المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 03/10/2020
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيخضع للحجر الصحي مع السيدة الأولى ميلانيا بعد أن ثبتت إصابتهما بفايروس كورونا. ومع ذلك، فإن الذهب، الذي يُتوقع أن يكون ملاذاً آمناً، خاصة في لحظات مثل هذه، لم يجد المشترين يتدافعون إليه. لماذا؟
بعد يوم واحد من العودة إلى مستوى الـ 1,900 دولار للأونصة، وهو مستوى هام لتحديد مشاعر المضاربين على ارتفاع الذهب، عادت العقود الفورية والآجلة للذهب لتعاني في التداولات المبكرة لليوم الجمعة، لتستغني عن معظم المكاسب التي كانت قد حققتها في الـ 24 ساعة الماضية.
ورغم أن الذهب عاد للارتفاع في وقت لاحق، فمن المثير للاهتمام أن الخسائر التي سبقت ذلك، والتي بدأت بعد فترة وجيزة من افتتاح التداولات الآسيوية، تعمقت بعد تغريدة لترامب، في البداية عن إصابة المستشارة هيكس، ثم بعد تغريدة أخرى، عنه وعن السيدة الأولى.
إذا لم يستطع الذهب أن يرتفع فوراً عند ورود أنباء عن إصابة رئيس الولايات المتحدة بالفيروس، فمتى سيرتفع؟
قبل الإجابة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الدولار، هو الذي ارتفع في وقت مبكر من يوم الجمعة بدلاً من الذهب، وعاد إلى المنطقة الإيجابية بعد يومين في المنطقة الحمراء. لا يزال الدولار هو النجم المتألق بين أصول الملاذ الآمن، حيث أظهر زخماً تحدى كل منطق في الشهرين الماضيين.
فلقد أصبح الدولار هو أصل الملاذ الآمن المفضل في الأسابيع الأخيرة، على الرغم من عجز في الميزان المالي الأمريكي يبلغ تريليونات الدولارات، بسبب الإنفاق الحكومي في حزم التحفيز المرتبطة بفايروس كورونا، الذي ترك لنا أسوأ ركود على الإطلاق.
والآن، مع تعرض صحة الرئيس للخطر، يستمر الدولار في قوته وتفوقه.
لكن لنعد إلى السؤال: ما الذي سيجعل الذهب يتصرف من جديد على أنه أداة التحوط الافتراضية، ليس فقط في أوقات الاضطرابات المالية، ولكن أيضاً عند ظهور مثل هذه المخاطر السياسية؟
الجواب، الذي أصبح واضحاً بشكل متزايد، هو حزمة تحفيز مالية أمريكية أخرى.
مثل المدمنين الغير قادرين على التوقف عن تعاطي العقار الذي يختارونه، يبقى المستثمرون في الذهب مقيدين في إدمانهم على أموال التحفيز، وخفض قيمة الدولار الذي يتبع كل قرار تسهيل للسياسة النقدية.
وفي حين يمكن للمرء أن يجادل بأنه يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للأسهم، فإن الأسهم تتحرك صعوداً بناءاً على مجموعة متنوعة من الأخبار. وبخلاف انخفاض الدولار، فإن الذهب يركز على شيء واحد فقط: التحفيز، التحفيز، التحفيز.
في وقت من الأوقات، كان يمكن للصواريخ التي تُطلق فوق الشرق الأوسط، أو الاختبارات التي تجريها كوريا الشمالية، أن تدفع الذهب بسهولة بـ 20 دولار للأونصة. ولكن الآن، أصبح ما يسمى بالملاذ الآمن غير حساس تجاه كل ذلك.
لقد أدى التسهيل الكمي من طرف بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي بدأ في أعقاب الأزمة المالية التي عصفت بالعالم في 2008 و2009 إلى تغيير موقف المستثمرين من الذهب بشكل كبير. وما لم يكن هناك أموال سهلة، أو كسولة، يمكن جنيها، فمن النادر أن نشعر بحماسهم تجاه المعدن الثمين.
كان إقرار أول قانون حزمة تحفيز بهدف مواجهة آثار كورونا، هو ما دفع الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق حول مستوى الـ 2,090 دولار للأونصة في أغسطس، بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له في سبعة أشهر، حول مستوى 1,458 دولار في مارس.
