انخفض النفط إلى أدنى مستوى له منذ أوائل فبراير حيث خيمت سلسلة من إجراءات الإغلاق المتجددة في أوروبا المخاوف بشأن انتعاش الطلب على الوقود على احتمالات التعافي السريع في الاستهلاك.
تراجعت أسعار النفط الخام ونفط برنت ما يقارب 7٪ يوم أمس الثلاثاء، وانخفاض النفط الخام إلى ما دون مستوى 57.50 دولاراً للبرميل كأقل مستوى في 6 أسابيع.
بهذا تكون تراجع أسعار النفط على أساس أسبوعي لكلاً من خام وبرنت قد تجاوز 11%، وكما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت يوم أمس الثلاثاء لتكون المرة الثانية في أربع جلسات التي تنخفض فيها بشكل حاد.
حيث من المقرر أن يتعرض تعافي الطلب في أوروبا لضربة أخرى بعد أن وسعت كل من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بلجيكا إجراءات الإغلاق هذا الشهر.
في الوقت نفسه، ترتفع حالات الإصابة بفيروس كورونا في المنطقة الأسيوية حيث ارتفعت بشكل كبير في الهند وتهدد تعافي الاقتصاد من الركود.
أما على الصعيد الفني، يواجه النفط الخام ضغوط تراجعية على المدى القصير مع استمرار تداولاته دون متوسط متحرك 50 يوم، وبينما إذا ما عاد ليستقر أعلى مستوي 59 دولار للبرميل على أساس يومي قد يعود ليشهد مكاسب.
لكن ما دون هذا المستوى قد يواجه ضغوط ليستهدف مستوى الدعم الهام عن 55 دولار للبرميل، وهو المستوى الذي تحتاج أسعار النفط الخام الحفاظ على التداولات الأسبوعية أعلاه حتى تعود للانتعاش من جديد نحو أعلى مستوياتها بالشهر الماضي.
ضغوط منحنى العائد!
قد أظهر منحنى العقود الآجلة للنفط تراجع حاد ليشير إلى ضعف على المدى القريب حيث يستقر نفط خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت تحت المتوسطات المتحركة لـ 50 يوماً مما قد يضيف المزيد من ضغوط البيع على الأسعار.
يتم تداول أقرب عقد آجل لخام برنت بسعر مخفض للشهر التالي للمرة الأولى منذ يناير، وهو نمط يُعرف باسم "contango" الذي يشير إلى زيادة العرض، وأيضاً ما يسمى بالانتشار الفوري لخام غرب تكساس الوسيط كان في حالة استمرار.
تنامي مخاوف تراجع الطلب في أوروبا وآسيا!
يبدو أن تعافي الطلب على النفط في أوروبا سيتلقى ضربة جديدة، وهي المنطقة التي تمثل حوالي 15٪ من الاستهلاك العالمي.
يأتي هذا في الوقت الذي تكافح فيه القارة الأوروبية للتعامل مع موجة أخرى من حالات الإصابة بفيروس كورونا التي قد تحد من خطط السفر الصيفية.
حيث تراجعت أسهم جميع أكبر شركات الطيران في أوروبا والمملكة المتحدة هذا الأسبوع بسبب مخاوف بشأن تدهور آفاق الحجوزات، وذلك بعد ان وسعت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إجراءات الإغلاق هذا الشهر.
إن تعافي الطلب الأوروبي على النفط كان متوقعاً على نطاق واسع، ولكن ظهور موجة ثالثة من الإصابات أرجأ ذلك.
إن تأثير القيود الأخيرة سيكون سلبياً بالنسبة لسوق البنزين والديزل مقابل التوقع، ولكن ليس بالضرورة خفض الطلب عن المستويات الحالية.
بينما وصل الطلب على النفط والوقود في جنوب شرق آسيا إلى الهضبة بوقت سابق هذا الشهر بعد التعافي الأولي من الركود الناجم عن جائحة كورونا، ولكن يبدو انه من غير المرجح أن يعود إلى مستويات ما قبل الفيروس حتى نهاية العام أو بعد ذلك.
حيث إن الانتشار البطيء للتطعيمات وانتعاش حالات الإصابة في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 700 مليون شخص تقريباً يؤخران الجدول الزمني للعودة إلى العمل كالمعتاد.
كما لا تزال هناك قيود على الحركة في أجزاء من إندونيسيا وماليزيا، وبينما لا تزال المناطق السياحية في تايلاند مغلقة.
أيضاً لم يحقق مركز الطيران في سنغافورة نجاحاً كبيراً في بدء فقاعات سفر مع دول أخرى، وبعد تعافى الطلب الإندونيسي والماليزي على البنزين بشكل كبير منذ أبريل من العام الماضي إلا ان عمليات الإغلاق المتجددة أدت إلى تباطؤ الزخم.
على صعيد آخر، تترقب الأسواق بوقت لاحق اليوم الأربعاء مخزونات النفط الخام الأمريكية حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع بمقدار 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وإذا ما أكدتها إدارة معلومات الطاقة اليوم فستكون الزيادة الأسبوعية الخامسة.