المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 01/10/2020
في حال كنت تريد تأمين سنوات تقاعدك، يصبح الاستثمار لعبة مختلفة، فلن تهتم كثيراً بتقلبات السوق اليومية، وسينصب تركيزك على مكاسب المدى الطويل. وبكونك ستعتمد إستراتيجية الشراء والاحتفاظ، فأنك لن تتداول كثيراً، ولن تطارد أرباحاً سريعة.
وعندما تختار سهماً ما، فإنك تريد أن تتأكد من أن الشركة لديها إمكانات نمو على المدى الطويل، لأنك تعتقد، بشكل عام، أن الأعمال الناجحة والمستقرة ستزداد في القيمة بمرور الوقت، مما ينتج عنه دخل منتظم لا يتغلب فقط على التضخم، ولكنه يساهم أيضاُ ببيضة في عشك.
ولكن، هذه ليست مهمة سهلة في بيئة ما بعد كورونا. فبسبب التغيرات التي فرضها الوباء، قامت العديد من الشركات الكبرى بتخفيض، أو حتى تعليق، أرباحها هذا العام من أجل البقاء على قيد الحياة في واحدة من أقسى فترات الانكماش الاقتصادي التي شهدناها في حياتنا. ومن بين الشركات العملاقة التي قامت بالفعل بذلك، هنالك بوينج (NYSE:BA) ورويال داتش شِل (LON:RDSa) وديزني (NYSE:DIS).
وبينما من المتوقع أن تتراجع توزيعات الرباح لشركات إس إن بي 500 هذا العام، لا تزال هناك بعض قطاعات السوق التي ستخالف هذا الاتجاه. لقد قمنا بإعداد قائمة مختصرة، تتضمن 3 أسهم، لمن يبحثون عن الاستثمار في سنواتهم الذهبية. يُعتبر كل منها خياراً آمناً نظراً لموجوداتها النقدية الوفيرة، وميزانياتها العمومية التي تتمتع بالصحة، ونسب معقولة من توزيعات الارباح.
1. سيسكو
لا تُعتبر أسهم سيسكو (NASDAQ:CSCO) من بين أسهم التكنولوجيا المتقدمة التي قد تتضاعف قيمتها في غضون بضعة أشهر، لكنها شركة غنية بالنقد، وتتمتع بما يمكنها من دفع الأرباح بشكل متواصل. يوجد المقر الرئيسي للشركة العملاقة في مجال الشبكات، في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، وهي أكبر منتج في العالم لأجهزة التوجيه والمحولات وغيرها من المعدات التي تستخدمها الشركات لتوصيل أجهزة الكمبيوتر على شبكاتها.
وفي حين أن الطبيعة الدورية لهذا القطاع من سوق الأجهزة يمكن أن تستمر في الضغط على أداء أسهم سيسكو في المدى القصير، فإننا نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لشراء هذا السهم، وتحقيق عائد أعلى.
بعد صدور تقرير الأرباح المخيب للآمال الشهر الماضي، استشهد العديد من المحللين بتوزيعات أرباح الشركة والقيمة السوقية لها كعوامل من شأنها أن تحد من مخاطر الهبوط الإضافية. هنالك سبب آخر يجعلنا متفائلين بشأن قدرة الشركة على دفع توزيعات الأرباح، وهو الابتعاد القوي للشركة، والمدعوم من إستراتيجية التنويع التي تتبعها، عن الأجهزة الصلبة، والاتجاه إلى اعتماد نموذج مبني على البرمجيات في مناطق جديدة من السوق، تتمتع بالنمو المرتفع، مثل الأمن السيبراني والتطبيقات والخدمات.
تحت إشراف الرئيس التنفيذي تشك روبينز، قامت سيسكو بسلسلة من عمليات الاستحواذ من أجل بناء أعمال البرمجيات والخدمات. ففي العام الماضي، قامت بالاستحواذ على شركة أكاسيا مقابل نحو 2.6 بليون دولار، لتحصل بذلك على القدرة على إنتاج الرقائق وآلات أخرى تساعد في ترجمة الإشارات الضوئية إلى بيانات إلكترونية.
إن مبادرات النمو هذه، إلى جانب مكانة الشركة المهيمنة في القارة الأمريكية، حيث تحقق معظم مبيعاتها، ستجعل أداء الشركة متفوقاً عندما تنخفض مخاطر الاقتصاد الكلي.
وبالإضافة إلى إمكانيات النمو، تعد سيسكو أيضاً من بين الشركات الموثوقة في مجال توزيع الأرباح. وعلى الرغم من أنها بدأت في دفع الأرباح قبل 11 عاماً فقط، إلا أنها رفعت من توزيعات أرباحها في كل عام، مما يجعلها خياراً جذاباً لأولئك الذين يسعون إلى زيادة في الدخل.
