ما الذي يمكن أن يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي للذهب هذه المرة؟

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 16/9/2020

في المرة الأخيرة التي طرحت فيها سؤالاً مشابهاً، تبين أن الإجابة "لا شيء جيد في الوقت الحالي." 

لقد كان ذلك في 19 أغسطس، يوم نشر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر يوليو. كانت التوقعات تعم المتداولين بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي ستكون حريصة على استخدام ضوابط منحنى العائد والتي من شأنها أن تسمح لها بقدر أكبر من النفوذ لإدارة التضخم. 

وبطبيعة الحال، لم يهتم المتداولين بما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي قد حقق تضخماً أعلى، طالما أنهم حصلوا على ما يريدون، وهو عوائد سندات منخفضة لسنوات قادمة، ونهراً لا يجف من أموال التحفيز. 

وكشف المحضر أنه بعد تفكير عميق، امتنع أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح عن إقرار إجراءات التحكم في منحنى العائد، حيث برروا ذلك بالقول إن تكاليف البرنامج تفوق فوائده. 

وبعد ذلك، استجاب مجتمع المتداولين، عن طريق استهداف الذهب، الذي كان قد شق طريقه للتو فوق مستوى الـ 2,000 دولار للأونصة، بعد الانهيار من أعلى مستوياته التاريخية عند 2,090 دولار قبل أسبوعين. وسقط الذهب الفوري، الذي يتتبع أسعار السبائك المعدنية الملموسة، بـ 3.6٪ في ذلك اليوم وحده، بعد أن كان قد سقط بنسبة 5٪ قبل أسبوع. 

ولننتقل إلى حدث آخر للاحتياطي الفيدرالي، بعد أسبوع من صدور محضر اجتماعه، وهو ندوة جاكسون هول الافتراضية. ففي خطابة الذي ألقاه ضمن فعاليات الندوة، تجاهل الرئيس جيروم باول مرة أخرى ما أراده مستثمرو الذهب منه: وهو تعهد واضح بمواصلة شراء الأصول لدعم تعافي الاقتصاد الأمريكي من أضرار وباء كورونا. 

ولكي نكون منصفين، كان لدى الرئيس باول خطة تضخم طويلة الأجل، أكثر أهمية من يكشف الاحتياطي الفيدرالي للكشف عنها. لكن المتداولين، يحتاجون إلى معرفة ما هو مهم بالنسبة لهم. مرة أخرى، أصبح الذهب هو العامل الخارق، على الرغم من أن خسارته هذه المرة كانت أقل نسبياً، حيث لم يتراجع إلا بـ 1.3٪ فقط. والأهم من ذلك، أنه تعافى خلال الجلسات الـ 3 التالية. 

هل سيكون الأمر مختلفًا هذه المرة؟ 

هذا يقودنا إلى السؤال المطروح: ما الذي يمكن أن يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل مختلف بالنسبة للذهب، عندما تفتتح اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح اجتماعها الذي يستمر يومين، قبل الإعلان عن قراراتها يوم الأربعاء، وهو الإعلان الذي سيتبعه المؤتمر الصحفي للرئيس باول. 

وفي حين أن الأسواق لن تترقب أخباراً مثيرة حول أسعار الفائدة من هذا الاجتماع، حيث يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أصبح أكثر راحة مع أسعار الفائدة بين 0% و0.25٪، إلا أنه من المرجح أن يعود الرئيس باول لزيارة التغيير الكبير في السياسة النقدية الذي أقره البنك مؤخراً، وربما التطرق لما يتعلق بتسامح البنك مع ارتفاع التضخم لفترة أطول. 

وسيكون من أهم كلام الرئيس، كالعادة، ما سيقوله أو لا يقوله عن التعافي الاقتصادي في البلاد، وأرقام الوظائف الفاترة في الشهرين الماضيين (بعد الأرقام القوية في مايو ويونيو)، ومدى حرص الفيدرالي على الاستمرار في تضخيم ميزانيته العمومية اللا محدودة. 

ودائماً ما تكون المعادلة هي نفسها، تقريباً: كلما كان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر تشاؤماً، زادت فرصة تعثر مؤشر الدولار، الذي هو بالطبع أصل بديل للذهب، مما يمنح المعدن اللامع الدعم. 

