تواجه السلع أسبوعاً آخر ملحمياً من حركات الأسعار الشديدة والتقلب المتزايد، وسيكون التركيز الرئيسي على الاضطراب في سوق النفط العالمي.
هذا بعد أن تسبب فشل محادثات أوبك وحلفائها الأسبوع الماضي في حرب أسعار شاملة بين كبار الموردين، ووضحنا هذا في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "انهيار أسعار النفط بين الصراع الروسي السعودي!".
كان الدافع وراء هذا الصدع هو عدم القدرة على الاتفاق على أفضل طريقة للاستجابة للتحديات التي أثارتها أزمة فيروس كورونا.
مما تسبب بخسائر كبيرة في جميع أسواق الأسهم العالمية وصلت لأكبر خسائر يومية منذ الأزمة العالمية.

شهدت جلسات اليوم الثلاثاء بعض التعويض لخسائر يوم أمس، والتي إكتسبتها بعد تصريح الرئيس "دونالد ترامب" إن الإدارة الأمريكية ستناقش خفضاً محتملاً في ضريبة الرواتب مع الكونغرس.
أضاف أيضاً سيكون هناك إعلانات اقتصادية كبرى اليوم الثلاثاء، وبينما رفض وزير الخزانة "ستيفن منوشين" مقارنة تلك التقلبات مع الأزمة المالية السابقة.
حيث تراجع الذهب مع استقرار الأسواق في أعقاب أكبر هزيمة في الأسهم في وول ستريت منذ عام 2008، وهذا مع خسائر بنسبة 10%.
نشأت بسبب اندلاع حرب أسعار النفط بين المملكة العربية السعودية وروسيا والمخاوف بشأن تأثير فيروس كورونا.

الأزمة لم تنتهي بعد!
تستمر تدابير احتواء فيروس كورونا مما يقيد احتمالات أرباح الشركات، وتزيد من خطر حدوث أزمة تمويل.
بالإضافة أن انهيار أسعار النفط يهدد بمجموعة من التخلف عن السداد في هذه الصناعة، وهذا قد يمتد إذا لم تتوصل أوبك وحلفائها لإتفاق جديد.
هذا رفع من قيمة أسعار الذهب مع صعود الأزمة الصحية في الأسواق، وأثار مخاوف من ركود محتمل إذا ما إمتدت للربع الثاني.
الذي أدى إلى توسيع الحيازات في جميع أنحاء العالم في الصناديق المتداولة في البورصة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
لقد جاءت المكاسب مع تراجع عائدات السندات إلى مستويات قياسية، وتضخم كومة الديون ذات العوائد السلبية.

الثيران تعزز مراكزها!
تمت إضافة أكثر من 20 طناً إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب لليوم الثاني على التوالي يوم الاثنين مما رفع الإجمالي إلى مستوى قياسي جديد.
يحتاج المستثمرون إلى اللجوء إلى الأصول عالية الجودة، والذهب هو أحد تلك الأصول خاصة بالنظر إلى أننا شهدنا هذه المكاسب الحادة مؤخراً.
يمكن للمستثمرين جني الأرباح من الذهب والاستمرار في اللجوء إليها كملاذ آمن، وذلك في ظل المخاطر العالمية القائمة مع أزمة فيروس خطر وتحرك للمزيد من السياسة التسهيلة من قبل البنوك العالمية.
أوضح إشارة إلى أن المستثمرين لا يزالون يتطلعون إلى الاتجاه الصعودي، وتستمر صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في جذب النقد.

ترقب الموجة التالية نحو مستويات 1800 دولار للأونصة!
أن أسعار الذهب نجحت بإستهداف مستوى 1700 دولار للأونصة الذي توقعناه منذ بداية مارس في مدونة شركة " بمقالتنا تلك "هل يعود الذهب كملاذ آمن مع أسوأ خسارة بالأسواق منذ الأزمة العالمية؟".
فمع حفاظ الأسعار على تداولها أعلى مستوى الدعم على المدى المتوسط عند 1625 يعزز إرتفاعات الذهب هذا الشهر، والذي يعزز فرص الصعود نحو مستوى المقاومة التالية عند 1730 دولار للأونصة.
كما ان إغلاق أسبوعي أعلى هذا المستوى يعزز فرص صعود المعدن الثمين لمستويات 1800 دولار للأونصة.
يأتي هذا مع توقع أنه سيكون هناك موجة صعود جديدة بأسعار المعدن الثمين، وذلك في ظل التحركات من قبل البنوك المركزية العالمية مع المزيد من السياسة التسهيلية.
في ظل البيانات المترقبة هذا الأسبوع مع قرار سياسة البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس وسط توقعات بأنه قد يخفف السياسة.
أيضاً سيكشف وزير الخزانة في المملكة المتحدة عن ميزانية الحكومة لعام 2020 يوم الأربعاء.
كما من المتوقع أن يأتي يوم غداً الأربعاء مؤشر أسعار المستهلك الأساسي في الولايات المتحدة ضعيفاً في فبراير.
فبالنسبة لحاملي عقود المعدن الثمين الذي لا يدفع الفائدة، ويستفيد عادة من السياسة النقدية المتساهلة يمكن أن يكون الأسبوعان المقبلان فترة حرجة.

حيث يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي إجتماعه لشهر مارس الأسبوع المقبل، ويتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة مرة أخرى بعد تحركه الطارئ الأسبوع الماضي.
كذلك تلك التسهيلات النقدية قد تمتد إلى آسيا مع اجتماع بنك اليابان، والذي يأتي بعد إجتماع البنك الفيدرالي بيوم واحد في 19 مارس.
إذا وصلنا إلى 1800 دولار فسيكون ذلك لأن البنك المركزي الأوروبي تحرك بقوة، وانتقل ذلك إلى الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى بالإضافة لبنك اليابان.
ووفقاً لكبار مديري الثروات في العالم يتوقعون حالياً ان خطر انخفاض أسعار النفط قد تؤدي إلى تعزيز الضغوط على البنوك المركزية الكبرى لخفض أسعار الفائدة.
مما قد تدفع أسعار {{|الذهب }}إلى مستوى 1800 دولار للأونصة في غضون أسابيع، ولم يكن المعدن الثمين عند هذا المستوى 1800 دولار منذ عام 2011.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@