بسم الله الرحمن الرحيم
أولى علامات الركود التضخمي
نلاحظ بالفترة السابقة زيادة التضخم نتيجة ارتفاع الدولار بشكل حاد جدا متزامناً مع تباطؤ النمو الاقتصادي المتوقع أن يكون اقعياً وخاصة بعد صدور قرار إعانة البطالة الأمريكية اليوم الخميس الذي جائت مفجعة حيث تخطت التوقعات التي كانت تتوقع بأن تصل كحد أقصى إلي 1.8 مليون شخص ولكن جائت التوقعات والتي تعتبر الأعلي في تاريخ الأميركي لتصل إلي 3.28 مليون شخص نتيجة توقف عجلة الإنتاج وتسريح الكثير من الشركات لعدد كبير من الموظفين.
حيث يعرف الركود التضخمي بأنه زيادة في التضخم بشكل كبير مع تباطؤ النمو الإقتصادي يؤدي بدوره إلى زيادة البطالة ، مع العلم بأن العلاقة بين التضخم والبطالة ليست عكسية دائما ، والعلاقة بين التضخم والنمو الإقتصادي ليست طردية دائما كما هو الحال
التوجهات الأمريكية لإغراق السوق بالسيولة المطلوبة
يفتقر السوق إلى السيولة بسبب إنهيارات الأسواق المالية وتوقف عجلة الإنتاج مما جعل الكثير يتجه إلى الإدخار وتوفير السيولة لضبابية المشهد الحالي ومع ارتفاع الدولار أصبح توفير السيولة بتكلفة عالية أمر مرفوض وعالي المخاطر بالإضافة إلي التضخم الكبير في الأسعار عالميا نتيجة تضخم الدولار الأمريكي لذا سعت الإدارة الأمريكية من الفيدرالي ووزارة المالية إلى توفير السيولة بشكل كبير جدا حتى يتسق مع المطلوب حيث كان المعروض غير كافي لسد حاجة الطلب العالمي
حيث عزز الفيدرالي سيولة الدولار عن طريق إتفاقيات خطوط التبادل مع البنوك المركزية "كندا - إنجلترا - اليابان - أوروبا - سويسرا" حيث أرتفع الطلب على العملة الإحتياطية على مستوى دولي وسط إسراع العالم لتوفير الكاش لمواجهة تداعيات والأثار السلبية من إنتشار فيروس الكورونا
كما تدخلت البنوك المركزية في الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو وكندا وبريطانيا واليابان وسويسرا للموافقة على زيادة تسهيلات الدولار الإئتمانية
إغراق السوق المحلي والدعم المالي بالإقتصاد الأمريكي
حيث قدم الفيدرالي ووزارة المالية أكبر حزم مالية تحفيزية الأكبر في تاريخ أمريكا لمواجهة تداعيات والأثار السلبية التي تسببه فيروس الكورونا وهي كالتالي :
- التصويت بالإجماع بمجلس الشيوخ لحزمة تحفيزية مالية بقيمة ٢ تريلون دولار موجهة للأفراد والشركات
- دفع بشكل مباشر كدعم مالي للمجتمع الأمريكي المتضرر ماليا بتوقف الدخل الثابت وهي كالتالي
* 500$ إضافية للأطفال
* 2400$ للأزواج
* 1200$ للأفراد التي تم تسريحهم من عملهم
هذا إستنادا رلى الإقرارات الضريبية لعام 2019
- تعزيز تأمين البطالة بإضافة 600$ أسبوعياً لمدة ٤ أشهر لمن يعانون من البطالة وخاصة بعد صدور مؤشرات إعانة البطالة التي جائت مرتفعة بأكثر من التوقعات بثلاث أضعاف تقريبا لتصل إلى 3.28 مليون شخص
- إنشاء صندوق بقيمة 500 مليار دولار من أموال الضرائب وإستخدامها لإعطاء قروض جديدة أو الإستثمار في المشاريع بهدف دعم الإقتصاد الأمريكي
- دعم قطاع الطيران بقيمة 25 مليار دولار لدفع أجور الموظفين
- دعم قطاع الشحن بقيمة 4 مليار دولار
- قروض لدعم الأمن القومي بقيمة 17 مليار دولار
- دعم المستشفيات وقطاع الرعاية الصحية بقيمة 117 مليار دولار حيث الجزء الأكبر من الدعم موجهة لهذا القطاع الذي سيكون له دور كبير في إحتواء والسيطرة على الفيروس
- دعم وتأمين الأدوية الطبية تصل إلى 16 مليار دولار
- قروض للشركات الصغيرة لدفع الأجور بقيمة 350 مليار دولار لتخفيف حدة البطالة وتسريح الموظفين
- تأخير موعد دفع الضرائب حتى 2021 على الأقل
- وقف عمليات دفع قروض الطلاب حتى 30 سبتمبر 2021
- هدا بخلاف التيسير الكمي المفتوح لدعم الإقتصاد الأمريكي
النتيجة هل سيستجيب الدولار والداو جونز ؟
هناك محاولات لتعزيز الإقتصاد الأمريكي والتسارع بأخذ إجراءات من شأنها توازن سعر الصرف الأمريكي وتخفيضه من الأسعار الحالية بعمليات الإغراق للسيولة الدولارية لتغطية حجم الطلبات على الدولار الأمريكي فكان لابد أن يستجيب الدولار لهذه التحفيزات المالية الضخمة والأكبر في التاريخ الأمريكي
نعم الأزمة أكبر مما نتخيل ولكن إثبات الإدارة الأمريكية بأن لديها الحلول المالية شيء إيجابي جدا وخاصة أن السوق أستوعب والمستثمرين كذلك أستوعبوا تلك الإجراءات فكان من شأنها عودة السيولة الإنتهازية والمضاربية للأسواق الأمريكية ولكن ليس لوقت طويل ولكن على أمل بأن تخرج أمريكا بنتائج إيجابية من المعامل والمختبرات الطبية لديها بأن سيتم السيطرة على الفيروس بوجود علاج أو لقاح مجرب وهذا متوقع خلال الأيام القادمة
الداو سيستمر في الصعود لبعض الوقت
السبب في أن الداو تجاهل سلبية مؤشر إعانة البطالة لكون أن المستثمرين تيقنوا قوة التحفيزات المالية المفتوحة من قبل الإدارة الأمريكية واستمرارهم بتقديم التحفيزات بشكل متواصل واصرار منهم بدعم الإقتصاد مهما تكلف الأمر وهذا جعل صناع السوق يثقوا بما قدموه من تحفيزات والذي يعتبره داعم قوي للإقتصاد ولكن لبعض الوقت ولفترة قصيرة
الدولار والذهب
العلاقة بين الدولار الذهب ليست علاقة عكسية دائما ولعل هذا الشارت يوضح ما أقصده بأن كان لدينا تجربه بالفترة السابقة وجدنا هبوط جماعي للأسواق والدولار وكذلك الذهب والمعدن فالعلاقة متغيرة بتغير الأحداث وقرارات صناع السوق الشارت التالي على فريم الساعة يوضح بأن كان هناك علاقة طردية واضحك بين الذهب والدولار على فريم الساعة كما هو واضح وهذا لفترة قصيرة قد نراها