تبلغ توزيعات أرباح سيسكو 36 سنتاً للسهم، وهو ما يجعل العائد السنوي لها 3.68٪. وقد تمكنت الشركة من رفع توزيع الأرباح بمعدل 14.2٪ سنوياً، خلال السنوات الخمس الماضية. كما تبلغ نسبة توزيعات أرباح الأسهم إلى إجمالي أرباح الشركة 53٪، مما يعني أن هنالك مساحة لرفع توزيع الأرباح في المستقبل. وكان السهم قد أغلق تداولات يوم أمس عند 39.06 دولار.
2. جنيرال ميلز
تُعتبر أسهم السلع الاستهلاكية الأساسية أدوات دفاعية كلاسيكية، وذلك لأنها أقل ارتباطاً بالدورة الاقتصادية. ولهذا السبب، فإننا معجبون بسهم جنيرال ميلز، الشركة المصنعة للعلامات التجارية المنزلية مشهورة مثل حبوب إفطار شيريوز، وألبان يوبلايت، وناتشورال فالي.
عند إغلاق يوم أمس، سجل السهم 59.86 دولار. لقد ارتفع السهم بنسبة 11٪ هذا العام، ومن غير المرجح أن يُظهر الكثير من التقلبات حتى إذا انخفض السوق من جديد. هنالك فائدة أخرى لامتلاك هذا السهم، وهي أن المستثمرين يحصلون على توزيعات أرباح تصل إلى 3.41٪. هذا عائد جيد، ويمكن الاعتماد عليه، لأن جنرال ميلز قد دفعت أرباحاً لمدة 120 عاماً متواصلة.
في السنوات الأخيرة، حاولت الشركة تنويع قاعدة إيراداتها من أجل تحفيز المزيد من النمو. فلقد استحوذت الشركة على شركة بلو بافلو لانتاج أغذية الحيوانات الأليفة في 2018، في أكبر صفقة لـ ميلز منذ 18 عاماً.
لقد أضاف هذا الاستحواذ خطًا جديدًا من الأعمال إلى مجموعة أعمال الشركة، في وقت كانت فيه وحدتها الغذائية التقليدية تتعرض لضغوط من المستهلكين الذين أصبحوا يغيرون بسرعة من عاداتهم الغذائية، ويبحثون عن أطعمة طازجة أكثر خضرة وتحتوي على سكر أقل.
من المرجح أن يكون أداء سهم جنيرال ميلز دون المستوى في حالة السوق الصاعدة. ومع ذلك، فهو اسم دفاعي سيتفوق في الأداء في حالة السوق الهابطة.
3. ميرك وشركاه
تعتبر أسهم الرعاية الصحية من الأسهم التي تحقق دخلاً قوياً. ومثل شركات تجارة التجزئة، والمرافق، وشركات جمع القمامة، تقدم شركة الرعاية الصحية خدمات تبقى ضرورية حتى في حالات الركود. وبالإضافة إلى ذلك، لا تحد التقلبات الاقتصادية عادةً من طرح الأدوية والأجهزة الصحية الجديدة.
ولذلك، فإن أسهماً مثل سهم ميرك، لا تتمتع فقط بوضع جيد للتغلب على أداء السوق في حالة الانكماش، ولكنها توفر أيضاً عوائد مستقرة جيدة. تستفيد الشركة حالياً من نجاح عقار السرطان كيترودا، الذي حقق مبيعات ضخمة. ووفقاً لـ فاكتست، يتوقع المحللون أن تصل مبيعات العقار السنوية إلى 20 بليون دولار بحلول عام 2023. إذا صح ذلك، فإن هذا العقار لوحدة سيصبح السبب وراء أكثر من ثلث إجمالي مبيعات الشركة. وكان سهم ميرك قد ارتفع بنسبة 29٪ في الربع الثاني، مدعوماً بأخبار هذا العقار.
تعد ميرك أيضاً من بين الشركات الرائدة في صناعة الأدوية التي تعمل على تطوير لقاحات وعلاجات كورونا. لقد بدأت الشركة هذا الشهر في اختبار أحد اللقاحات التجريبية على متطوعين أصحاء.
ومع تزايد الأرباح وإعادة شراء الأسهم، نعتقد أن الشركة ستكون رهاناً جيداً على المدى الطويل لأولئك الذين يسعون إلى الحصول على توزيعات أرباح أكبر. وأغلق السهم تداولات الأمس عند 81.90 دولار، ومع توزيعات أرباح ربع سنوية تبلغ 61 سنتاً، فإن العائد على السهم يبلغ حالياً 3٪. وكانت الشركة الصانعة للأدوية قد رفعت من توزيعات أرباحها بنسبة 11٪ العام الماضي.