تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الإنجليزية بتاريخ 2021/01/28
مع عقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي أول اجتماع للسياسة النقدية لهذا العام، سيكون من السهل عزو ارتفاع الدولار الأمريكي اليوم إلى كلمات بيان البنك المركزي، أو تصريحات رئيسه في المؤتمر الصحفي.
ومع ذلك، لا يوجد شيء في جلسة الأسئلة والأجوبة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، يبرر ارتفاع الدولار وخسائر الأسهم التي تبعت الاجتماع. في العادة، يكون ارتفاع مثل الذي شهدناه اليوم في الدولار مدفوعاً بتعليقات قوية.
وبدلاً من ذلك، كانت التغييرات في بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC أكثر تشاؤماً بعض الشيء. فلقد أقر البنك المركزي بالاعتدال في النشاط الاقتصادي والتوظيف في المناطق التي تضررت بشدة من الوباء، وتوقع تضخماً متواضعاً هذا العام. تفسر هذه النظرة الحذرة سبب اعتقاد باول أنه "من السابق لأوانه التركيز على توقيت تخفيف برامج التحفيز النقدي". وأشاف بأول إن البنك ما زال بعيداً عن تحقيق أهداف التضخم والتوظيف، لذلك، عندما يحين وقت التخفيف التدريجي، فإنهم سيعلموننا مسبقاً وبشكل واضح. من خلال تجنب أي إطار زمني محدد، كان من المفترض أن تدفع تعليقات الرئيس بأول الدولار إلى الانخفاض، وليس الارتفاع.
فلماذا انتفض الدولار؟ الجواب هو: بسبب الأسهم!
لقد سقط مؤشر داو جونز بأكثر من 2٪، ووصل إلى أدنى مستوى له في 3 أشهر وسط مخاوف من أن يجد المضاربين الهيئات التنظيمية في طريقهم. لقد كان يوم أمس هو "يوم الفيد" ولكن لا أحد يستطيع التوقف عن الحديث عن سهم غيمستوب (NYSE:GME) والضغوط التي تعرضت لها عمليات البيع على المكشوف، عندما شن جيش من المضاربين القادمين من أحد منتديات موقع ريديت المسمى (وول ستريت بتس) حرباً على صناديق وول ستريت الاستثمارية التي كانت قد باعت السهم، وقاموا برفع سعره بشكل خيالي، مما الحق خسائر فادحة بهذه الصناديق الاستثمارية. ويشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن هذه الخسائر الفادحة التي تكبدتها الصناديق الاستثمارية قد تؤدي إلى تصفية استثمارات أخرى.
في الواقع، يعد تفكيك الرهانات الخطرة أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الدولار الأمريكي اليوم. وفي أحد أهم التقارير الاقتصادية لهذا الأسبوع، تترقب الأسواق تقرير الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع والمقرر صدوره اليوم الخميس، عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. وإذا لم تصل بيانات هذا التقرير إلى مستوى التوقعات، فقد يتسارع الانزلاق بسرعة.
في مثل هذه الأوقات، من المهم أن نتذكر أن حركات السعر الهابطة تكون دائماً أسرع وأكثر عدوانية من الحرمات الصاعدة. ومع انخفاض مبيعات التجزئة في كل شهر من أشهر الربع الرابع الذي يمثله التقرير الذي سيصدر اليوم، فإن الخطر يتمثل في الجانب السلبي. قد يكون الدولار/ين أكثر عرضة للتصحيح، ولكن ارتفاع الدولار الأمريكي سيكون أكثر تأثيراً مقابل العملات ذات المخاطرة المرتفعة. ولذلك، سيكون اليورو والدولار الاسترالي وجاره النيوزيلندي هم الأكثر تعرضاً لخطر الانخفاض أمام سطوة الدولار.
فشلت بيانات التضخم الأسترالية التي جاءت أقوى من المتوقع والأرباح الصناعية الصينية في مساعدة الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، فكانا الأسوأ أداء اليوم. ولأن الأساسيات في كلا البلدين قوية وحالات الإصابة بالفايروس منخفضة، تمتعت هذه العملات بمكاسب قوية في عام 2020، ولكن ذلك يعني أيضاً أنها الأكثر عرضة للتصحيح.
ومن المقرر صدور بيانات التضخم الألمانية اليوم. على الرغم من أنه من المتوقع أن تزداد ضغوط الأسعار، إلا أن التضخم منخفض جداً بحيث يتم تجاهل أي ارتفاع. كان زوج اليورو/دولار قد انخفض إلى 1.21 قبل انتهاء اجتماع الفيدرالي، ولكن بين شهية السوق للدولار الأمريكي، والتعبير عن بعض المخاوف بشأن ارتفاع العملة الموحدة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، قد تكون المحطة التالية للزوج هي علامة الـ 1.20.