المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 11/8/2020
لم يفت الوقت أبداً لبدء ادخارك لحياة التقاعد. ولكن إذا كنت قد بدأت الأن في الاستثمار لسنواتك الذهبية، فإن التحدي الأكبر الذي ستواجهه هو كيف تقوم ببناء محفظة من شأنها أن تساعدك بشكل كاف عندما تبدأ حياتك بعد التقاعد من العمل.
خلال العقد الماضي، بقيت أسعار الفائدة منخفضة، مما حرم المدخرين من فرص الاستثمار المنخفضة المخاطر. فعلى سبيل المثال، العائد على سندات الخزينة الأمريكية لـ 10 سنوات، يسجل حالياً أقل من 1٪.
عندما يمر الإقتصاد في فترة من أسعار الفائدة المنخفضة، فإن هذا دائماً ما يعني أن المتقاعدين يحتاجون إلى ربط جزء كبير من محفظتهم بالأسهم لتحقيق عوائد أعلى. سيحتاج المستثمر المحافظ الذين لا يرغب في إضافة الكثير من المخاطر إلى محفظته إلى تحديد الأسهم التي تتمتع بالجودة العالية، والتي لديها القدرة على التعافي من الانكماش الإقتصادي، والقدرة على توفير الدخل المنتظم بإستمرار.
لقد اخترنا لكم ثلاثة أسهم تستحق إهتمامكم، وهي من الأسهم المعروفة بتوزيعات أرباحها، والتي تجاوزت تاريخياً معدلات التضخم، وقدمت عوائد معقولة على المدى الطويل.
1. سهم فيرايزون للإتصالات
تحقق شركات الاتصالات دخلاً يمكن الاعتماد عليهم من قبل المتقاعدين. بغض النظر عن الحالة التي يمر بها الإقتصاد من إنتعاش أو تعافي أو ركود أو كساد، تبقى خدمة الاتصالات والإنترنت في قاع قائمة الأمور التي يفكر المستهلك في التخلي عنها. هذه الميزات، من قدرتنا على توقع أداء هذه الشركات في مختلف مراحل الدورة الإقتصادية، وإلتصاق المستهليكن بأجهزتهم، تزيد من جاذبية هذه الشركات للمستثمرين على المدى الطويل.
وفي هذا النطاق، تعد شركة فيريزون (NYSE:VZ)خياراً جيداً للمتقاعدين. وتتمتع الشركة بسجل تاريخي حافل بتوزيعات الأرباح، حيث تسجل أرباح الشركة النمو المستمر منذ عام 2007. في 2019، رفعت الشركة أرباحها ربع السنوية بنسبة 2٪، لتصل مدفوعات توزيعات الأرباح ربع السنوية إلى 61.5 سنتاً للسهم.
لقد أغلق السهم يوم أمس الإثنين عند مستوى 58.99 دولار. عند هذا السعر فإن توزيع الأرباح المذكور يعني عائد سنوي بنسبة 4.2٪ تقريباً.
قد لا توفر أسهم قطاع الاتصالات مكاسب ضخمة مثل تلك التي يقدمها قطاع التكنولوجيا وأسهمه المعروفة بتقلباتها الكبيرة، ولكن ميزة هذا القطاع هي أن مخاطر هبوط أسعار أسهمه خلال أوقات الركود أو الكساد الإقتصادي، تبقى محدودة.
وكما هو الحال مع الأغلبية الساحقة من الشركات في جميع القطاعات، تسبب وباء كورونا وإجراءات إغلاق الاقتصاد الأمريكي في حالة من عدم اليقين تحيط بسهم فيرايزون. ومع ذلك، فإن هنالك أسباب تجعلنا نتوقع أن تكون هذه الشركة هي واحدة من الشركات التي ستتغلب على الأزمة بشكل أفضل من معظم الشركات الأخرى.
فبدلاً من رفع ميزانيتها بمبالغ ضخمة، ركزت الشركة على تحسين بنيتها التحتية، وتجنبت عمليات الاستحواذ التي بحثت عنها الشركات الترفيهية الكبرى من منافسيها مثل أيه تي إن تي.
2. تارجت
إن أهم نقطة يجب الإنتباه إليها عند اختيار أسهم توزيعات الأرباح بهدف الإستثمار للتقاعد هو ما إذا كانت الشركة قادرة على تحقيق تدفقات نقدية قوية في فترات الركود او الكساد الإقتصادي، عندما يقلل المستهلكون من إنفاقهم.
