جرس الافتتاح: العقود الآجلة والأسهم العالمية تنتعش على الرغم من المخاوف السياسية
تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 12/01/2021
● بيتكوين ترتد إلى مستويات الـ 36 ألف دولار بعد السقوط المدوي يوم أمس الاثنين
● سقوط أيضاً لسهم تويتر بأكثر من 6٪ بعد حظر الرئيس ترامب
● سهم موقع فيسبوك الذي حظر الرئيس أيضاً يسقط بـ 4٪
الأحداث الرئيسية
بشكل طفيف، تقدمت مؤشرات العقود الآجلة الأمريكية داو جونز و إس إن بي 500 و نازداك وراسل 2000، في تداولات صباح يوم الثلاثاء، بينما تعافت الأسهم العالمية من عمليات البيع التي تعرضت لها في الجلسة السابقة حيث تفوقت إيجابية التوقعات في الحصول على دعم مالي أمريكي إضافي، على سلبية التصويت المقرر يوم الأربعاء لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى حالة الترقب لنتائج التقارير الفصلية الأمريكية القادم.
وفي ذات الوقت، ارتفعت عوائد سندات الـ 10 سنوات التي تصدرها الحكومة الأمريكية، لأعلى مستوى لها هذا العام، عند 1.16٪، بينما بدأ الذهب بالتعافي.
الشؤون المالية العالمية
كما ذكرنا، ارتفعت جميع مؤشرات العقود الأمريكية الرئيسية الأربعة بشكل طفيف، مع وجود مؤشر راسل 2000 في المقدمة، بعد أن تفوق المؤشر يوم الإثنين أيضاً على بقية المؤشرات، وتراجع بشكل هامشي بلغ 0.1٪ فقط، بينما كان المضاربون على ارتفاع أسهم التكنولوجيا يتدافعون للخروج من هذه الأسهم خلال جلسة وول ستريت.
أما في أوروبا، فلقد ارتفع تراجع مؤشر يوروستوكس 600 الذي يضم أسهم 600 شركة كبيرة وصغيرة ومتوسطة من 17 دولة من دول القارة، مدفوعاً بأسهم النفط والغاز والسفر والترفيه. وبالطبع، فإن هذه هي القطاعات الأكثر تضرراً من عمليات الإغلاق الوبائية، وبالتالي يُتوقع أن تكون الأكثر مكاسباً في حال العودة إلى الاقتصاد الطبيعي. ويُظهر هذا الانتعاش أن المستثمرين يضعون كل بيضهم في سلة لقاحات الكورونا، متجاهلين المعدلات المتزايدة للإصابة بالفايروس، والتي لا تزال تخنق التعافي.
واستفادت أسهم عمالقة النفط في القارة من ذلك، فارتفعت أسهم كل من رويال داتش (LON:RDSa) شل، وبريتيش بيتروليوم، وتوتال، بعد تعرضها لعمليات بيع يوم أمس الإثنين. وبدأ التعافي من قبل الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، التي كانت قد فرضت في وقت سابق، الإغلاق الصارم في المناطق المحيطة ببكين، بعد تفشي الوباء في مدينة لانغفانغ، في مقاطعة هايباي. كما تحققت مكاسب اليوم أيضاً على خلفية التوقعات بتراجع المخزون الأمريكي من خلال التقرير الأسبوعي لمعهد البترول، والمقرر صدوره في وقت لاحق اليوم.
ويبدو أن الرواية الأساسية الداعمة للمخاطرة في القارة الأوروبية هذا الصباح هي أنه بالأمس، جنى المتداولون أرباحهم التي حققوها بعد أن مهدت انتخابات جورجيا الطريق نحو تريليونات من أموال التحفيز المالي الإضافية، وهو الدافع وراء ارتفاع أسعار الأسهم الأسبوع الماضي. ومع ذلك، قد يتعرض مؤشر (ستوكس 600) لمزيد من الضغط، بناءً على عوامل التحليل الفني.
