المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 28/6/2020
تكون على الذهب خلال الشهور الست الماضية أبرز النماذج الفنية الدالة على التحركات المستقبلية، وهو نموذج: washout low. وهو أحد نماذج التحول بعد تأسيس السعر لقاعدة زخم سعرية. ويظهر أن الذهب في كل مرة ينهي فيها تحول من أسعار معتدلة الانخفاض، يبدأ رالي زخمه صعود، لقاعدة زخم سعرية جديدة.
أرى بأن السعر خلال شهري يوليو وأغسطس من 2020 ربما يشهد بعد تحولات، في إطار تصويب الذهب نحو 2100 دولار للأوقية أو أعلى من هذا. وإليك شرحنا لهذا:
أول ما نلاحظ في تداولات الذهب هواقترابه من 1,900 دولار للأوقية، في محاولة لتحقيق مزيد من الارتفاع. ويمثل هذا المستوى أهمية كبيرة بالنسبة للذهب، لأنه يقربه كثيرًا من اختراق أعلى رقم قياسي سجله السعر في 2011، عندما قارب 1,917.90 دولار للأوقية. ويزحف السعر نحو الأعلى بسبب المخاطر المهددة لسوق الأسهم، وما إن يخترق الذهب مستوى 1850 دولار للأوقية، سيكون حقًا متجهًا إلى 1,900 دولار للأوقية، ما سيجذب المستثمرين في السوق بوتيرة أسرع.
من الجانب النفسي، ما إن يجمع الذهب المتداولين فوق 1,850 دولار للأوقية، سيكون هذا في ظل اقتراب سوق الأسهم الأمريكية من أعلى رقم قياسي. ولا ينسجم السوق بهذه الصورة، فالذهب للحماية من المخاطرة، والأسهم هي إقبال على هذه المخاطرة.
لنعد بالذاكرة لعام 1973
تتميز البيئة الحالية في الأسواق عن أي وقت مضى، فالاحتياطي الفيدرالي والحكومة الأمريكية يضخان تريليونات الدولارات في أسواق رأس المال والقطاع المالي لدعمهم. ويمكن أن يعيدنا هذا لعام 1976 عندما وقع أمر مشابه، واستمر لعام 1981، في هذه الفترة كانت الأسواق غارقة في الائتمان، وارتفعت المعادن الثمينة بأكثر من 700%.
عندها لاحظ المتداولون من حول العالم عوامل المخاطرة في السوق وسط توسع الائتمان وارتفاع الأسهم الأمريكية من انخفاض عميق -50% (ما بين 1973 و1974).
ما حدث في 1973 و1974 كان: تحول سوق الأسهم الأمريكية من الازدهار بقوة إلى التراجع بقوة (سجل السوق ارتفاعًا نسبته +15% في 1972) وارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة +7.2%، وتوقف هذا كله فجأة، لينهار الناتج المحلي الإجمالي لـ -2.1%، وينهار مؤشر داو جونز بأكثر من 45%. ويصل التضخم عنان السماء من 3.4% في 1972 إلى 12.3% في 1974. إذن ما وجه المقارنة بين هذا الحدث وما يقع في السوق الآن؟
ما العلاقة بين سوق الأسهم، ومستويات الناتج المحلي الإجمالي؟
خلال 2019، ارتفع إس آند بي 500 بأكثر من 27%، ولكن استمر الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بين 2-3% (وفق التوقعات). ونستخدم في هذه الحالة مقياس واحد في محاولة لمقارنة الماضي والحاضر: مقارنة قيم سوق الأسهم إلى الناتج المحلي الإجمالي. لا يوضح الرسم البياني من الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أي بيانات أبعد من 2017، ولكن لنتخيل فقط كيف كان شكل الذروة في 2018 و2019، وفي بداية 2020. تبدو المستويات الحالية فوق 155 إلى 165 قبل فبراير 2020 عندما تسبب فيروس كورونا في الصدمة.
أصبحت الارتباطات الثلاثة بالنسبة للذهب مهمة بالنسبة لأي دراسة فنية لمحاولة فهم التحركات المستقبلية للذهب والفضة، في حال نشأت الارتباطات مرة أخرى. لو تسبب فيروس كورونا في انهيار الناتج المحلي الإجمالي، بينما تستمر البنوك المركزية الدولية في ضخ الأموال لأسواق الائتمان، ما يتسبب في انفجار فقاعة الأسهم، ودخل السوق في مرحلة تراجع في للأرباح والدخل (مثل 1973 و1974) بينما استمر التضخم بنمو معتدل، يمكن أن يرتفع الذهب في هذا السيناريو لمدة بين 3 إلى 4 سنوات، وربما يرتفع بنسبة 500% من المستويات الحالية.
كيف تحدد نماذج WASHOUT LOW
يرى محللونا أن تلك النماذج الفنية فعالة في تحديد مناطق الشراء بالنسبة للمتداولين العالمين بالتحليل الفني. وإذا أخذنا بدقة تحليلاتنا، سنرى أن اثنين من هذه النماذج تستمران في التكون خلال تجميع الذهب والفضة، ما يسمح للمتداولين بزيادة فرصهم في تحقيق الأرباح.
وسيكون هدف الذهب التالي عند 1850 دولار للأوقية. وبعد هذا يستهدف الصعود 1950 دولار إلى 2100 دولار ليتجاوز هذا المستويات القياسية. نعتقد بأن بيانات الربعين الثاني والثالث، يمكن أن يعيدنا لأعوام 1973 و1975 مع تراجع الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع الأرباح والعوائد، وتباطؤ التعافي. لو كانت هذه الحالة، ربما يتحرك الذهب فوق 5000 دولار مع الإسراع صوب الملاذات الآمنة.
ربما يكون هذا بداية رالي قوي في الذهب والفضة. ونحاول هنا استخدام النماذج التاريخية لتوضيح مدى أهمية فهم ما يحدث في السوق الآن. نحذر العملاء والمتابعين من ألا ينخرطوا كثيرًا في رالي سوق الأسهم الحالي. وحاولنا أن نصرخ بكل ما وسعنا بشأن مستويات المخاطرة المرتفعة في السوق. والآن مع تراجعات سوق الأسهم، نود التحذير بشأن ما يتصدى للسوق.
التعافي العالمي يلزمه أكثر من 3 سنوات.