القصة كاملة لاختلاف الأشقاء في أوبك وسر بريق الذهب في الأوقات الصعبة

تم النشر 10/07/2021, 03:08
محدث 09/07/2023, 13:32
XAU/USD
-
DX
-
GC
-
LCO
-
CL
-
US10YT=X
-

ما بين اليقين والشك تأرجح الذهب ومعه النفط في موجة من التصريحات والأحداث الصاخبة التي سيطرت على نفسية المتعاملين. ولا يزال التشكك والارتباك هو العنوان الأكثر دقة لتوجهات المستثمرين في سوقيّ السلع والمعادن والفضل يعود للفيدرالي من ناحية وتعثر مفاوضات أوبك من الناحية الأخرى.

الذهب يرتفع

ارتفعت أسعار الذهب بحوالي 30 دولار منذ بداية الشهر الجاري لتصل إلى مستويات الدعم الرئيسية عند 1800 دولار. وزاد سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب إلى أعلى مستوياته في 3 أسابيع عند 1820 دولار بعد بيانات البطالة الأمريكية يوم الخميس، وأغلق يوم الجمعة عند 1,808 دولار للأوقية.

كما عزز من صعود الذهب تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات إلى أدنى مستوياته منذ منتصف فبراير الماضي. ونزل العائد على سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوياته في نحو 5 أشهر عندما هبط إلى 1.246%، بينما يحوم حاليا حول مستويات 1.3%.

الرسم البياني لسعر الذهب

النفط يتراجع

وشهدت تداولات الأسبوع هبوط خام نايمكس الخفيف من قمة 7 سنوات بد الارتفاع إلى مستويات قرب الـ77 دولار للبرميل عقب التعثر المفاجئ لمفاوضات أوبك +. وبعد ارتفاعات قياسية تحولت مكاسب نايمكس التي بلغت في الذروة 3.5 دولار للبرميل منذ بداية يوليو، إلى خسائر بواقع 1.2 دولار للبرميل.

وعقب صدور بيانات المخزونات الأمريكية تماسك نايمكس قليلًا ليُقلص من خسائره بعد الهبوط إلى مستويات 70.76 دولار ليصل إلى مستويات 72.2 دولار. وفي المقابل لم يتمكن برنت هو الآخر من الاحتفاظ بأعلى مستوياته، والتي وصل إليها في جلسة 5 يوليو عندما ارتفعت قرب مستويات الـ 78 دولار.

لتتحول مكاسب برنت التي بلغت نحو 4 دولارات خلال يوليو إلى خسائر بلغت نحو 1.3 دولار للبرميل، بينما عززت بيانات تراجع المخزون الأمريكي من تماسك برنت ليعود الصعود إلى مستويات 73.6 دولار.

الرسم البياني لنفط برنت

الذهب والفيدرالي

يبدو أن تصريحات الفيدرالي الأمريكي بشأن رؤيته للأسواق ومؤشرات تحريك الفائدة تركت انطباعًا شبه أكيد بأن الوقت لم يحن بعد. إلا أن الأكيد والمتكرر دائمًا أن التضخم سيرتفع، ولكن كما يراه الفيدرالي ويراهن عليه، سيكون تضخما مرحليًا ومؤقتًا. وفي ظل توقعات بارتفاع معدلات التضخم، اتجهت الأنظار من جديد صوب الذهب الملاذ الأمن ليغلق أعلى مستوياته خلال 3 أسابيع بنهاية تعاملات يوم الأربعاء بعد تصريحات الفيدرالي.

وعزز من معنويات المستثمرين بشأن المعدن الأصفر مع هبوط عائد سندات الخزانة لآجل 10 سنوات أدنى 1.30%. وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في نهاية جلسة الأربعاء، مع هبوط عوائد سندات الخزانة وبعد إعلان محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.

وتشير البيانات الأولية إلى إبقاء معدل الفائدة بين الصفر% و0.25%، ويستمر برنامج شراء السندات بـ 120 مليار دولار شهريًا وتوضح أنه يمكن إدخال تعديلات على السياسة النقدية في الشهور المقبلة.