مؤشر (ستوكس 600) – رسم بياني يومي
وربما يكون المؤشر الأوروبي قد أكمل نمط نجمة المساء Evening Star، وهو نمط انعكاسي يتكون من 3 من الشموع اليابانية، مدعوماً بتحقيق قمة على مؤشر نسبة التغيير RoC بعد ظهور نمط التباين السلبي Negative Divergence. ولكن الثيران كانوا قد قاتلوا بشجاعة، من خلال الإغلاق بعيداً عن أدنى مستويات الجلسة (قمة الشمعة الأولى للنموذج، يوم الخميس)، وعبر استئناف محاولتهم للتقدم اليوم، في دفاع واضح عن خط الاتجاه الصعودي. ستكون أعلى مستويات يوم الجمعة بمثابة اختبار لما إذا كان الهجوم المضاد للثيران سينتصر، أم أن الحال هو أن الدببة تنتظر الوقت المناسب للانقضاض على فرائسها، قبل المحاولة الثانية لدفع السعر إلى ما دون خط الاتجاه الصعودي المرسوم من قاع 21 ديسمبر.
وفي آسيا، تباين أداء الأسهم في جلسة اليوم الثلاثاء، مع تفوق مؤشر شنغهاي الصيني المركب (+2.2٪) واحتلاله مركز الصدارة بين المؤشرات الإقليمية الرئيسية. كما ارتفع مؤشر (سي إس أي 300) للشركات الممتازة إلى أعلى مستوى له في 13 عاماً ، متجهًا ببطء نحو قمته التاريخية التي كان قد سجلها في أكتوبر من عام 2007. ويتمتع هذا المؤشر حالياً ببداية عام هي من بين أفضل البدايات في تاريخه، الآن بعد أن أصبح خصمه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خارج الصورة تقريباً.
وفي هونغ كونغ، قفز مؤشر هانغ سينغ بنسبة 1.3٪، ليقترب من أعلى مستوى له خلال عام، مدعوماً بالتدفقات الرأسمالية المستمرة من البر الصيني الرئيسي.
وكانت الأسهم الأمريكية قد انخفضت يوم الاثنين للمرة الأولى في خمسة أيام. ويبدو أن المستثمرين يعانون من صحوة نادرة في الوعي، مع اقتراب الأسهم من أغلى أسعارها في التاريخ، قبل بدء موسم الأرباح الجديد، حيث سيعلن عمالقة القطاع المصرفي ستي (NYSE:C) وجاي بي مورغن (NYSE:JPM) وويلز فارغو (NYSE:WFC) عن نتائجهم المالية يوم الجمعة. وعلى الأرجح، فلقد كانت عمليات البيع بمثابة تصحيح صحي لجني الأرباح في أعقاب الأداء القوي الذي شهده الأسبوع الماضي. ورغم ذلك، يمكن للمستثمرين العثور على قيمة أكبر في هذه المرحلة في مكان واضح: قطاع التكنولوجيا.
كما أثرت أسهم العقارات والأسهم الاستهلاكية على أداء مؤشر (إس إن بي 500)، في حين عوضت شركات الطاقة خسائر أكبر. ودعمت أسهم شركة إيلي ليلي (NYSE:LLY) قطاع الرعاية الصحية، بمكاسب بنسبة مثيرة بلغت 12٪، بعد أن قالت شركة تصنيع الأدوية إن عقاراً تجريبياً تقوم بتطويره قد أظهر علامات على أنه يبطئ من تراجع الحالة المرضية للأشخاص الذين يعانون من الأعراض المبكرة لمرض الزهايمر.
وكان سهم تويتر (NYSE:TWTR) قد سقط بنسبة 6.4٪ بعد قرار عملاق وسائل التواصل الاجتماعي حظر حساب الرئيس دونالد ترامب، أحد أكثر المستخدمين شهرة ومتابعة على المنصة. وتحرم هذه الخطوة الشركة من أحد أفضل أسباب حركة المرور لديها، فضلاً عن المخاطرة بالجدل وفرض قوانين تنظيمية جديدة عليها في ظل سياستها لإسكات الأصوات التي لا تتفق معها سياسياً، وحرمانها من منصتها. وبالمثل، انخفض سهم فيسبوك (NASDAQ:FB) بـ 4٪ بعد حظر الرئيس الأمريكي أيضاً.
ودون الدخول في السياسة، قد يكون هذا القرار المثير للجدل، والذي أغضب المحافظين، هو التجاوز المطلوب حتى تتم مناقشة سطوة عمالقة التكنولوجيا، ووضع أنظمة أكثر صرامة تمنع منصات وسائل التواصل الاجتماعي من التدخل في الحياة السياسية بهذه الطريقة.
