المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 15/3/2020
- الأسهم تظل في سوق دببة، وفي اتجاه هابط
- الذهب لهبوط أعمق
ارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة، بعد أكبر قفزة لها في يوم واحد من عام 2008. وذلك بعد أسبوع من التحركات الأفعوانية العنيفة للأسواق التي تسبب فيها فيروس كورونا. ونتوقع أن تتابع الأسواق مسارها الهابط خلال الأسبوع المقبل.
لماذا ارتفعت الأسهم يوم الجمعة؟ ارتفعت المؤشرات الرئيسية:مؤشر داو جونز، وستاندرد آند بورز 500، وناسداك 100، وراسيل 2000 بعد إعلان المتحدثة باسم مجلس النواب، نانسي بيلوسي أنه وبعد أيام من المفاوضات المكثفة مع وزير الخزانة ستيفين منوتشين، توصلت الأطراف لاتفاق لبدء عمليات اختبار مجانية لاكتشاف فيروس كورونا، ورصد مليار دولار على هيئة مساعدات غذائية، وإجازات مرضية مدفوعة لهؤلاء المتأثرين بالوباء. مر التشريح بأغلبية كبيرة من مجلس الشيوخ يوم السبت صباحًا.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، تأرجحت الأسواق ما بين الخسائر العنيفة، والتجمعات الصاعدة الصغيرة، حتى وصلنا ليوم الجمعة. وخلال يوم الجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حالة طوارئ في البلاد. وقبلها، كان المستثمرون والمتداولون، والمحللون في حالة من الهلع حيال الانتشار المتزايد السرعة لفيروس كورونا، وتسببه في دخول الأسهم سوق دببة، ومرور أسواق المال بأسوأ أسبوع منذ الانهيار العالمي في 2008.
وتعرض النفط لتصفية هي الأعنف ليوم واحدة بداية الأسبوع الماضي، ولم نر مثل هذا الانهيار في 30 عام.
هبت البنوك المركزية لمساعدة الأسواق في التوصل لحالة من الهدوء، مع انضمام دول الاتحاد الأوروبي للدول الآسيوية في الإغلاق الكامل، وتزايدت الجهود بإغلاق المحال التجارية غير ذات الفائدة الأساسية في الحياة اليومية لتوقيف الفيروس.
إجراءات ردع، وليس حل حقيقي
لم تكن نهاية أطول سوق ثيران في التاريخ هادئة. تحرك المتداولون مع الأسهم بتأرجحات عنيفة الأسبوع الماضي. ورأينا التداول يتوقف في وول ستريت أكثر من مرة بسبب كسر الدائرة، لعمق الخسائر التي تواجهها المؤشرات، ولم يحدث هذا منذ 1997. وهبط مؤشر داو جونز بنسبة 7% في أيام كسر الدائرة، وكان الإغلاق يوم الخميس على خسائر أكبر من 9%.
ما أقدمت عليه البنوك المركزية سيعمل على إيقاف الانهيار مؤقتًا، ولكن لن تستطيع وقف الانهيار تمامًا. في واقع الأمر، ربما تلك الإجراءات ستعجل بانهيار الأسواق، لأن أنباء كسر الدائرة تزيد حالة الهلع.
كما احتاجت السندات إلى وقف للفجوات الهابطة التي استمرت في تشكيلها، وذلك لمنع تكون دوائر خبيثة من نوع آخر. ومن أوقف كسر الدائرة؟ كان تدخل الاحتياطي الفيدرالي الذي ضخ 1.5 تريليون دولار لتهدئة روع المستثمرين، وإيقاف السندات من تعميق الهبوط لمستويات سحيقة.
وتسارع المستثمرون للشراء بعد الأنباء عن التوصل لاتفاق بشأن مساعدات فيروس كورونا. قفز مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 9%، ليحد من خسائره لـ 1.10% فقط لهذا الأسبوع.
ومع تلقي الأسهم دعمًا من الاتفاق الجديد، هل تغيرت الصورة الأساسية؟ هل توصل الجميع لشفاء من المرض، أو حتى مصل؟ الإجابة الوحيدة هي، لم يطرأ أي تغير، المرض مستمر في الانتشار، وليس هناك علاج، وتزيد فرص انتشاره مع عدم تجنب التجمعات.
ولو وضعنا آسفين الخسائر البشرية جانبًا، ونظرنا إلى المشهد الاقتصادي، نرى: إغداق الأموال على شكل حزم مساعدة، دونما النظر إلى مدى حسن النوايا، لن يساعد الأعمال، وخطوط التصنيع، وسلاسل الإمداد بالضرورة. في النهاية، دون علاج رادع أو علاج نهائي، ستظل الأسواق تنظر للأسفل، ولماذا؟
- تراجع الأرباح
- تراجع الوظائف
- تراجع الإنفاق الاستهلاكي
- ومن ثم تراجع الأرباح لمستويات أعمق
من جانب فني، ننظر إلى حركة العودة تلك بأنها داخل اتجاه هابط، وفرصة لدخول مراكز قصيرة. ونركز انتباهنا الآن على مؤشر إس آند بي للمدى الطويلة، في نموذج اتساعي لا نشهده سوى عند قمة السوق.
