هذا المقال مكتوب حصريًا لموقع Investing.com
المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 7/8/2020
تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم وتعافى الدولار في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين قبل صدور تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة ومن ثم عطلة نهاية الأسبوع. ولكن مع قدرة السوق على تجاهل هذه المخاوف باستمرار على مدار الأشهر القليلة الماضية، لن أتفاجأ على الإطلاق إذا تعافى مؤشر إس آند بي 500 ووصل قمة تاريخية جديدة لم يصل لها من قبل، ربما في وقت لاحق اليوم.
لا تزال حزم التحفيز المستمرة لبنك الاحتياطي الفيدرالي هي المحرك الرئيسي وراء إرتفاع أسعار الأسهم، وكل شيء آخر يعتبر ثانوياً، بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية والاقتصاد ومخاوف الأرباح والتقييمات الائتمانية. ومع ذلك ، فإن "كل شيء آخر" يوفر عذراً جيداً لعمليات جني الأرباح، وأعتقد أن التراجع الأخير هو سيناريو آخر من هذا القبيل، حتى لو كانت لدي مخاوف قوية بشأن هذا الارتفاع في سوق الأسهم. لكن لسوء الحظ، أو ربما لحسن الحظ، فإن الحقيقة هي أن البنوك المركزية تسببت في انفصال كبير بين الاقتصاد والأسواق، وكمتداولين علينا أن نقبل ذلك إذا أردنا أن نظل قادرين على المحافظة على صحة استثماراتنا المالية.
وفي كل الأحوال، تراجعت العقود الآجلة للمؤشر في الوقت الحالي بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذيأً لمنع المقيمين في الولايات المتحدة من استخدام تطبيقات تيك توك و وي شات الصينية، حرصاً على الأمن القومي الأمريكي، وسيدخل الأمر حيز التنفيذ بعد 45 يوماً من إصداره.
لكن لا يجب أن نتفاجأ إذا حققت الأسواق المكاسب قريباً، بدافع أي من الأسباب المعتادة: "التفاؤل بشأن لقاح لفيروس كورونا"، "تعهد السياسيين الأمريكيين بالعمل على حزمة تحفيز جديدة لمواجهة وباء كورونا"، بيانات وظائف أفضل من المتوقع (لأن هذا بدوره سيثير التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي) أو حتى تقرير أسوأ قليلاً من المتوقع (لأن ذلك قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على تدابير السياسة النقدية الحالية على ما هي عليه لفترة أطول).
ولكن أحد الأسباب الرئيسية الأخرى للمراهنين على ارتفاع أسواق الأسهم، والتي تدفعهم للدخول مرة أخرى وللشراء لإستغلال هذا الانخفاض الأخير، هو حقيقة أن مؤشر إس إن بي 500 قد أصبح قريباً جداً من الوصول إلى أعلى مستوى قياسي له، كما يوضح الرسم البياني لمؤشر العقود الآجلة:
في الواقع، ومن وجهة نظر التحليل الفني، يبدو المؤشر على أنه في حالة إيجابية للغاية.
من الجلي أن المؤشر كان قد ارتفع بشكل حاد جداً من أدنى مستوياته التي شهدها في أذار/مارس، وتخلل ذلك تراجعات طفيفة فقط، من مستويات الدعم السابقة التي تحولت إلى مقاومة قبل أن يعود المؤشر لكسرها. أما حركة السعر الحالية، فتشير بوضوح إلى أن المراهنين على الارتفاع كانوا مسيطرين وأن التجار الذين سقطوا في الفخ هم الدببة.
في الواقع، كانت هنالك فرصة جيدة جداً أمام البائعين لاستعادة السيطرة على السوق في مطلع شهر حزيران/يونيو، عندما اختبر المؤشر نقطة بداية انهيار الأسعار ذو العلاقة بوباء كورونا عند منطقة المقاومة 3212/3215. على الرغم من أن المؤشر وجد مقاومة جيدة عند هذه المنطقة في البداية، مرتين، في أوائل شهر حزيران/يونيو وثم في أواسط شهر تموز/يوليو الماضي، إلا أن الثيران دمرت هذا الحصن في نهاية الشهر، قبل أن تكمل مسيرتها الصاعدة مرة أخرى مع إنطلاق شهر آب/أغسطس. وهكذا، انتهت قصة خط الدفاع الأخير للبائعين.
قد يجادل البعض بأن خط دفاع الدببة الأخير هو في الواقع أعلى مستوى للمؤشر عند 3397، ولكن بالنسبة لي يبدو أن هذه المعركة قد خُسرت بالفعل.
مع قيام المؤشر ببناء قاعدة فوق تلك المنطقة الجوهرية 3212/3215، وكسرها الواضح إلى الأعلى، فلا يوجد سبب للعودة إلى أسفل هذه المنطقة من وجهة نظر أتباع الاتجاه الصاعد. لأنه إن حدث ذلك، فسيكون بمثابة فشل ذريع لهذا الإتجاه، مما قد يؤدي إلى تصحيح هابط كبير. ولكن وحتى نكون متأكدين أكثر في هذه الحالة، فإن الخط المرسوم في الرمال بالنسبة لي هو مستوى 3190، وهو آخر قاع تم تسجيله في نهاية شهر تموز/يوليو السابق، قبل إكمال المؤشر طريقة للأعلى.
ولذلك، فإنه قبل أن يكسر المؤشر تحت مستوى 3190، أو يشكل نمطاً أنعكاسياً عند مستويات مرتفعة، فلا يوجد أي سبب فني يدفعني إلى توقع الاتجاه الهابط لهذا السوق، حتى لو بدا أن هذا الارتفاع غير منطقي. وخلاصة القول هي أن الناس يشترون الأسهم، والسوق يرتفع في اتجاه صعودي واضح وقوي فلماذا نحارب ذلك؟
ولذلك، فأنني أتوقع أن يسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للعقود الآجلة مستوى قياسي جديد فوق 3397 نقطة قريباً، بل ربما في وقت لاحق اليوم.
إذا وصلنا إلى هناك ، فإن السؤال حينها سيكون: هل يمكننا الصمود فوق القمة السابقة أم أن السوق سيرفض هذه المستويات عن طريق سقوط حاد؟ قد تكون النتيجة النهائية لذلك هبوطية، لكن يجب أن نرى ما الذي سيحصل حينها أولاً، قبل البحث عن حركة هابطة محتملة.