المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/10/2020
هل سيعجز موسم الأرباح عن إنقاذ سوق الأسهم هذه المرة؟
تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع Investing.com
انخفضت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأسهم الأمريكية، مع ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا في مختلف أنحاء القارة الأوروبية. وفي الوقت نفسه، تلاشت آمال التحفيز في الولايات المتحدة بشكل كامل تقريباً. وقد أدى ذلك إلى قيام بعض متداولي الخيارات بوضع رهانات كبيرة على أن أسواق الأسهم ستستمر في الانخفاض بعد الانتخابات.
وعلى المرء أن يتساءل، من أين ستأتي القصة التالية التي ستنعش أسواق الأسهم، وستعمل على الحفاظ على هذا الارتفاع، لأن الأرباح، قد لا تنقذ سوق الأسهم هذه المرة. في بعض الحالات، لم تساعد تقارير الأرباح القوية على رفع الأسهم. وربما، أنه بعد كل هذه الأشهر من الارتفاع، بدأت التقييمات في الاستحواذ على اهتمام المستثمرين أخيراً.
قد يكون الضعف الأخير والتغيير المفاجئ في النغمة، هي الأسباب التي أدت، بتاريخ 27 أكتوبر، إلى أن ارتفاع في مستويات الفائدة المفتوحة لمؤشر (ميني إس بي إكس)، عند سعر 300، بنحو 18,200 عقد تنتهي صلاحيتها في 19 فبراير. وكما هو معروف، يتداول مؤشر الميني عند مستوى يساوي 110 من قيمة مؤشر إس آند بي. وحتى تنجح هذه الخيارات في تحقيق الربح، يجب أن يتداول مؤشر (إس إن بي 500)، عند 3,000 نقطة، أو أقل، بحلول تاريخ انتهاء الصلاحية. وتشير البيانات إلى أنه تم شراء هذه الخيارات بمعدل سعر 8.80 دولار تقريباً، لكل عقد.
وفي غضون ذلك، كانت هناك بعض الرهانات الهبوطية على صندوق إنفيسكو الاستثماري المرتبط بمؤشر ناسداك، المعروف اختصارا بـ QQQ. فعلى هذه الجبهة، ارتفعت مستويات الفائدة المفتوحة لتاريخ صلاحية 20 نوفمبر، وسعر 265 دولار، بنحو 17 ألف عقد من خيارات البيع، يوم أمس الخميس.
الرسم البياني مقدم من Investing.com
ويبدو أن الاتجاه الهبوطي يقف وجهاً لوجه أمام تقارير فصلية قوية لبعض الشركات. فلقد كانت شوبفاي (NYSE:SHOP) واحدة من الشركات التي سجلت نتائج أفضل بكثير من المتوقع، وذلك عندما أعلنت عن نتائجها يوم أمس الخميس. ولكن رغم ذلك، لم تقدم الشركة أي توقعات إرشادية للربع الرابع، بسبب البيئة غير المؤكدة التي تحيط بأعمالها. وقد أدى ذلك إلى انخفاض السهم بنسبة 5٪ تقريباً في نفس اليوم. لقد قفز سهم شوبفاي قفزة هائلة في 2020، ووصل سعره إلى أكثر من الضعف. ولكن هذا أدى أيضاً إلى ارتفاع تقييمات للسهم، حيث يتم تداوله حالياً عند سعر يساوي 268 ضعف تقديرات أرباح عام 2022، وأكثر من 25 ضعف تقديرات مبيعات العام نفسه.
كما تراجعت أسهم AMD بشكل كبير، على الرغم من التقارير الفصلية التي جاءت أفضل من المتوقع، والتوقعات الإرشادية الأفضل من المتوقع.
استحوذت AMD (NASDAQ:AMD) على منافستها زيلينكس (NASDAQ:XLNX) في صفقة ستتم عن طريق الأسهم وليس النقد، وتبلغ قيمتها 35 بليون دولار، لتكون واحدة من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ لهذا العام. وبعد تأكيد الاستحواذ، تراجع سهم AMD بـ 4٪ خلال الأسبوع.
ولكن مرة أخرى، تجد AMD نفسها في وضع مشابه لـ شوبفاي، حيث يتم تداولها على سعر يساوي 32.5 ضعف تقديرات أرباح عام 2022 و6.6 أضعاف تقديرات مبيعات العام نفسه. وهذه الأرقام مرتفعة للغاية بالنسبة لسهم في قطاع أشباه الموصلات.
وحتى النتائج والإرشادات القوية اجتمعت في أمازون (NASDAQ:AMZN)، والتفوق على التوقعات ظهر في فيسبوك (NASDAQ:FB)، ولم تساعد هذه الأمور على رفع الأسهم في التداولات المتأخرة ليلة أمس الخميس. فأغلق كل من السهمين بدون تغيير كبير عندما حل وقت الإغلاق.
من الممكن بكل تأكيد، أن تعود التقييمات لكونها مهمة مرة أخرى. ثم قد يتعرض مؤشر (إس إن بي 500) للمزيد من الانخفاض قبل أن يصل إلى قاع، خاصة إذا جفت السيولة التي دفعت أسعار الأصول إلى الارتفاع في هذه الاتجاهات الصاعدة.
في الوقت الحالي، تُقدر خدمة (ريفينيتيف) للمعلومات المالية، إجمالي ربحية السهم EPS في عام 2021، للأسهم المدرجة في مؤشر (إس إن بي 500) عند 161.56 دولار. وهذا يعني أن المؤشر يتداول حالياً مع مضاعف أرباح/سعر PE يبلغ 20.6. تاريخياً، يُعتبر هذا مرتفعاً. ففي العادة، يميل هذا المضاعف إلى نطاق بين 16 و 17. وهذا يعني أن المؤشر قد يسقط إلى مناطق الـ 2,750 نقطة، قبل أن يتم تقييمه بشكل عادل من جديد.
من الممكن أن تكون ديناميكيات السوق قد بدأت في التحول. خاصة مع وجود درجة عالية من عدم التأكد، تحيط حالياً بالاقتصاد، في ظل استمرار انتشار الوباء وإغلاق أجزاء من أوروبا. ربما تكون صفقة التحفيز قد أصبحت معلقة الآن، وهو ما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين. وعلى الأغلب، فإنها ستٌعلق إلى ما بعد تسلم الفائز في الانتخابات سلطاته الرئاسية في يناير، وهذا يعني أننا أمام فترة صعبة في المستقبل القريب.