بدأت الأسهم في الربع الثاني مع المزيد من الخسائر في أعقاب أسوأ أداء فصلي للأسهم العالمية منذ أزمة عام 2008.
بعد ان أخذت عملية البيع بعض الراحة خلال جلسات الأسبوع الماضي، ولكن كانت التقلبات لا تزال مستمرة لتنهي الأسواق الربع الأول على خسائر تجاوزت الأزمة العالمية في 2008.
تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية مع الأسهم الآسيوية مع عودة المخاوف للمستثمرون في تدهور أرقام حالات الإصابة الأمريكية بسبب فيروس كورونا.
حيث ان مستويات التقلبات الضمنية أصبحت الآن على الأقل بالقرب من صدمات السوق الأخرى في العقود الماضية.
في مكان آخر، يتداول النفط قرب مستويات 20 دولاراً للبرميل مستهلاً شهراً من المرجح أن يشهد انخفاض آخر بالطلب، وزيادة في المعروض بعد نهاية إتفاق أوبك وحلفائها.
ذلك في وقت يضغط فيه كبار المصدرين في العالم بشكل أكبر في معركة ضارة للحصول على حصة في السوق.
ووضحنا هذا الصراع وآثاره على مستويات النفط الخام أيضاً على نفط برنت في مدونة شركة "أوربكس" بمقالتنا تلك "النفط يشهد أسوأ فصل منذ عقود، والأسهم الأسوأ منذ 2008!".
خسائر قياسية بالأسهم الأمريكية!
غرقت الأسهم الأمريكية مع خسارة مؤشر "داو جونز" في الربع الأول نحو مستوى لم يشهده في تاريخه حيث من المؤكد أن الوباء قد يوقع الاقتصاد الأمريكي في ركود.
حقق المؤشر الرئيسي تراجع بنسبة 23٪ في الأشهر الثلاثة من عام 2020، ولينهي الجلسة الأخيرة في مارس بتراجع بنسبة 1.8٪.
أما مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أفضل قليلاً مع تراجع يقارب 20% حتى بعد ارتفاع استمر على مدى الأسبوع الماضي.
بينما كان انخفاض مؤشر "ناسداك 100" الأقل بين المؤشرات الرئيسية بنسبة 11% حيث استهدف المشترون تراجع التكنولوجيا الضخمة ذات السيولة النقدية التي تشكل جوهرها.
مع ذلك، تكون الخسائر الفصلية للأسهم الأمريكية الرئيسية قد تجاوزت حجم الخسائر التي شهدتها لفصل واحد خلال الأزمة العالمية في 2008.
في حين انخفضت العقود الآجلة للأرباح لكلاً من مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" ومؤشر "يوروب ستوكس 50" بنسبة 31٪ و 55٪ على التوالي هذا العام.
لتكون تقديرات الأرباح الموزعة لكل سهم لمدة 12 شهراً أقل بنسبة 4٪ فقط، وهذا وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبرج.
التقلبات الضمنية تبقي الأسواق على شفير الهاوية!
في إشارة إلى مدى عمق المخاوف الكلية الحالية فإن التقلبات الشديدة معرضة بشكل يتجاوز مجرد أسواق الأسهم أو السلع.
بعد سنوات من الهدوء النسبي حتى مع تحمل الأسهم نوبات مختلفة من الاضطرابات في الحروب التجارية أو تشديد السياسة النقدية فإن سوق العملات الأجنبية ينضم أخيراً.
الخطر الآن هو استمرار التقلبات حول المستويات الحالية حيث تتضاءل الآن بشكل كبير قدرات البنوك المركزية على قمعها، وهذا بعد عمليات التيسير النقدي القياسية لمواجة فيروس كورونا.
تؤكد تقلبات الأسهم الهائجة كيف أن التقلبات تتاح كل منطقة وفئة الأصول بوتيرة غير مسبوقة منذ الأيام المظلمة للأزمة العالمية في 2008.
قد جذب هذا بعض المستثمرين إلى الأسهم، ولكن مع ارتفاع التقلبات يتوقع الكثيرون المزيد من الانخفاضات.
يركز المستثمرون على أي دلائل بأن الكونجرس الأمريكي يمكن أن يقدم جولة رابعة من التحفيز مع تفشي الفيروس بشكل أعمق في البلاد.
كما يقال إن الرئيس "دونالد ترامب" مازال يسعى للحصول على حزمة أخرى بقيمة 2 تريليون دولار كدعم لمواجهة فيروس كورونا في حالة إستمرار الخسائر للنصف الثاني.
الإقتصادات العالمية أمام صدمة فيروس كورونا!
يقف المستثمرون على مفترق طرق ليتساءلون عما إذا كان التحفيز الاستثنائي من قبل الدول الكبرى والبنوك المركزية التي شهدناها في الربع الأول.
يمكن أن تواجه المزيد من التخفيض من الشركات والمستهلكين مع إستمرار أزمة تفشي فيروس كورونا.
حيث حذر الرئيس "ترامب" من وضع مؤلم للوضع لإقتصاد الأمريكي والخسائر البشرية، وهذا مع إستمرار تسجيل أمريكا لأكبر عدد من حالات الإصابة.
كما صرح أكبر مسؤول في الصحة العامة الأمريكية التي تنسق فرقة العمل المعنية بالفيروسات في البيت الأبيض انه من المتوقع وفاة ما يصل إلى 200 ألف أمريكي بسبب تفشي فيروس كورونا.
إن إستمرار تفشي فيروس كورونا مضمون لإلقاء العالم في حالة ركود، وأصبح الاقتصاديون أقل اقتناعاً بإمكانية حدوث زيادة قوية في النمو، ووضحنا هذا سابقاً في مقالتنا تلك "الأسهم العالمية تتنفس الصعداء، ولكن احذر!".
إذاً يبقى السؤال هل سيؤدي إستمرار التوقف المفاجئ في الاقتصاد العالمي إلى أزمة مالية أخرى؟
ان الدعم الشامل من البنوك المركزية وآمال السيطرة السريعة على تفشي المرض يعني حتى الآن ان الإجابة "لا" مبدئياً.
حيث أن الانخفاض كان شديد في السوق لمعظم البلدان وفئات الأصول، ولكنه لم يلامس الأرقام القياسية التي تم تسجيلها على مدى السنوات الـ 12 الماضية.
ان انخفاض السوق وحجم التقلبات هو جزء مدفوع بالخوف، والمستثمرون يريدون فقط الحصول على أموال بأي ثمن بينما لم ترد أنباء إيجابية على الصعيد العالمي عن احتواء الفيروس.
مع ذلك، تشير المستويات الإجمالية للديون إلى ارتفاع نقاط الضعف الأساسية إذا ظلت الاقتصادات المتقدمة مغلقة في النصف الثاني، وبهذا قد تبدأ الأسواق في اختبار قدرة البنوك المركزية على دعم النظام من جديد.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@