تمت كتابة هذا المقال حصرياً لموقع Investing.com
المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 28/8/2020
تحرك الذهب بشكل جانبي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، بعد أن كان قد وضع في جيبه مكاسب ضخمة في الفترة الأخيرة. لكن المعدن الثمين جاهز الآن لاستئناف الارتفاع المحتمل، حيث لا يزال مدعوماً من عناصر كل من التحليل الأساسي، والتحليل الفني.
من ناحية التحليل الأساسي، كان أكبر دافع وراء ارتفاع سعر الذهب هو ضعف الدولار، وتراجع عائدات السندات، وسط كل سخاء البنك المركزي. وبعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس الخميس باتباع سياسة نقدية أكثر تسامحاً مع التضخم، في محاولة لتحفيز النمو، من المرجح أن تبقى أسعار الفائدة منخفضة لوقت أطول مما كان متوقعاً.
يجب أن يتسبب ذلك، بإضعاف الدولار من جديد (وهو بالفعل يقوم بما يتوقع منه في الوقت الحالي). وهذا يفسر سبب ارتفاع الذهب مرة أخرى هذا الصباح، جنباً إلى جنب مع أزواج الدولار، مثل اليورو/دولار، والدولار/كندي الذي تراجع مقترباً من القيعان التي شهدها في 2019.
ومن ناحية التحليل الفني، رأينا بعض الدلائل التي تشير إلى أن الذهب يستعد لارتفاع آخر. يظهر الرسم البياني اليومي على سبيل المثال أن المعدن الثمين قد بقي فوق خط الاتجاه الصاعد الرئيسي الظاهر على الرسم البياني أدناه:
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحركات الهابطة التي عادت بالسعر إلى ما دون المستوى التاريخي السابق 1,920 دولار، والذي وصل له الذهب في 2011، كانت حركات ذات عمر قصير. في السابق، كان مستوى 1,920 دولار بمثابة مقاومة قوية، وبالتالي، أصبح الآن أهم دعم للثيران المراهنين على المزيد من الارتفاع، وخط الدفاع الذي يحافظ على انحياز السوق نحو الصعود في المدى القصير. وحتى اللحظة، فإن هؤلاء الثيران ما زالوا يقومون بعمل جيد عند خط الدفاع الهام هذا.
في الوقت نفسه، تخلصت مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية RSI من معضلة وصولها إلى مستويات "ذروة الشراء" عن طريق الوقت (أي السلوك السعري الجانبي) وليس عن طريق السعر (أي حركات بيع حادة وكثيفة تقود السهم إلى الأسفل). من المحتمل أن يكون هذا صعودياُ لأنه يشير إلى أن المضاربين على الارتفاع لم يتخلوا عن الكثير من مكاسبهم، لأنه لو حصل ذلك، فقد يشير إلى أن البائعين كانوا أكثر سيطرة على السلوك السعري. وبالتالي، قد يكون الضعف الأخير مدفوعاً بعمليات جني الأرباح من قبل أصحاب المراكز الطويلة (الشراء)، وليس من قبل أصحابا لمراكز القصيرة (البيع على المكشوف).
في الواقع، لو نظرنا إلى الرسم البياني الأسبوعي، فإن الضعف الذي شهدناه مؤخراً يبدو صغيراً جداً بالمقارنة مع المكاسب التي تمتع بها الثيران. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الرسم البياني الأسبوعي أيضاً احتمال وجود نمط سعري صعودي، وهو نمط فشل العمود الداخلي Inside Bar Failure:
بعد ظهور نمط العمود الداخلي الأسبوع الماضي، حاول الذهب كسر أدنى سعر للأسبوع، حيث انطلقت مجموعة من أوامر وقف البيع التي كانت متمركزة تحته. ولكن يبدو الآن أن البائعين قد أصبحوا محاصرين هناك، حيث عاد السعر لفوق ذلك المستوى.
وإذا كان هذا هو الحال، فمن المحتمل أن يكون على الأقل بعض هؤلاء المضاربين الذين يتداولون على الإطار الزمني الأسبوعي، يضعون أوامر وقف الخسارة لعمليات البيع فوق أعلى مستوى لنمط العمود الداخلي، قرب مستوى 2,016 دولار. ونظراً لأن الأسواق تعتمد على السيولة، فهذا بالضبط هو الهدف الذي أتوقع أن يتحرك الذهب باتجاهه في الأيام المقبلة.
ولكن من المحتمل أن نرى قمة تاريخية جديدة، عند سعر لم يصله الذهب من قبل، في المستقبل غير البعيد لأن الخلفية الأساسية لا تزال إيجابية. ولكي يحدث ذلك في وقت أقرب، فإننا لا نريد أن نرى كسراً حاسماً تحت منطقة الدعم الرئيسية المذكورة أعلاه (حول 1,920 دولار). إذا حدث ذلك، فيجب أن نتوقع تصحيحاً أعمق إلى الأسفل، لأن ذلك سيؤدي إلى إبطال الانحياز السعري الصعودي.