ويتفق صانعو السياسة النقدية على أن العتبة الدالة على وجوب تشديد السياسة النقدية وتقليص برامج المشتريات، لم يستطع الاقتصاد الوصول لها بعد. ولكن يتوقعون بأن الأحوال التي تهيأ الفيدرالي للتشديد التدريجي تتحسن على خلفية التحسن الاقتصادي.

وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أن الأعضاء واصلوا مناقشة موعد خفض مشتريات السندات، مشيرين إلى أن التحسن اللازم لبدء تقليص مشتريات الأصول البالغة 120 مليار دولار شهرياً لا يزال جارياً.

رب ضارة نافعة

بينما عززت بيانات البطالة من أداء المعدن الأصفر خلال تعاملات يوم الخميس ليزداد الذهب بريقًا، وبينما تبدو هذه الأخبار سيئة للاقتصاد الأمريكي والفيدرالي، لكنها أتت إيجابية للذهب؛ الذي عزز من ارتفاعاته. وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير للسياسة، والذي صدر يوم الأربعاء، أن بعض صانعي السياسة يعتقدون أن الظروف الاقتصادية تحتاج إلى البدء في تقليص برنامج شراء السندات لدى البنك المركزي.

وينظر المستثمرون لطلبات إعانة البطالة الأمريكية التي جاءت أسوأ من المتوقع، بما يزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي بشأن تشديد السياسة النقدية. وكشفت بيانات البطالة التي جاءت عن تسجيل 373 ألف طلب إعانة في حين كان المتوقع أن ينخفض الرقم إلى 350 ألف، لينخفض عن بيان الأسبوع الماضي الذي سجل 371 ألف طلب إعانة من البطالة.

النفط وأوبك +

وعزز تراجع مخزون النفط الأمريكي بأكثر من المتوقع من تماسك النفط بعد موجة التراجعات التي منيت بها الأسعار عقب تعثر مفاوضات أوبك+. وهبط المخزون خلال الأسبوع الماضي بأكثر من 6.8 مليون برميل، في حين كان المتوقع هبوط 4 مليون برميل فقط. وارتفع سعر نفط برنت، وخام غرب تكساس الوسيط على خلفية البيانات التي تدل على زيادة استهلاك النفط بأكبر اقتصاد بالعالم، بما يعني استمرار التحسن.

وكانت أسعار النفط تتراجع مع تعثر توصل مجموعة أوبك لاتفاق حيال مستقبل تخفيضات الإنتاج، وسط خلاف إماراتي مع مجموعة الدول المصدرة للنفط. وتدور مخاوف في العالم حيال سلالة دلتا الجديدة لفيروس كورونا، والتي تدفع لإغلاقات أو تأجيل موعد عودة الاقتصاد العالمي لطبيعته. بينما يبدو أن النفط لم يتمكن من المحافظة على شعلة ارتفاعاته التي دفعت نايمكس وبرنت إلى مستويات قياسية وذلك قبل ساعات من تعثر مفاوضات أوبك+.

وزاد خام نايمكس إلى أعلى مستوياته منذ 7 سنوات بينما ارتفع خام برنت إلى أعلى مستوياته في 3 سنوات قبل فشل مفاوضات أوبك + بسبب مطالب إماراتية، وتعثرت مفاوضات أوبك+ يوم الجمعة الماضي للتتجه الأنظار صوب اجتماع الإثنين الذي يليه والذي انتهى دون جديد .

وألغى وزراء أوبك + محادثات إنتاج النفط يوم الاثنين بعد مواجهات الأسبوع الماضي عندما رفضت الإمارات العربية المتحدة تمديدًا مقترحًا لمدة ثمانية أشهر لقيود الإنتاج ، مما يعني أنه لم يتم الاتفاق على اتفاق لتعزيز الإنتاج. وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قد دعا إلى "التسوية والعقلانية" لتأمين اتفاق بعد يومين من المناقشات الفاشلة الأسبوع الماضي.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو في بيان أمس الاثنين إن الاجتماع ألغي دون الاتفاق على موعد للاجتماع التالي.

