انتعشت أسعار الذهب خلال الأسبوع لمستويات قياسية غير مسبوقة، لتوافق تحليلات البنوك وترتقي أعلى مستوى 2,000 دولار للأونصة، وتقارب 2,080 دولار للأوقية، بعد فترة من التحرك في نطاق ضيق.
ولكن ما إن صدر تقرير الوظائف اليوم، ارتفع الدولار الأمريكي، وتسبب في هبوط الذهب لمستويات 2,020 دولار للأوقية، بالنسبة للعقود الآجلة والفورية.
وخلال يوم الجمعة وصل الذهب لفترة وجيزة لـ2,089.20 دولار للأوقية.
ماذا يحدث للذهب الآن، هل هذا تصحيح؟
رغم الاتجاه الصاعد المستمر إلى الآن، ما زالت التصحيحات في الحسبان، ولا يمكن تجاهلها، وفق محللين. كما أن أي انخفاض في الذهب ليس مرضًا، بل علامة على صحة السوق. فالرالي بالغ القوة، ويجب أن يهدأ قليلًا.
يقول استراتيجي الأسواق كولين سيزينسكي: "على الرغم من المحركات الأساسية الإيجابية للذهب، إلا أنه على المستوى الفني يشهد تراجعًا في أحجام التداول، وفي حالة تشبع شرائي فائقة على مؤشر القوة النسبية. وربما يتجه الذهب لتراجع قصير، وقد يتضمن هذا التراجع اختبارًا لمستويات 2,000 دولار للأونصة، أو 1,925 دولار للأونصة -نقطة الاختراق."
كشف محللو وول ستريت جورنال في مسح أجروه على مشاركي السوق أن هناك انقسامًا ما بين الدببة والثيران. من إجمالي 17 خبير، 41% قالوا بارتفاع الذهب، و41% قدروا الانخفاض، و18% ظلوا على الحياد.
أمّا من ناحية مبيعات التجزئة، يظل التفاؤل قائم بين مستثمري الذهب، مع بقاء السعر عند أعلى مستويات في سنوات عدة. من مسح أجرته ماين ستريت على 2,430، كان 1,670 يرون ارتفاعًا الأسبوع التالي، و433 يرون الأسعار منخفضة، و327 محايدين.
بينما يظل محللون آخرون في الناحية الإيجابية، لأن ما يحدث للذهب الآن تغيرات فنية بحتة. على الجانب الأساسي تظل عوامل دفع الذهب نحو الأعلى قائمة، حتى سوق العمل الأمريكي الذي ارتفع اليوم ارتفاعًا قليلًا فوق التوقعات، ما زال يعاني الضعف. فالقدرة على إضافة وظائف جديدة تراجعت بقوة مقارنة بأشهر مايو، ويونيو، كما يزيد معدل التسريح من العمل.
ماذا يستهدف الذهب الآن في أعين المتفائلين؟
يرى المتفائلون أن الذهب ربما يواصل رحلته الصاعدة لـ2,100 دولار للأونصة الأسبوع المقبل، وهذا السعر -عند تعديل الدولار بالنسبة للتضخم- سيضاهي سعر 1,921 دولار للأونصة.
(ملاحظة: أسعار العملات تتغير مع تغير معدلات التضخم، وبالتالي قيمة الدولار اليوم تختلف عن قيمته في 2011 عندما وصل الذهب لسعر 1,921 دولار للأونصة.)
يقول ريتشارد باكير، محرر إيروكا ماينر ريبورت: "تراجع الذهب في مستهل الجلسة الأمريكية مع أرقام الوظائف الأقوى من المتوقع، ولكن تظل هذه الأرقام برهان على تراجع وتيرة التعافي الاقتصادي. أرى أنه في مثل هذه الحالات ستزيد طاقة المعادن الثمينة، وصولًا لمستويات 2,100 دولار للأونصة، وتصل الفضة لـ30 دولار للأونصة."
تظل محركات الذهب قوية: البنك المركزي الأمريكي يطبع الدولار بوتيرة غير مسبوقة، معدلات الفائدة عند الصفر، التوتر السياسي قائم، والانتخابات الأمريكية المنتظرة.
يقول باكير: "يظل هناك الكثير من عدم اليقين السياسي على المستويين المحلي والدولي: انتخابات أمريكية، وحزمة التعافي العالقة في أروقة الكونجرس الأمريكي، وفيروس كورونا خارج عن نطاق السيطرة، بينما الاقتصاد الأمريكي في حالة من التراجع، والأوضاع المحلية غير مستقرة، ويتسارع التوتر بين الصين والولايات المتحدة (مع حظر تطبيقات تيك توك، و وي تشات)."
ويضيف باكير: "العائد الحقيقي لسندات أجل 5 سنوات دون -1.3% هذا الأسبوع، وسندات 10 سنوات عند -1.1%. والعوائد الدولية تنخفض هي الأخرى بما يزيد جاذبية الذهب."
يقول جيم وايكوف، من كيتكو أي تراجع للسعر، لا تعني نهاية رالي الذهب. "على الرسوم البيانية نرى اتجاه صاعد، والأسعار ستتعرض لتصحيح صحي ومطلوب."
ويرى البعض بأن أي هبوط في الأسعار سيكون دفعة لمن هم على الهوامش لدخول السوق.
يقول فيليب ستريبل: "أي تراجع لا يعني تغيير في حقيقة إقبال الفيدرالي على حزمة تحفيز جديدة."
بينما يرى كيفين جاردي من فينكس فيوتشرز أن أفضل طريقة للاستدلال على قوة السوق هي: البيع.
ويحذر جاردي من أن مستوى 2,025 دولار للأوقية هو الأهم، وأي كسر هناك سيدل على مزيد من البيع.
ويضيف بأن الذهب ليس ضعيفًا، وقوة الدولار الحالية غير مدعومة أساسيًا، بسبب السياسة النقدية، والتيسيرات النقدية.