ولعل بدأ التنافر بين الدولار والذهب عند صدور بيانات إعانات البطالة والذي أستمر الدولار في الهبوط وأستمر في الصعود كما هو واضح بإختراق المثلث الصغير بالشارتين
الذهب ولماذا الفروقات السعرية الواسعة ؟
يرجع ذلك لعدة أسباب
- لم يكن بسبب فقر المعروض المادي من الذهب نتيجة إستمرار جذب مستثمري المحافظ الذين يبتعدون عن سندات الخزانة الهابطة والبنوك المركزية ولكن كان بسبب غياب التسوية للذهب تحت قواعد كومكس فرع بورصة نيويورك لمعاملات السلع ولكن في وقت لاحق من يوم الثلاثاء الماضي تحركت رابطة سوق الذهب اللندنية وبورصة شيكاغو للسلع لحل تلك المشكلة
- السبب الثاني كان بسبب توقف بعض أكبر مصافي الذهب عن العمل في العالم بسبب المخاوف من إنتشارفيروس الكورونا - "وأدى هذا التوقف إلى الإختلال في الكميات وتسعير الذهب ما بين أسعار شراءة في البورصة العالمية وأسعاره اثناء التسليم للذهب عينياً "
ولهذا تسببت إتساع في الفروقات بين سعر البيع وسعر التسليم وبسبب هذا خلل في أحجام السيولة عند المزود (للذهب) بين الأسعار الحقيقية بسعر الغرام والمصنعية عليه التي ارتفعت وكميات البيع بالسعر العالمي وإذا ما أستمر هذا الوضع على ما هو عليه يمكن أن يصل سعر الذهب إلى 1700
الذهب والدولار فنياً:
كما أسلفنا بأن على الدولار الأمريكي أن يستجيب ولعل أصول الملاذات الأمنة مثل الين والفرنك السويسري قد تأثروا جدا بأرتفاع الدولار وهذا يمنح لنا فرصة فنية رائعة لمتداولي الفوركس لأنهم بدأوا الإنعكاس وسوف نتخذهم كتحليلات في هذا التقرير
الدولار كما في أشرت سابقا من الواضح أنه أستجاب للمحفزات المالية ووسيبدأ بعملية جني أرباح عميقة الفترة القادمة

أما الذهب في حالة إختراق المقاومة 1640.43وسيكون لديه للإرتفاع وتحقيق نموذج الراية إلى مستويات قياسية عند 1763.73 كهدف للنموذج مع وقف الخسارة عند 1598.88 حيث بكسر تلك المنطقة يبدأ الذهب في عمليات جني الأرباح كما بالشارت التالي

الدولار الأمريكي أمام الين الياباني والفرنك السويسري :
الشارتات تتحدث عن نفسها


الخلاصة:
إن حل الأزمة الحالية في يد المختبرات والمعامل الطبية لإيجاد لقاح أو مصل أو علاج لفيروس الكورونا وهنا تبدأ الإيجابية بقوة في الأسواق أما ما يقوم به صناع القرار من الإقتصاديين مجرد تخفيف الأزمة لبعض الوقت
هذا والله أعلى وأعلم
--------------------------------------------------------------------------------------------
يمكنكم متابعة تحليلاتي من خلال حسابي على TradinView والإنستجرام : mwaelghobary
أتمنى أن أكون قد أستطعت أن أقدم لكم تحليل شامل ووافي أساسياً وفنياً
تقبلوا تحياتي