تراجعت الأسهم في أوروبا وآسيا مع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية يوم الخميس بعد أن رسم الاحتياطي الفيدرالي طريق طويل المدى للعودة للإنتعاش الاقتصادي، وهذا ومع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء من أمريكا.
كما خيمت مخاوف من حدوث موجة ثانية من الفيروس وتوقعات حذرة من الاحتياطي الفيدرالي نحو آمال الانتعاش الاقتصادي السريع.
تزامن المزاج الحذر مع القلق من ظهور موجة جديدة من الفيروس مع تخفيف عمليات الإغلاق الأمريكية، وقد وصلت حالات الإصابة في الولايات المتحدة الآن إلى أكثر من مليوني شخص مع مخاوف من حدوث موجة ثانية في تكساس وفلوريدا.
حيث فقدت أغلب مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسبها هذا الأسبوع "ستاندرد آند بورز 500" خسائرها بنسبة تصل إلى 1.5٪ بجلسات اليوم كما تراجع مؤشر "داو جونز" بنسبة 2%، وبينما تراجع مؤشر "ناسدك 100" ما يقارب 1%.
هذا بعد ان التقطت الأسهم أنفاسها بعد ارتفاع قوي من أدنى مستوياته في مارس حيث يفكر المستثمرون في طريق صعب نحو الانتعاش الاقتصادي مقابل إجراءات التحفيز الموعودة.
قد بعث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" برسالة قوية يوم الأربعاء مفادها أن البنك الفيدرالي سيواصل ضخ التحفيز في الاقتصاد الأمريكي حتى يشفى سوق العمل الذي يعاني من الصدمة من ضرر جائحة فيروس كورونا.
بينما يرى رئيس البنك الفيدرالي "جيروم باول" ان على الكونجرس يجب ان يدخل مع المزيد من الدعم، وانه لن يكون الحمل بالكامل على البنك الفيدرالي فقط.
في حين قال وزير الخزانة "ستيف منوشين" أن الولايات المتحدة بالتأكيد بحاجة إلى تحفيز مالي إضافي، ودعم التوقعات لجولة أخرى هذا الصيف.
"الدولار"
تذبذبت الأسهم الأمريكية وتراجع الدولار بعد محضر اجتماع الفيدرالي أمس قبل ان يشهد بعض الإرتفاع بجلسات اليوم الخميس حيث قيم المستثمرون آراء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الاقتصاد.
انخفض عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى في أسبوع عند 0.72٪، وتم تشجيع مشتري السندات بإشارة البنك الفيدرالي إلى أنه سيبقي أسعار الفائدة قريبة من الصفر ويواصل شراء السندات.
حتى مع انخفاض الدولار لأسابيع في السوق الفورية ظلت توقعاته لثلاثة أشهر إيجابية حتى يوم الأربعاء.
ذلك عندما تحول أحد مقاييس المشاعر الأكثر مراقبة في سوق الصرف الأجنبي إلى الاتجاه الهبوطي.
كما يظهر الفارق بين سعر البيع القياسي وأسعار المكالمات، والمعروف باسم انعكاسات المخاطر حيث أن الرهانات على انخفاض تكلف أكثر من الرهانات في ارتفاع.
"محضر اجتماع البنك الفيدرالي"
بعد أن عقدت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة اجتماعها قد قررت ترك سعر الفائدة الرئيسي بالقرب من الصفر، ولا تفكر في رفع أسعار الفائدة حالياً كما توقع جميع المسؤولين تقريباً إبقائه هناك حتى عام 2022.
قالت اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة أنها ستزيد من حيازاتها من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري "على الأقل بالوتيرة الحالية" للحفاظ على الأداء السلس للسوق.
أيضاً ذكر بيان ذي صلة من البنك الاحتياطي الفيدرالي أن سرعة الزيادة في الميزانية العمومية ستبقى عند حوالي 80 مليار دولار شهرياً لشراء سندات الخزانة، وحوالي 40 مليار دولار للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري.
التوقعات الإقتصادية للبنك الفيدرالي!
أظهرت التوقعات الفصلية للمجلس الاحتياطي الفيدرالي التي تم تحديثها لأول مرة في العام الجاري 2020، والأولى منذ ديسمبر الماضي.
قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيانه إن الاقتصاد يواجه مخاطر كبيرة على المدى المتوسط مكرراً اللغة من اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة الأخير في أواخر أبريل.
كما انه بعد تخطي المسؤولين لإصدارهم في مارس وسط تفشي وباء كورونا يتوقع أغلب صانعي السياسة أن أسعار الفائدة ستبقى بالقرب من الصفر حتى نهاية عام 2021.
يرى صانعي السياسة بالبنك الفيدرالي انه من المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 6.5٪ هذا العام قبل انتعاش 5٪ العام المقبل.
أيضاً من المتوقع أن يظل التضخم دون هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ حتى عام 2022.
معدل سعر الفائدة الفيدرالي!
أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء معدل الفائدة في حالة تعليق للاجتماع الثاني على التوالي.
