رغم ما أبداه النفط من قدرة على التماسك أعلى مناطق الطلب 23.6% على الشارت اليومي 35.7 دولار للبرميل، فإن النفط مازال يؤدي بطريقة سلبية للغاية هبوطا من قمم غير تاريخية بلغت بالكاد 44.9 رغم البداية الساخنة لتداولات النفط هذا العام والتي ناهزت الـ 70 دولار مع أحداث قتل قاسمي والنزاع المسلح الإيراني الأمريكي داخل الأراضي العراقية
لكن يبدو أن النفط يعاني فعليا من ضعف الطلب وغزارة الإنتاج رغم خروج النفط الليبي من المعادلة بشكل واضح ومتكرر أتاح للمستهلكين هضم التأثير السلبي للنفط الليبي الذي يصل إليه أحيانا وفقا لواقع الحال في ليبيا
تراجعات النفط لها ما يبررها فإضافة لتأثير كوفيد 10 الممتد، فإن تسارع وتيرة إمدادات الغاز والسهولة التقنية في تحويل الاعتماد الصناعي عليه مؤخرا تجعل من النفط الذي يعاني أزمة هيكلية تتعلق بضخه ونقله قياسا للغاز، ذلك يصب في مصلحة الغاز على حساب النفط في وقت يعاني الاقتصاد العالمي تراجعا غير مسبوق وحالة إغلاق لم تحدث حتى إبان الحربين العالميتين
دول النفط أيضا أسهمت كثيرا في تدني أسعار المنتج الوحيد الذي تعول عليه اقتصاداتها فميزانيات متهورة ومبذرة لا تعتمد إلا على الاقتراض بضمان النفط دفعت تلك الدول لإطلاق العنان للإنتاج مع تغافل واضح عن التسويق بينما كانت المزيد من أعمال التنقيب يجري تدشينها بالتوازي مع تطوير الآبار الحالية بينما كانت معدلات الطلب تبدو متراجعة ، ويبدو أن رهان تلك الدول على استعادة الأسواق عافيتها لم يكن صائبا، لا سيما أن حتى الدب الروسي الذي عاني من تدني أسعار النفط وتجادل كثيرا مع الخليج حولها لا يبدو قادرا على كبح جماح الإنتاج المضطر إليه ليعوض بمزيد من البراميل تراجع الإيرادات
فنيا يستمر النفط أعلى 23.6% فيبوناتشي لكنه حاليا ضمن منطقة طلب متكررة يجدها المشترين مناسبة للدخول كمشترين في الأسواق بينما تبدو فرص الصعود متاحة رغم ثبات التداولات أدني المتوسط المتحرك 100 يوم، لكن في النهاية لا نتوقع انهيارات حادة في الأسعار لذلك قد تكون المستويات الحالية مناسبة لصفقات الشراء السريعة مع أهداف حول الـ 40 دولارا للبرميل
لمتابعة المقالة الأصلية اضغط هنا