وعلى الرسم البياني الشهري للداو، نرى بوضوح تمدد القاع للأسفل.
إذا كان هناك أي اختراق لأسفل لهذا النموذج غير الدقيق (لأن خطوط الاتجاه متباعدة عن بعضها)، سيكون هذا علامة على وصول السوق لقمة. ووصول السوق لقمة يعني أنه لم يعد في وسعه الانطلاق للأعلى. ويعطي كل من مؤشر القوة النسبية، ومؤشر ماكد إشارات سلبية.
أمّا عائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات قفز يوم الجمعة، ليتقدم لليوم الرابع من أصل 5 أيام، مع علامات إيجابية على مؤشر القوة النسبية وماكد.
وعلى الرسم البياني الشهري، يتكون نموذج مطرقة غير نموذجي (مع ظل لأعلى) ولكن هناك مستوى مقاومة غير قابل للاختراق أدنى 1.4.
قفز الدولار بنسبة 1.3% يوم الجمعة، ليكون هذا أفضل أسبوع له منذ 2008، وسجل أرباحًا بنسبة 4.1% لليوم الرابع من الارتفاع.
تعافى مؤشر القوة النسبية من حالة التشبع البيعي القوية منذ يناير 2018، وماكد عليه إشارات شراء. وننصح بتوخي الحذر بسبب القمة المتسعة (broadening top )، وهو نفس النموذج الظاهر على الأسهم، ويتطور منذ يناير 2018.
أغلق الذهب أسفل الاتجاه الصاعد منذ 30 مايو، وكل من ماكد ومؤشر القوة النسبية يعطيان إشارات سلبية.
وعلى الجانب الآخر، وجد سعر معدن الذهب دعمًا عند ارتفاعات أكتوبر-نوفمبر، ومن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. ودخل المعدن الأصفر في سقوط حر، تجلى أثره على المدى القصير. وهبط الذهب الأسبوع الماضي بنسبة 8.7% وربما يتابع هبوطه للأسفل. وخلال الأسبوع الماضي عاد المستثمرون إلى الكاش (النقد) لتغطية المارجن (الهامش). وعلى الأرجح سيثار بعض الاضطراب للتسويات المادية للعقود الآجلة.
تعافى النفط من الانخفاض بنسبة 1.4%، ليتقدم بنسبة 0.7% بعد حديث ترامب عن ملأ المخزون الاستراتيجي البترولي.
وجاء هذا بعد أسوأ تصفية منذ حرب الخليج عام 1991. ومن الناحية الفنية، ارتد النفط من قاع العلم الصاعد، وهو نموذج سلبي بعد انخفاض -44% في خميس جلسات، سبقت تطور العلم.
الأسبوع المقبل
الأحد
الصين، عند الساعة 6:00 صباحًا: الإنتاج الصناعي، متوقع الهبوط لـ 1.5%، من 6.9%
الصين، 6:00 صباحًا: مبيعات التجزئة، من المتوقع أن تنخفض لـ 0.8%، من 8.0% على الأساس السنوي في شهر يناير.
الاثنين
استراليا، 4:30: محضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي.
الثلاثاء
المملكة المتحدة: التغير في الوظائف، 13:00: المتوقع انخفاض تسجيل 21.4 ألف.
الولايات المتحدة: 16:30: مبيعات التجزئة، تنخفض لـ 0.2% من 0.3%.
الأربعاء
منطقة اليورو، 14:00: مؤشر أسعار المستهلكين، يظل عند 1.2% على الأساس السنوي.
الولايات المتحدة، 16:30: تصاريح البناء من المتوقع الانخفاض لـ 1.505 مليون من 1.550 مليون.
الولايات المتحدة: قرار فائدة الفيدرالي، الأسواق تتوقع تخفيض الفائدة 0.5%.
الولايات المتحدة: المؤتمر الصحفي
الخميس
سويسرا: قرار الفائدة، معدلات الفائدة الآن -0.75%، أدنى معدل في العالم، وتتوقع الأسواق بقاء المعدل عند نفس المستويات.
الولايات المتحدة: مؤشر التصنيع الفيدرالي من فلاديلفيا، المتوقع الانخفاض لـ 10.0، من 36.7.
الجمعة
كندا: مبيعات التجزئة الأساسية، المتوقع الهبوط لـ 0.2% من شهر يناير، من 0.5% المسجلة الشهر الماضي.
الولايات المتحدة: مبيعات المنازل القائمة: ستتقدم لـ 5.50 مليون من 5.46 مليون.