يتكرر الأمر مرارا وتكرارا دون أن يتعظ أحد، قبل أشهر كنا نتحدث عن مستويات أعلى 1500 دولار لأوقية الذهب بكثير من التحفظ وبينما أصر البعض منا كمحللين على الإمكانية الفنية لمداعبة مستويات الـ 2000 دولار تعرض لكثير من النقض وربما للتشكيك غير الملائم لتوجهاته وتحليلاته وكانت نظرة هؤلاء قاصرة على قمة أعوام سابقة كما لو كان التاريخ مجبرا على إعادة إنتاج نفسه مرة أخرى لكن وعلى مدار الأشهر الماضية أثبت الذهب أنه لم يعد مهتما كثيرا باحترام التاريخ ولا أمنيات ورغبات البائعين حيث إن آخر تراجعات للذهب والتي فسرها البعض بأنها بداية نهاية الترند الصاعد لم تكن سوى استراحة محارب استعدادا لقفزات أقوى على الطريق
لكن منطقيا يمكننا تأكيد أن الذهب لديه من الأسباب ما يجعلنا ننظر لكل التراجعات المحتملة القادمة باعتبارها تصحيحات منطقية على مسيرة صعود ستستمر لنحو عام آخر وربما تكون الذروة في عام 2021 حيث أن الرهان على بقاء الفائدة الصفرية في بعض الاقتصادات الكبرى والفائدة السلبية في البعض الآخر يبدو أن ستستمر لفترة طويلة قادمة بعد تضرر تلك الاقتصاد من جائحة كوفيد 19 ، تلك الفوائد الصفرية أو حتى السلبية هي عامل حاسم في توجهات الذهب الذي يتلقى زخما شرائيا غير مسبوق من مستثمري صناديق الاستثمار الفاقدين الثقة في كل ما هو ورقي الآن
ومع دخولنا العام الانتخابي الأمريكي والتوقعات المتضاربة حيال فرسي الرهان مع ميل الميزان بقوة ناحية دونالد ترامب الذي يمنح الاقتصاد الأمريكي المزيد من اللمعان حتى وإن كان زائفا فإن ما قدمه حتى الآن يمكنه من المراهنة على قبول المصوتين ببعض أخطائه التماسا لمزيد من الانتعاش للاقتصاد الأمريكي الذي أثبت دونالد ترامب حتى وإن أداره كشركة أنه قادر على تحريكه إلى الوجهة التي يريدها الجميع في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهنا فإن مقولته حول ( هذا الدولار القوي يقتلنا ) ستظل عنوانا لتوجهات الرجل المهتم بمعدلات النمو للمؤشرات الأمريكية والأسهم بأكثر مما يهتم لسعر صرف الدولار الذي يراه عائقا دون تطلعاته
لذلك فإن فرصة الوصول لمستويات 2400 وإن كان لها ما يؤيدها فنيا فإن سيد البيت الأبيض القادم قد يسهم بتسريع وتيرة الصعود كثيرا فور توليه الفترة الرئاسية الجديدة لا سيما أن لا اليورو يبدو ملاذا آمنا مغريا بعد جائحة كورونا ولا حتى الين الياباني يمكن أن يمنح الحائزين ما يحتاجونه من تطمينات خلال الفترة المقبلة ليعود مستثمري الصناديق مرة أخرى إلى اللعبة الكلاسيكية بحماية أوراقهم النقدية المشكوك في جودتها إلى استثمارها بالذهب أو حتى محاولة الحفاظ على قيمتها عبر الضخ المستمر في مشتريات الذهب.
لمتابعة المقالة الأصلية اضغط هنا