وفي التعاملات الآسيوية لليوم الثلاثاء، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون للتغيير في سعر الدولار مقابل ست عملات رئيسية أخرى، إلى أدنى مستوى له عند 92.83 قبل أن يعود للصعود نحو منطقة الـ 93 المهمة. 

كسر الذهب الفوري للمقاومة عند 1,968 يحمل وعداً للثيران 

في حين أن التحرك فوق وتحت منطقة الـ 93 الهامة، ليس بالأمر الجديد على الدولار، إلا أن هبوطه الأخير تحت هذه المنطقة، قد حقق أخيراً، ما طال انتظاره على الذهب الفوري، وهو التداول فوق 1,968 دولار. 

وصل الذهب الفوري اليوم إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 1,969.34 (أعلى سعر لليوم حتى وقت كتابة هذا التقرير). وبحسب العديد من الرسوم البيانية، فإن مستوى 1,968 دولار هو مستوى مقاومة رئيسي، ومن المحتمل أن يتسبب كسره بعودة الإثارة لذيذة تتجول بين المضاربين على ارتفاع الذهب. 

الرسم البياني لـ 4 ساعات للذهب الفوري بعد اختراق الثلاثاء فوق مستوى 1,969 دولار

الرسم البياني اليومي للذهب الفوري بعد اختراق الثلاثاء فوق مستوى 1,969 دولار

الرسم البياني الأسبوعي للذهب الفوري بعد اختراق الثلاثاء فوق مستوى 1,969 دولار

يقول سونيل كومار ديكسيت، المحلل الفني المستقل والمتخصص في المعادن الثمينة: "لمواصلة حركته الصعودية، يجب أن يصمد الذهب فوق الدعم الهام عند مستوى الـ 1,935 دولار، حتى يتمكن من التحرك نحو الهدف الصعودي التالي، والمقاومة عند مستوى 1,993 دولار. الإنخفاض لما دون مستوى الـ 1,935 دولار سيوقف الحركة الصعودية، ويبدأ التصحيح نحو 1,920 دولار، ثم 1,900 دولار، فـ 1,888 دولار."

أما دواني ميهتا، المحلل الفني في موقع (إف إكس ستريت) فلقد كتب قائلاً: إن هنالك "الكثير من مستويات الدعم الصحية التي من المحتمل أن تحد من أي حركات هابطة" للذهب. وأضاف ميهتا:

"الدعم الفوري الأن أصبح قرب 1,962 دولار، حيث يوجد لدينا أعلى سعر ليوم أمس، والمتوسط المتحرك البسيط لـ 200 فترة على رسم الأربع ساعات، وقمة البولينجر باند على رسم الأربع ساعات. بعد كسره، سيتحدى البائعون الدعم الثانوي عند 1,957 دولار، حيث يلتقي مستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6٪ على الرسم البياني اليومي، مع المتوسط المتحرك لـ 5 قترات على رسم الأربع ساعات."

ويضيف:

"إلى الجنوب من ذلك، سيتم اختبار مستوى فيبوناتشي 23.6٪ على الرسم البياني الأسبوعي عند 1,951 دولار. وإذا تم كسره، فسيتحرك السعر نحو مجموعة كثيفة من مستويات الدعم حول 1,947 دولار. الهدف الهبوطي 1,945 دولار هو المستوى الذي يجب أن يتغلب عليه الدببة. هذا المستوى يمثل فيبوناتشي 38.2٪ على الرسم البياني الأسبوعي."

ولكن بالطبع، تعتمد كل هذه المستويات على اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي والمؤتمر الصحفي لـ باول. لقد أظهر الدولار الأمريكي قوة تتحدى المنطق خلال معظم شهر أغسطس والنصف الأول من شهر سبتمبر، مستقراً بعناد فوق مستوى الـ 93، ويمكنه أن يخمد مرة أخرى حماسة ثيران الذهب.

يحذر ديكسيت بنفس الفكرة، قائلاً: "إن الاتجاه الصعودي للذهب الفوري قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي سيقتصر على 1,985 دولار. وسيكون المتداولين حذرين في محاولات دفعه إلى ما بعد ذلك.