المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 5 يونيو 2021
يصعب تجنب السوق في ظل الارتفاع الهائل الذي تشهده أسهم الميم، والمستمرة في إثراء ملايين من المستثمرين الأفراد. والمثال الأخير على حالة الجنون الحالية هو سهم AMC Entertainment Holdings Inc (NYSE:AMC).
شركة AMC: تمتلك دور سينما، وتسجل خسائر في ظل تفشي وباء كورونا، وكانت على حافة الإفلاس قبل عدة شهور. ولكن من بداية العام لليوم ارتفع السهم بـ 3,000%، بسعر إغلاق يوم الأربعاء، عندما تضاعف سعر السهم بجلسة تداول واحدة، ووصلت القيمة السوقية لـ 30 مليار دولار، لتصبح AMC أعلى قيمة من نصف شركات إس آند بي 500.
ومجددًا يقف المستثمرون الأفراد خلف هذا الرالي، عبر الدعم على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي مثل منتدى وول ستريت بيتس على ريديت، وغرف المحادثات على ديسكورد، ويتنبأ هؤلاء بمزيد من الأرباح المنتظرة.
بدأ متداولو التجزئة شراء أسهم الميم ببداية يناير الماضي. في تلك الأثناء راكم المستثمرون الأفراد الخبراء أسهم الشركات التي تتخذ صناديق التحوط مراكز بيع على المكشوف عليها. ومع فيضان من السيولة النقدية في الأسواق، ومعدلات فائدة تاريخية الانخفاض، لعبت الأموال المدخرة دورًا كبيرًا خلال فترة الوباء في تحفيز هذا الاتجاه.
وتزيد شعبية تداولات المضاربة، لذا على المستثمرين فهم حقيقة الاستثمار في أسهم الميم. تحمل هذه الأسهم مخاطرة عالية، فلا يوجد وسط ولا يوجد منقذ، إما أن تربح كل شيء، أو لا شيء.
تراجع سهم AMC بحوالي 7% خلال جلسة تداول يوم الجمعة، وخسر خلال الجلسة قرابة 30% من سعر يوم الخميس بعد إعلان الشركة عن بيع 11 مليون سهم، للاستفادة من اهتمام متداولي التجزئة، ولتدعيم وضعها المالي. وفي إعلان بيع الأسهم حذرت الشركة المستثمرين، وطلبت منهم الاستعداد لإمكانية خسارة كل ما بحوزتهم.
أورد البيان:
"نعتقد أن التقلب الأخير في أسعار السوق يعكس ديناميكية التداول والسوق وعدم ارتباطها بطبيعة عملنا أو بأساسيات الصناعة أو بمشهد الاقتصاد الكلي، ولا نعلم إلى متى ستستمر تلك الديناميكيات."
"وفي ظل الأوضاع الراهنة نحذر من الاستثمار في فئة ألف من أسهمنا العامة، إلا لو كنت مستعد لتكبد خسارة كل ما تملك من استثمار في الشركة."
مطاردة الفقاعات
يحذر محللون وول ستريت قائلين إنه إذا لم تكن مستعد لخسارة ما تملك، فلا تقرب أسهم الميم الرائجة، لأن الارتفاعات الهائلة تعقبها انخفاضات عميقة.
في تقرير من بلومبرج يقول يواكيم كليمنت، الاستراتيجي في ليبريم، إن الدراسات توضح حجم التشوه الذي يوقعه مستثمرو التجزئة على الأسعار لفترة قصيرة، ولكن في المتوسط يخسرون أموال خلال فعلهم هذا، ويضيف:
"يتعين على مستثمرو المؤسسات تجاهل أسهم الميم، والانتظار لحين استقرار السعر. فالأمر يشبه ما يحدث بكل فقاعة، مستثمرو التجزئة سيفقدون بنهاية المطاف الأشخاص الجدد الذين يرغبون بالشراء، وعند هذه النقطة تنفجر الفقاعة، وآخر من يستمر بامتلاك الأصول، سيجلسون جانبًا يلعقون جراحهم."
"أيه إم سي وغيره من أسهم الميم تعد حالة فريدة يحاول الأفراد فيها إيجاد من يرغبون بشراء أصول وأسهم مغالى في قيمتها، فلا تكون الفاشل الذي يسعون ورائه."
خلاصة القول
طالما ظلت معدلات الفائدة منخفضة، والأموال الرخيصة في السوق فائضة ستسمر أسهم الميم في الارتفاع. ولكن لو أردت الاستثمار بناء على الأساسيات، فهذه الضوضاء لا يجب أن تشتت انتباهك. الاستثمار هو إدارة للمخاطر. فشراء سهم أو سهمين مرتبطين بالمضاربة هي الوصفة المثالية لكارثة. ومن لديه خبرة في المجال عليه العمل على تنويع المحفظة الاستثمارية، وليس إضافة عدد ضخم من أسهم محدودة.