المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 9/11/2020
ستتاح للمستثمرين هذا الأسبوع فرصة لامتلاك أسهم واحدة من أنجح الشركات التي نجحت في خلق تغيير جذري في عصرنا. تسعى منصة تأجير المنازل أير بي إن بي (NASDAQ:ABNB) إلى جمع ما يصل إلى 2.6 بليون دولار من خلال بيع الأسهم في خضم الوباء الذي هز قطاع السياحة والسفر، واختبر قوة نموذج أعمال الشركة، حيث من المقرر أن تطرح الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، أسهمها يوم بعد غد الخميس 10 ديسمبر.
وعلى الرغم من التحديات التي يمثلها وباء كورونا، هناك أسباب قوية للاعتقاد بأن الاكتتاب العام للشركة سيكون نجاحاً كبيراً. فلقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال المتخصصة يوم أمس الاثنين أن أير بي أن بي تخطط لرفع النطاق السعري المقترح للاكتتاب العام الأولي ليصبح 56 - 60 دولار للسهم، بدلاً من النطاق السعري المحدد في البداية عند 44 - 50 دولار. وسيمنح النطاق الجديد الشركة تقييماً يقترب من 42 بليون دولار في حال تم تغطية الاكتتاب بالكامل (وهو أمر متوقع).
وسيحصل المستثمرون على حصة في منصة تأجير المنازل عبر الإنترنت، في وقت تسبب فيه وباء كورونا في خسائر فادحة في قطاعات السياحة والسفر والضيافة. وبناءً على البيانات التي تم تقديمها للبورصة، تراجع إجمالي قيمة الحجوزات، أو ما يُسمى اختصارا GBV، للأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر إلى 18 بليون دولار، بانخفاض يقترب من 40٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
لكن هذا الرقم لا يوضح مدى سرعة عودة الشركة للوقوف على قدميها من خلال الاستفادة من التغيير في تفضيلات السفر. فبعد بقائه مرناً عندما جفت السيولة في الربيع الماضي، قام الرئيس التنفيذي بريان تشيسكي بتغيير استراتيجية المنصة بسرعة والتركيز على الإقامات المحلية، وسط تجنب المسافرين القيام بالرحلات الجوية خلال الموجة الأولى من الوباء.
حقوق الرسم البياني لـ أير بي إن بي
سقطت الحجوزات في أبريل بنسبة 72٪ مقارنة بالعام السابق. وكان هذا هو الوقت الذي خفضت فيه الشركة نفقات التسويق وعدد الموظفين بدوام كامل بنحو 25٪. ولكن بحلول شهر يونيو، أعادت الشركة تصميم موقعها على الأنترنت وكذلك تطبيقها على الهواتف الذكية. وأصبحت خوارزميتها تقدم للمسافرين المحتملين كل شيء من الكبائن إلى منازل الشاطئ الفخمة بالقرب من المكان الذي يعيشون فيه، وذلك وفقاً لما قال تشيسكي في مقابلته مع صحيفة وول ستريت جورنال. ونتيجة لذلك، انخفضت الحجوزات بحلول شهر يونيو بنسبة 21٪ فقط على أساس سنوي.
تحول ملحوظ
عززت الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين قاموا بقضاء إجازات قريبة من المنزل من أرباح الشركة في الربع الثالث، مما جعله الربع الأكثر ربحاً على الإطلاق على أساس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء EBITDA. في الربع المذكور، أعلنت الشركة عن دخل قدره 501 مليون دولار، في تغيير صاعق من خسارة الـ 400 مليون دولار في الربع الذي سبقه. في فترة ما قبل الوباء كان السفر المحلي يشكل 52٪ فقط من أعمال أير بي إن بي، أما الآن، فإنه يشكل ما يقرب من 80٪.
ومع استمرار هذا التحول الملحوظ، فإن الأسئلة الرئيسية للمستثمرين على المدى الطويل هي: إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟ وهل يجب علينا شراء أسهم أير بي إن بي بسعر مرتفع للغاية بمجرد أن يبدأ التداول هذا الأسبوع؟
على المدى القصير، ستكون الرحلة صعبة، مع استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس على مستوى العالم، مما سيؤدي إلى المزيد من عمليات الإغلاق.
ولقد ذكرت الشركة ذك في ملف الاكتتاب العام: "نشهد انخفاضاً في الحجوزات في المناطق الأكثر تضرراً".
"ونتيجة لذلك، فإننا نتوقع انخفاضاً أكبر على أساس سنوي في عدد الليالي والحجوزات والقيم الإجمالية للحجوزات في الربع الرابع من عام 2020 مقارنة بالربع الثالث من العام، وزيادة أكبر على أساس سنوي في عمليات الإلغاء والتعديلات للربع الرابع، مقارنة بالربع الثالث من عام 2020"
ولكن على الرغم من هذه التحديات، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن قطاع السفر سينتعش بقوة في النصف الأول من العام المقبل مع انتشار اللقاحات، مما سيساعد على إعادة فتح الاقتصاد وإطلاق الطلب المكبوت على السفر.
الخلاصة
إن سهم أير بي إن بي هو سهم قوي بين أسهم قطاع السفر، وهو جيد لأي محفظة طويلة الأجل، لأن الشركة لديها فريق إداري رائع ونموذج أعمال مرن للغاية. إن انتعاش الشركة في هذا الوقت الأصعب يثبت أن أير بي إن بي قد وجدت لتبقى. ولكن يجب على المستثمرين البحث عن نقطة دخول أفضل، ومن ثم شراء هذا السهم للاحتفاظ به على المدى الطويل، بعد الاكتتاب العام المقرر هذا الأسبوع.