيعي منذ زمن، وما زالت أصحو في الليل متسائلًا لماذا أشعر أن الإنتاج الهابط هو قصة تكررت على الأسواق خلال السنوات الـ 10 الماضية، ولم تصح ولو لمرة واحدة."