لقد تم إقرار قانون المساعدة والإغاثة والأمن الاقتصادي المسمى اختصارا CARES في الكونغرس خلال الربع الأول من العام. ومع استهلاك 3 تريليون دولار من أمواله بحلول الربع الثاني، كانت هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات، وكان ثيران الذهب ينتظرون على مقربة من ذلك ليحتفلوا بجني الأموال.
لكن ذلك لم يأتِ أبداً، حيث بدا أن تفاصيل الحزمة قد كانت مثيرة للجدل قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
ولذلك، فإن الجمهوريين المتحالفين مع ترامب والديمقراطيين المعارضين للرئيس قد دخلوا في طريق مسدود بشأن حزمة أخرى لـ CARES منذ ذلك الحين، وقضوا الوقت في المجادلة حول حجم الحزمة التالية، بينما تحيط مخاطر فقدان الوظائف بالآلاف من الأمريكيين، وخاصة أولئك في قطاع الطيران، دون أن يقدم لهم أحد المزيد من المساعدة.
واتهم ترامب، الذي يطمح بـ 4 سنوات جديدة بعد انتخابات 3 نوفمبر، رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بلعب كرة القدم السياسية بشأن هذه القضية. وردت بيلوسي قائلة إن أي صفقة يجب أن تكون لصالح الأمريكيين وليس لتخدم مصالح ترامب السياسية.
وتسبب كل هذا بخيبة أمل، دفعت الذهب إلى أدنى مستوى له في شهرين عند 1,852 دولار في سبتمبر. ومع ذلك، بقيت نتيجة الربع الثالث للمعدن الثمين، هي مكاسب بنسبة 5٪.
وبعد الكثير من التردد في الكونجرس، بدا من المرجح حدوث انفراج هذا الأسبوع عندما أعلن وزير الخزانة ستيفن منوشين يوم الأربعاء أنه كان يجري اتصالات "نشطة" مؤخراً مع بيلوسي بشأن حزمة تحفيز جديدة.
وأكدت رئيسة مجلس النواب في مؤتمر صحفي عقدته يوم أمس الخميس، أنها كانت تجري محادثات مع منوشين وأنهما سيتحدثان مرة أخرى في وقت لاحق اليوم الجمعة. وقالت أيضاً إنها تأمل في إجراء تصويت في الكونجرس، حول مشروع قانون منقح لحزمة بقيمة 2.2 تريليون دولار، إذا تمكن الديمقراطيون والجمهوريون من إيجاد أرضية مشتركة بشأن الإعفاءات الضريبية.
وحاولت بيلوسي إقناع البيت الأبيض منذ أواخر أغسطس بقانون الديمقراطيين للصحة والانتعاش الاقتصادي لحلول الطوارئ الشاملة، أو المسمى اختصارا HEROES، والذي اقترحه الديمقراطيون في الأصل بمبلغ 3 تريليون دولار، قبل تخفيضه إلى 2.2 تريليون دولار، والموافقة على المزيد من المراجعات في الآونة الأخيرة.
ولذلك، ليس من المستغرب أن أسعار الذهب قد ارتفعت، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال الجلسة عند 1,918 دولار بحلول وقت التسوية من بعد ظهر يوم الخميس في بورصة كومكس. ولكن بحلول المساء، تم وخز منطاد ثيران الذهب من جديد، عندما أعلنت بيلوسي أنها لن تذهب لمقابلة منوشين. وامتد الانعكاس إلى صباح يوم الجمعة في آسيا، حيث سقط الذهب لأدنى مستوى في الجلسة قرب 1,895 دولار.
وفي منشور صدر في وقت متأخر من يوم الخميس، بدا مناسباً لجماهير الذهب، تساءل موقع (إف إكس ستريت) عما إذا كان اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة مهماً للأسواق بنفس درجة أهمية إقرار الكونجرس لحزمة تحفيز أخرى.
وفي هذا المنشور، كتب جوزف تريفيساني:
"أعتقد أن الأسواق تراقب محادثات التحفيز، فالأسواق تحب الأموال الحكومية."
إخلاء المسؤولية: لا يمتلك باراني كريشنان مراكز مضاربة أو عمليات تداول في السلع أو الأوراق المالية التي يكتب عنها.