هذا بعد اجتياح إجراءات الطوارئ وسط جائحة وباء فيروس كورونا في 15 مارس، وذلك مع تخفيض الأخير لنقطة مئوية إلى سعرها القياسي الحالي.
يُظهر ما يُسمى مخطط النقاط لمعدل سعر الفائدة الذي يتبعه الاحتياطي الفيدرالي، والذي يستخدمه البنك الفيدرالي الأمريكي للإشارة إلى توقعاته لمسار أسعار الفائدة.
أن المسؤولين يتوقعون عدم حدوث تغيير في السياسة هذا العام، وان معدل تكاليف الاقتراض سيبقى بالقرب من الصفر حتى عام 2022 بناءً على متوسط التقديرات.
يأتي هذا التوقع من أغلب أعضاء البنك الفيدرالي باستثناء اثنين يرون انه لا يجب ان تبقى معدلات الفائدة هناك حتى عام 2022.
سوق العمل الأمريكي!
حذر رئيس البنك الفيدرالي "جيروم باول" من أن سوق العمل سيستغرق بعض الوقت للتعافي، وقال "باول" إن تقرير الرواتب لشهر مايو الذي كان أفضل من المتوقع.
مما يمكن أن يمثل نقطة منخفضة لسوق العمل على الرغم من حقيقة أنه فاجأ الكثير من الناس، وهذا هو دليل واضح على مدى عدم اليقين.
أيضاً أفترض أنه سيكون هناك جزء كبير في ملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون العودة إلى وظائفهم القديمة، وقد لا تكون هناك وظيفة في هذه الصناعة لبعض الوقت كما قد يستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن نعود إلى هؤلاء الأشخاص الذين يجدون وظائف.
توقع المسؤولون أن ينخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 9.3٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة في 2020 من مستوى 13.3٪ في مايو وفقاً للتقديرات المتوسطة، وأن ينخفض إلى 6.5٪ في عام 2021.
على صعيد آخر، قد سُئل "جيروم باول" عن عدم المساواة الاقتصادية عدة مرات خلال مؤتمره الصحفي بالفيديو يوم الأربعاء بعد أن اجتاحت الاحتجاجات الولايات المتحدة بسبب عدم المساواة العرقية الأمة.
أعرب رئيس الفيدرالي "جيروم باول" عن قلقه من فقدان الوظائف بشكل غير متناسب بين النساء، والعمال السود واللاتينيين نتيجة لفيروس كورونا، وأعرب عن عدم التسامح إطلاقاً مع العنصرية في البنك الفيدرالي الأمريكي.
على الرغم من أن "باول" أشار إلى أن عدم المساواة كان ينمو في الولايات المتحدة على مدى العقود الماضية.
إلا أنه لم يقدم أمثلة محددة للطرق التي يمكن أن تساعد السياسة النقدية في تحسينها بما يتجاوز تعزيز سوق عمل قوي.
صرح إن البنك الفيدرالي يريد إعادة هذه المجموعات إلى مستويات ما قبل الأزمة من البطالة المنخفضة، وقال "باول" إن التوسع الأخير الذي شهد فجوة بين البطالة بين البيض والسود وصلت إلى مستوى قياسي منخفض عند نقطتين مئويتين.
يعلم الاحتياطي الفيدرالي أن معدل البطالة يمكن أن يكون منخفضاً جداً دون أن يكون له تأثير سلبي على التضخم والاستقرار المالي العام.
بينما قال "جيروم باول" في الوقت نفسه إن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يتعافى سوق العمل من الصدمات الحالية.
"التحكم في منحنى العائد"
قال رئيس البنك الفيدرالي "جيروم باول" إن اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة قد تلقت إحاطة بشأن مراقبة منحنى العائد.
وهي استراتيجية للحد من عوائد سندات الخزانة عند موعد استحقاق محدد، وأخبر الصحفيين أن مثل هذه المناقشات ستستمر في الاجتماعات القادمة.
بينما يتوقع الاقتصاديون أنه يجب على أعضاء الفيدرالي ان يفكروا في تبني الاستراتيجية في وقت لاحق من هذا العام، ويتوقع بعض الاقتصاديين بأن البنك الفيدرالي سيتبع أستراليا واليابان في تبني مثل هذه الأداة.
قد صرح "جيروم باول" إن محافظي البنوك االفيدرالية الأمريكية ينتظرون المزيد من الوضوح بشأن شكل التعافي قبل طرح استراتيجية سياسية قد تنطوي على أشكال صريحة من التوجيه إلى الأمام. يأتي ذلك في الوقت الذي ترك فيه الاحتياطي الفيدرالي إعدادات سياسته دون تغيير وتعهد بمواصلة شراء السندات يوم الأربعاء.
- يمكنك الإطلاع على مقالتنا الرئيسية من خلال التغطية المباشرة للسوق بمدونة شركة أوربكس من (هنا).
- لمتابعة مقالاتي بشكل مباشر من خلال حسابي على توتير: Abdelhamid_TnT@