المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 01/03/2021
مؤشر Fed Watch: تأكيدات باول بشأن الأموال السهلة غير مقنعة بالنسبة للمستثمرين
سيتعين على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، القيام بعمل أفضل مما فعله خلال شهادة الكونجرس الأسبوع الماضي، لإقناع المستثمرين بأنه يعني ما يقوله عندما يعد بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة.
أوقفت وول ستريت بيع سنداتها مؤقتًا لما يزيد قليلاً عن دقيقة في نيويورك بعد ظهور باول أمام لجنتي مجلس النواب ومجلس الشيوخ لفترة وجيزة لتهدئة المخاوف بشأن ارتفاع عائدات السندات، مما يشير إلى زيادة التضخم الذي من شأنه أن يستدعي استجابة بنك الاحتياطي الفيدرالي.
أكد باول للمشرعين أن الاقتصاد بعيدًا عن تحقيق أهداف بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأشار ضمنيًا إلى أن البنك المركزي سيترك أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لفترة طويلة. وقال إن الأسعار في القطاعات التي تضررت بشدة لا تزال "ضعيفة بشكل خاص".
تعافت الأسهم يوم الأربعاء بعد اليوم الثاني من شهادة باول، لكنها اتجهت نحو الانخفاض مرة أخرى يوم الخميس مع إعادة تأكيد الشكوك.
ما بدا للجميع وكأنه تطورات إيجابية قبل أسبوعين – متمثلاً في المزيد من اللقاحات، والمزيد من التحفيز المالي، وازدهار الاقتصاد في المستقبل - قد اتخذ جانبًا سلبيًا بالتأكيد حيث كان المستثمرون قلقين بشأن المزيد من الإنفاق الحكومي، والديون الأعلى بتكلفة أعلى، والتضخم الأسرع الذي تفاقم بسبب نقص العرض.
وقال باول، الذي لم يثبت ذكاءه في تعديل السياسة مع الواقع، للمشرعين إن:
"الاقتصاد بعيد جدًا عن أهداف التوظيف والتضخم، ومن المرجح أن يستغرق بعض الوقت لتحقيق مزيد من التقدم الكبير."
بعد سنوات من التضخم عند مستوى أقل بكثير من هدفه البالغ 2٪، يركز صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي على الجزء الآخر من مهمتهم المزدوجة – ألا وهي الوصول إلى الحد الأقصى من فرص العمل.
مع ذلك، يركز مستثمرو السندات على الهدف الأساسي للاحتياطي الفيدرالي المتمثل في الحفاظ على استقرار الأسعار، حيث ارتفعت العائدات على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات فوق 1.5٪ وسط بيع السندات الحكومية وضعف المزادات على الديون الجديدة.
سلطت محافظة البنك الاحتياطي الفيدرالي، لايل برينارد، الضوء على التوظيف، قائلاً إن معدل البطالة الفعلي أقرب إلى 10٪ من العنوان الرئيسي المتمثل في 6.3٪ لأن 4 ملايين شخص تركوا القوى العاملة أثناء الوباء والبعض الآخر تم تصنيفهم بشكل خاطئ لأنهم يعملون بدوام جزئي أثناء البحث عن وظائف بدوام كامل.
وقالت في محاضرة لها عبر الإنترنت لفصل الاقتصاد بجامعة هارفارد: "تتضمن التغييرات في مشاركة القوى العاملة معلومات مهمة حول قوة سوق العمل التي لم يتم تسجيلها في معدل البطالة".
في حين أنهم ليسو متفائلين تمامًا مثل باول بشأن التضخم، فقد قلل صناع السياسة الفيدراليون الآخرون من مخاوف المستثمرين.
وقال جيمس بولارد، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، في تصريحات له في ندوة بجامعة ولاية جورجيا: "مع تحسن آفاق النمو وارتفاع توقعات التضخم، فإن الارتفاع المتوافق في عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يعد مناسبًا".
أدلى بولارد بتصريحاته يوم الخميس وكان يتطلع إلى عائد بنسبة 1.3٪ في السندات لأجل عشر سنوات، لكن المستثمرين كانوا يفرغون سندات الخزانة مما أدى إلى ارتفاع العائد بمقدار 20 نقطة أساس بحلول يوم الجمعة.
وأضاف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أن صانعي السياسة سعداء برؤية ارتفاع توقعات التضخم لأن هدفهم كان رفع التضخم إلى هدفهم البالغ 2٪ وحتى أعلى منه لبعض الوقت للتعويض عن الفترة الطويلة من الزيادات الضعيفة في الأسعار.
تبنت إستير جورج، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، وجهة نظر أكثر دقة عن التضخم. وفي كلمة ألقتها في قمة فارم جورنال، قالت إن صانعي السياسة لا يمكنهم النظر إلى معدل التضخم الرئيسي فقط.
كما قالت: "بينما تنخفض بعض الأسعار، تسجل قطاعات أخرى، لا سيما السلع المعمرة، أسرع زيادات في الأسعار منذ عقود".
"في الواقع، من خلال بعض المقاييس، لم يكن تشتت التضخم عبر القطاعات أكبر من أي وقت مضى، وهو مؤشر آخر على الاقتصاد الحالي غير المتكافئ."
وتوقعت أن التضخم الإجمالي يمكن أن "يرتفع بسرعة" بمجرد حصول المزيد من الأفراد على اللقاح وعودة الطلب على بعض القطاعات المحرومة. قالت جورج إن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة تحتاج إلى مراقبة إشارات الأسعار عن كثب في مختلف القطاعات وقد تضطر إلى إعادة النظر في "إعدادات السياسة" بمجرد أن تصبح الصورة أكثر وضوحًا.
لكنها، أيضًا، تعتبر الزيادة في عوائد السندات بمثابة استجابة معقولة للتفاؤل المتزايد بشأن الانتعاش.
كما أضافت، "إذا كان هذا هو السبب الحقيقي وراء زيادة العائدات، فمن غير المرجح أن ترتفع إلى درجة القضاء على التفاؤل الذي أدى إلى زيادتها في المقام الأول، وتظل مقاييس العوائد الحقيقية سلبية للغاية ولا تعدو أن تكون مجرد منخفضة طوال الوقت".
ومن المقرر أن يشارك باول في قمة وظائف وول ستريت جورنال يوم الخميس. وسيكون المستثمرون فضوليين فيما إذا كان سيغير نغمته أم يستمر في عزف نفس اللحن.