وبإستخدام هذا المقياس، فإن تارغت كورب (NYSE:TGT)، الشركة التي تعتبر أحدى أكبر شركات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة، تناسب أهدافنا تماماً. الشركة تمتلك شبكة واسعة من المتاجر، وتتمتع بقدرة هائلة على الضغط على أسعار الموردين، ومبيعاتها عن طريق الإنترنت تتحسن بشكل حاد، مما يمنحها صفة الملاذ الآمن.
إن الدليل على هذه القوة كان قد ظهر جلياً خلال الأشهر الأولى من إنتشار وباء كورونا، عندما قام الملايين من الأمريكيين بتخزين المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية. خلال تلك الفترة، إرتفعت المبيعات عن طريق الإنترنت بنسبة ضخمة بلغت 141٪، وذلك مع تلبية سلسلة المتاجر التي تتخذ من مينيابوليس مقراً رئيسياً لها، لمختلف احتياجات المستهلكين على تنوعها، من الأطعمة إلى ملابس الأطفال.
وأظهرت بيانات الشركة أنه خلال فترة ثلاث أشهر منتهية في 2 آيار/مايو، إرتفعت المبيعات المقارنة بنسبة 10.8٪ عن ذات الفترة من العام السابق، بدعم من الشراء عن طريق الأنترنت. فلقد تسارعت المبيعات الرقمية خلال الربع المذكور، خصوصاً في شهر نيسان/أبريل الذي قفزت خلاله بنسبة كبيرة بلغت 282٪. وأظهرت أرقام أخرى أنه خلال هذا الربع، قام أكثر من 5 ملايين عميل بالتسوق من موقع Target.com لأول مرة.
وبعد صدور هذه الأرقام، أعلنت الشركة عن رفع توزيعات الأرباح ربع السنوية في حزيران/يونيو إلى 68 سنتاً للسهم، وهي السنة الـ 49 على التوالي التي تقوم فيها الشركة برفع توزيعات أرباحها. ومع الاخذ بعين الاعتبار اغلاق يوم أمس عند سعر 132.94 دولار، فإن سهم الشركة يحقق لحامله عائداً من توزيعات الأرباح يبلغ 2.2٪، بالإضافة إلى إمكانيات نمو هذا العاد سنة تلو الأخرى.
ثالثاً: ديوك أينرجي
تعتبر شركات الطاقة والغاز من بين أفضل الخيارات للمستثمر الباحث عن تأمين سنوات تقاعده، وذلك لأن هذا القطاع يميل إلى رفع أرباحه بشكل مستمر. ومن بين الشركات التي ينطبق عليها ذلك، تبرز شركة ديوك كأحد الخيارات الجذابة. تتمتع الشركة بتنوع كبير في أعمالها في مجال الطاقة والغاز والتخزين، وأعلنت أنها تخطط لتحقيق نمو سنوي في أرباحها يتراوح بين 4٪ و 6٪.
لقد قامت الشركة بإعادة هيكلة كبيرة في السنوات الأخيرة، تضمنت بيع أصول الطاقة القائمة على الكربون، وعمليات الشركة الأجنبية، وشراء مرافق الغاز الطبيعي، وتوسيع إستثماراتها في الطاقة المتجددة. وبذلك، نرى أنها في وضع جيد لتقديم العائد للمستثمرين على المدى الطويل.
إننا نرى أن امتلاك سهم ديوك إنرجي كورب (NYSE:DUK)هو أمر منطقي للمتقاعدين، لأن هيكل الأعمال الذي تتمتع به الشركة، يجعل من المتوقع إستمرار تدفقاتها النقدية على المدى الطويل، مما يعني أنه لا توجد مخاطر كبيرة من حدوث مفاجآت سلبية. تعتزم الشركة تنفيذ خطة تطوير ضخمة بقيمة 37 بليون دولار، وتستمر حتى عام 2022، وتهدف إلى النمو بأرباح الشركة.
وكانت الشركة قد أصدرت تقرير أرباحها يوم أمس. وأظهر التقرير أن الشركة تتكيف بشكل جيد مع الوضع الإقتصادي الناجم عن وباء كورونا.
وقال لين جود، رئيس مجلس الإدارة، والرئيس، والمدير التنفيذي، في بيان مرافق لتقرير الأرباح: "برغم التحديات التي جلبها النصف الأول من 2020، فلقد أظهرنا المرونة، وحققنا نتائج قوية في الربع الثاني، ونحن في طريقنا لتحقيق أهدافنا المالية لعام 2020".
وكان السهم قد أغلق تداولات يوم أمس الإثنين عند سعر 84.76 دولار، وبأخذ توزيعات الشركة ربع السنوية التي تبلغ 96.5 سنتاً للسهم، فإن السهم يحقق عائد سنوي من التوزيعات بنسبة 4.46٪.