الأسواق ستسحق مدمني التداول والأرباح من نصيب المنتظرين حتى الأسبوع القادم

لا يبدو أن هناك من يلتفت فعليا لما يمكن أن نطلق عليه مرض (فرط التداول) وهو بمثابة مرض نفسي المنشأ حيث يلتصق المتداول بشاشة جهازه أيا كان الجهاز الذي يستخدمه محاولا العثور على فرصة تداول طوال الوقت دون توقف بينما يتغاضي عن الكثير من شروط التداول بيعا وشراء كما لو كان الأمر قد أصبح فنا من أجل الفن .

ربما تفضل شركات التداول هذا النوع من المتداولين وهم أكثرية في الواقع وهؤلاء يتداولون في المعتاد أزواج العملات وبشكل أقل الذهب جريا وراء تحقيق أرباح سريعة وفي سبيل ذلك قد يتخلون عن شروط ستراتيجية التداول التى أرهقوا أنفسهم في وضعها واختبارها لكن عند التطبيق العملي يتغاضون عن معظم تلك الشروط مقابل فتح صفقات معظمها خاسرة كما لو كان بقاء منصة التداول خالية تمثل نقيصة أو خطأ لا يغتفر.

خلال هذا الأسبوع إندفع معظم (مدمني التداول ) وراء القطيع ، الجميع يشتري الذهب ومن أي منطقة دون تبصر بالأمر ودون حساب لقدرة حساباتهم على تحمل التراجعات، بالفعل كانت هناك حمي شراء دفعت البعض للشراء حتى من أعلى قمم الذهب وهي قمم وصفناها من قبل بأنها مناطق مقاومة وعرض قوية وأوضحنا أننا حتى لا ننصح بالبيع أو الشراء حاليا محددين مستويات محددة يجب أن يهبط إليها الذهب قبل الشروع في بيعه، ونصحنا بالشراء فقط من التصحيحات في حالة ثبات التداولات أعلى خط الترند العام للذهب.

لكن يبدو أن لا أحد يهتم كثيرا بما يقرأ أو حتى يهتم للنسبة بين المخاطرة والربح ، فمن كان يشتري الذهب من مناطق قرب الـ2020 لم يهتم بأن مستويات وقف الخسارة الفنية كانت على بعد كبير من منطقة الدخول للشراء وكانت أدني من 1980 بينما مستويات جني الربح كانت على بعد خطوات فقط ولم تكن أبعد من 2100 وفي أفضل الأحوال 2120 ولذلك لم يكن هناك تناسب بين المخاطرة والهدف وهو ما دفعنا للتحذير من الشراء ونصحنا بالبقاء على الحياد مع تفعيل صفقات البيع عند الهبوط أدني المتوسط المتحرك 100 يوم.

لكن هل أصبح الذهب الآن وبعد كل تلك التراجعات مغريا للشراء؟

الإجابة ببساطة هي لا وحتى نهاية هذا الأسبوع.

ونزيد فنقول أنه لم يعد مغريا لا بالبيع ولا بالشراء حاليا وحتى إغلاقات الجمعة القادمة حيث نتوقع تذبذبات عنيفة على معظم الأصول وأهمها الذهب سواء لجني الأرباح ( وفي حالة الذهب لا ندري هل ستؤثر موجة جني الأرباح الأسبوعية فتدفع الذهب للصعود مجددا أم لا مع غلق كثيف لمراكز البيع المتوقعة).

وربما يفضل صناع السوق نصب أفخاخ جديدة للمتداولين الصغار بدفع الأسعار للتراجع حتى مع موجة جني الأرباح لإيصال الذهب إلى مناطق شراء مناسبة لهم قد تكون عند 1800 أو أقل مستخدمين سيكولوجية القطيع وبمعني آخر دفع الذهب لأسفل بإستخدام أموال صغار المتداولين ..هنا قد نشهد هبوطا حادا يعقبه صعود بثبات لأسعار الذهب.

لتلك الأسباب وغيرها كثير ننصح بالبقاء على الحياد تمام فيما يخص تداولات الذهب حتى الأسبوع القادم ، بينما نفضل أيضا البقاء على الحياد مع باقي أصول التداول حتى تستوعب الأسواق طفرات الصعود والهبوط العنيفة التى تحققت خلال هذا الأسبوع

لمطالعة المقالة الأصلية اضغط هنا