سهم تويتر – رسم بياني يومي
وفيما يتعلق بالاستثمار، فإن تراجع تويتر، على الرغم من تفاقمه بسبب السياسة، يقع ضمن المسار الطبيعي للحركة التصحيحية ضمن اتجاه صعودي، بينما يبدو أن سهم فيسبوك، الذي يعاني بالفعل من مشاكل مكافحة الاحتكار، قد وصل إلى قمته وبدأ بالهبوط.
كما ارتفعت عوائد السندات، بما في ذلك سندات الـ 10 سنوات المعيارية، لليوم السادس على التوالي، مما يدل على ارتياح المستثمرين لاتجاه الأسهم.
سندات الخزينة لـ 10 سنوات – رسم بياني يومي
وهذه هي أطول فترة لعمليات البيع المستمرة في سندات الخزينة، منذ أن تقدم العائد (وتراجعت السندات) لسبعة أيام متتالية انتهت في 22 أكتوبر. وخلال جلسة اليوم، تجاوز العائد حاجز الـ 1.15٪، وهو العائد الأعلى منذ منتصف مارس.
ورغم ذلك، توقف تقدم مؤشر الدولار الذي دام لـ 5 أيام، وتحولت العملة الأمريكية إلى الانخفاض، على الرغم من دعم عوائد السندات.
مؤشر الدولار – رسم بياني يومي
من الناحية الفنية، بقي الدولار يتداول ضمن اتجاه هبوطي منذ القمة التي سجلها في شهر مارس.
أما الذهب، فلقد عاد إلى إظهار علامات الحياة اليوم، حيث ارتد على الرغم من ارتفاع الرغبة في المخاطرة. وانتعش المعدن الثمين يوم أمس الاثنين بعد تعرضه لعمليات بيع كثيفة يوم الجمعة. وأستطاع لذهب التعافي يوم أمس حتى مع استمرار قوة الدولار.
وأخيراً، وحتى بعد الكثير من الحديث عن أن بيتكوين تسحب رأس المال بعيداً عن الذهب، تقدم المعدن اللامع. وكان الذهب قد ارتفع يوم أمس مع ضعف بيتكوين، لكنه مستمر في الارتفاع اليوم، حتى مع تعافي العملة الرقمية.
الذهب – رسم بياني يومي
من المنظور الفني، يبني الذهب المكاسب معتمداً على نمط المطرقة Hammer الذي ظهر يوم أمس، حيث بدأ بالارتفاع من جديد لما فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، وهو الذي كان قد قدم الدعم منذ مايو 2019، حيث من المحتمل أن يتداول الذهب على طول نمط الرأس والكتفين Head & Shoulders المعقد.
تأرجحت بيتكوين دون مستوى الـ 36,000 دولار، فوق إغلاق يوم أمس بقليل. وكان الأصل الرقمي قد عانى بألم شديد يوم أمس، حيث سقط بنسبة 16.7٪ خلال الجلسة، لكنه تمكن من تقليص الخسائر إلى أقل من نصف ذلك بحلول وقت الأغلاق، لينتهي الأمر بخسارة 7.2٪. وعلى الصعيد الفني، توقف الهبوط عند الحد الأدنى لتصحيح فيبوناتشي، وخط الاتجاه الصعودي للسعر.
أما النفط، فلقد ارتفع فوق مستوى الـ 53 دولار للمرة الأولى منذ 21 فبراير، وتداول قرب أعلى سعر في الجلسة في بادرة جيدة، قبل صدور التقرير الرسمي للمخزون يوم غد الأربعاء، والذي من المتوقع أن يظهر تراجعاً.
النفط – رسم بياني يومي
وجد السعر المقاومة عند المتوسط المتحرك لـ 200 أسبوع، وهو الذي كان يشكل دعماً قوياً ظهرت قوته الحقيقية بين مايو 2019 ويناير 2020، قبل أن يتحول إلى مقاومة في فبراير. كما أن السعر الآن قد أصبح قريباً من خط الاتجاه الهبوطي المرسوم من أعلى مستوى في أكتوبر 2018.