زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

تم النشر 07/04/2020, 14:25
محدث 10/04/2024, 13:10
زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

فيروس كورونا يتحدى العولمة... فمن سينتصر؟!

جميعنا نعرف أن زمن ما قبل فيروس كورونا لن يكون كبعده، فنحن أمام حدث تاريخي سيؤثر في مجرى الحياة!

فكيف سيُغير فيروس كورونا شكل العالم الاقتصادي؟ وهل ستتغير موازين القوة الاقتصادية حول العالم؟ ولصالح من؛ الولايات المتحدة أم الصين؟ أم ستظهر تحالفات دولية جديدة ومصطلحات جديدة؟ أطلق العنان لخيالك ولنبدأ التقرير معًا ونتعرف على ما الذي ينتظرنا في المستقبل...

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

أولًا: فيروس كورونا يتحدى العولمة:

شهدنا في العقود الأخيرة، مدى الانفتاح العالمي الذي وصلنا إليه وأصبح العالم كالقرية الصغيرة. وها هو فيروس صغير لا يُرى بالعين المجردة، زعزع استقرار هذه القرية.

ومن تبعات فيروس كورونا التي قد نراها بعد انتهاء الأزمة، هو أن دول العالم سيقل اعتمادها على الصين، بسبب ما واجهته سلاسل التوريد العالمية بعد توقف الحياة هناك. فالصين وحدها مسئولة عن 16% من الناتج العالمي، ومعنى هذا أن أي شيء سيحدث في الصين، سيؤثر بالطبع على الجميع.

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

ولتوضيح الفكرة، لنفكر في مصانع السيارات المغلقة في أوروبا - فهي تعتمد على المكونات التي يُنتج معظمها في الصين والمبيعات التي تأتيها من جميع دول العالم. وعندما انهار كلاهما بسبب الوباء وإغلاق البلدان، توقف قطاع صناعة السيارات عن العمل والإنتاج.

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

ومن هنا نتوقع ما سيحدث في زمن ما بعد الكورونا:

- ستتجه الدول إلى الاعتماد على سلاسل التوريد المحلية وتصنيع منتجاتها بنفسها.

- لن تعتمد الحكومات على الاستيراد فقط، الذي قد يعرضها للخطر والانهيار في أوقات الأزمات، كما نرى الوضع حاليًا في كثير من البلاد.

- عالم أقل انفتاحية وازدياد في النزعة القومية والانعزالية، مثلما رأينا ما يحدث في إيطاليا حاليًا مع ازدياد غضب الإيطاليين من موقف الاتحاد الأوروبي معاهم وتخليهم عنهم في الأوقات الحرجة.

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

ثانيًا: شكل العلاقة بين أمريكا والصين وتغير موازين القوى العظمى:

برأيك من سيكون الفائز من وراء فيروس كورونا، الصين أم أمريكا؟ حتى الآن، لا يوجد فائز، فلم نرى من قطبي اقتصاد العالم ما يؤهلهما للفوز بهذه المعركة.

إذ لم تستطع الولايات المتحدة جمع أي حلفاء أو تكوين أى تحالف لمكافحة الوباء معًا. فهي غارقة في حربها الداخلية ما بين خطة الجمهوريين ورأي الدايمقراطيين لمحاربة الفيروس والتصدي إليه.

وكما رأينا فقط خلال أسبوعين تقدم أكثر من 9 مليون أمريكي بطلب إعانات البطالة وأكثر من 700 ألف شخص فقدوا وظائفهم في الولايات المتحدة بسبب تسريح الشركات للموظفين وارتفعت البطالة إلى 4.4% ومليارات الدولارات من الخسائر في وول ستريت وأسواق الأسهم والمؤشرات. وهذه مجرد البداية لتبعات فيروس كورونا على الاقتصاد الأمريكي، وبداية فترة ركود اقتصادي قد تكون أقوى من الأزمة المالية العالمية في 2008.

وحتى الصين، لم تستغل إنشغال دونالد ترامب بالشأن الداخلي في بلاده وأنها أولى البلاد التي سيطرت على الوباء كما تتدعي. إذ أن بكين نفسها متهمة دوليًا بعدم المصداقية وافتقارها للشفافية فيما يتعلق بالأرقام والاحصائيات. أضف لذلك؛ الاقتصاد الصيني المتضرر بشدة من فيروس كورونا، والذي سيحتاج بعض الوقت ليعود لطبيعته وما قد يواجهه من صعوبات إذا قررت بعض الدول تقليل الاعتماد على الصين.

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

بالطبع نسى الجميع الآن الحرب التجارية التي كانت مشتعلة ما بين الصين منذ ما يقارب العامين، لأن فيروس كورونا كان بمثابة المفاجأة التي لم يخطط لها أي شخص، والتي جاءت وقلبت كل الحسابات. ولكي تنجو واشنطن وبكين من هذا الفيروس العنيد، يجب أن يعلموا أنهم لن يفوزوا إلا إذا تعاونوا معًا بسبب مصالحهما المشتركة - رغم الاختلافات - وإذا كانا يريدان أن يظلا قطبي الاقتصاد العالمي.

وكشف لنا هذا الوباء ضعف ترابط القوى العالمية وفضح حقيقة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دول العالم ومدى قوة الاتحاد الأوروبي حقًا ( أو ضعفه في الواقع). ولقب دولة عظمى أو أحدى قطبي اقتصاد العالم، لا يقتصر فقط على القوة، بل على أن تكون قائدًا مؤهلًا وكفؤًا. وهذا ما لم نراه من الولايات المتحدة أو الصين أو أحدى دول الاتحاد الأوروبي حتى.

زمن ما بعد الكورونا: كيف سيتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

ثالثًا: بعض الآثار والتداعيات لفيروس كورونا:

- سيحدد فيروس كورونا إذا ما كنا سيفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية هذا العام أم لا. وهذا متوقف على رد فعل ترامب تجاه فيروس كورونا وطريقته في إدارة الوباء.

- تغير السلوك الاستهلاكي للأشخاص، إذ سيراجعون أولوياتهم بعد ما تعرضوا لهم من نقص المواد الغذائية والأدوية. كما سنُعيد التفكير في أننا ننفق أكثر مما نحتاج وأنه بإمكاننا ترشيد استهلاكنا.

- ستصبح فكرة "العمل من المنزل"، (work from home) مألوفة بعدما أثبتت فعاليتها.

- ستتغير وجهة نظر الأشخاص للمصافحة والقبلات الاجتماعية وسنبدأ في إتباع واحترام "التباعد الاجتماعي".

- تطوّر العالم الافتراضي والمزيد من الحرية في مجالات التكنولوجيا والأنترنت وتوسعهم في جميع قطاعات حياتنا.

وفي النهاية، أخبرنا كيف سيُغير فيروس كورونا حياتنا وكيف سيكون شكل الاقتصاد العالمي؟ ومن سيكون الفائز من هذه المعركة.

المصادر: BBC - Foreign Policy - Financial Times - Time - ABC - Politico

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.