في صراعها المستمر منذ سنوات الأزمة المالية العالمية 2008, تحاول البنوك المركزية الكبرى في العالم أن تقوم بما يلزم بل أكثر من ذلك لأنها حقيقةً قامت بما يتطلب منها وأكثر وباتت الكرة الآن في ملعب السياسيين والحكومات وهي التي بإمكانها قانونياً أن تفعّل السياسات النقدية وتحول النقد الرخيص المتاح الى استثمار حقيقي يفيد الناس العاديين وليس فقط أسواق الأسهم العالمية التي تضخمت.
البنك المركزي الأوروبي أبقى قبل قليل على أسعار الفائدة عند 0% دون تغيير بينما يصارع التضخم في منطقة اليورو تحت الصفر حالياً (انكماش). من غير المتوقع أن تتغير السياسة النقدية حالياً ولكن اليورو ارتفع أكثر من 8% العام الفائت مقابل الدولار $ ليصل حالياً الى 1.2145$ علماً أنه وصل إلى 1.2345$ مع بداية العام الجاري’ وحالياً اليورو متراجع -0.60% منذ بداية 2021. ماذا سيفعل البنك المركزي الأوروبي؟ ببساطة لن يفعل شيء وهو بالتأكيد سيعتمد على عاملين مهمين:
أولاً، تأكيد الالتزام بدعم الاقتصاد (تم تسعيره)
ثانياً، مدى الثقة بعملة اليورو لاحقاً والتي ستزيد من مكاسبه تدريجياً.
المشكلة أن المركزي الأوربي يزعجه ارتفاع اليورو السريع ورأينا تدخلاً شفهياً عدة مرات العام الفائت خاصةً أن برنامج شراء الأصول مستمر وبرنامج الدعم الطارئ للكورونا مستمر كذلك وهذا يلزمه نقد رخيص. العوائد على السندات الأوروبية في الدول الرئيسية ما تزال في السالب، ومع بقاء التضخم متراجعاً في الانكماش هذا يعني أن العوائد الحقيقية سالبة وغير مغرية حالياً للمستثمرين (سندات مقومة باليورو) ولكن باعتقادنا أن التضخم سيرتفع أسرع من العوائد وهذا قد يفيد اليورو لاحقاً.
أظهر الأوربيون قدرة أفضل من بريطانيا وحتى أمريكا في ادارة أزمة الفيروس، كما أن أسعار الأصول الأوربية لم تتضخم بنفس الطريقة الأمريكية وهذا يدفعنا للاعتقاد أنها ستكون هدفاً في العام 2021 وتدريجياً ترفع الطلب على اليورو. لا نعتقد بمكاسب قوية لليورو أو ارتفاع سريع ولكن نتوقع مزيداً من ضعف التقلبات ما بين 1.2075$ وصولاً الى 1.1240$ مرةً ثانية.
نصيحة: أفضّل شراء بعض الأصول الأوروبية (أسهم في قطاعات محددة وETF)
تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحليلات اليومية والفرص الاستثمارية
Twitter : @mazenas1
Twitter : @Swissquote_ar