روسيا وأمريكا يتوسطان

دعت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منظمة أوبك+ التي تضم الدول المنتجة والمصدرة للنفط وحلفاؤها إلى التوصل لحل وسط لزيادة إنتاج النفط. وانخرط مسؤولو إدارة جو بايدن، مع الدول ذات الصلة للحث على التوصل لحل وسط من شأنه السماح بزيادة الإنتاج المقترحة للمضي قدما في التوصل لاتفاق.

بينما أعلنت روسيا أنها تسعى لتقريب وجهات النظر بين الجانبين السعودي والإماراتي للتوصل لاتفاق ملزم ومرضي للطرفين.

بينما قررت السعودية أكبر مصدري النفط في العالم رفع أسعار البيع الرسمية في أغسطس لجميع خاماتها التي تبيعها لآسيا.

وحددت سعر البيع الرسمي في أغسطس لخامها العربي الخفيف عند 2.70 دولار للبرميل فوق متوسط عمان/دبي للمشترين من آسيا، بزيادة 80 سنتا عن يوليو.

في حين رفع عملاق النفط السعودي أسعار الخام للسوق الآسيوية خلال يوليو بنحو 20 سنتًا للبرميل، ليبلغ سعر الخام العربي الخفيف (الأكثر طلبًا) إلى 1.90 دولارًا للبرميل فوق المستوى القياسي، مقارنة بـ 1.70 دولارًا في يونيو الماضي، و1.80 دولارًا لشحنات مايو .

موقف السعودية

قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، أن هناك توافقًا بين دول أوبك + باستثناء دولة واحدة، مضيفًا أن السعودية أكبر المضحين ولولا قيادتها لما تحسنت السوق النفطية. وقال الأمير عبد العزيز إنه لا يمكن لأي دولة اتخاذ مستوى إنتاجها في شهر واحد كمرجعية، وتساءل وزير الطاقة السعودي عن أسباب سكوت أي دولة إذا كان لديها تحفظات بشأن اتفاق أوبك +.

وأضاف الأمير عبد العزيز أنه يحضر اجتماعات أوبك+ منذ 34 عامًا لم يشهد خلالها طلبًا مماثلًا، وقال وزير الطاقة السعودي أنه يمثل دولة متوازنة تراعي مصالح الجميع في دورها كرئيسة لأوبك +. وأكد الوزير على ضرورة تحقيق توازن "بين اتخاذ إجراءات تتعامل مع وضع السوق الآن، والإمساك بزمام الأمور في الوقت عينه بحيث تكون قادرًا على التفاعل مع المعطيات الأخرى عند حدوثها.

وأضاف إذا أراد الجميع زيادة الإنتاج لابد من تمديد الاتفاق، مشيرًا إلى الغموض المرتبط بمسار الوباء والإنتاج من إيران وفنزويلا. وقال الوزير أن البحث يجري حاليا حول طريقة توازن بين مصالح المنتجين والدول المستهلكة واستقرار السوق بوجه عام لا سيما في وقت الشح المتوقع نظرا لانخفاض المخزونات.

الإمارات

أعلنت الإمارات في وقت سابق أنها تدعم زيادة الإنتاج اعتبارًا من أغسطس، لكنها اقترحت تأجيل قرار تمديد التخفيضات إلى اجتماع آخر، ورأت أنه يجب مراجعة النقاط المرجعية في الإنتاج الأساسي قبل أي تمديد. ومع التراجع الكبير في الطلب على النفط بسبب جائحة كوفيد-19، اتفقت أوبك+ العام الماضي على خفض الإنتاج قرابة عشرة ملايين برميل يوميا من مايو 2020، مع وجود خطط لإنهاء القيود بحلول نهاية أبريل 2022.

و صوتت أوبك+ يوم الجمعة على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميًا من أغسطس إلى ديسمبر 2021 وتمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية عام 2022، لكن اعتراضات الإمارات حالت دون الاتفاق. وكانت أوبك+ أضافت حوالي 2 مليون برميل يوميًا من مايو إلى يوليو 2021 لإحياء بعض الإمدادات التي توقفت مع انتشار جائحة كورونا COVID-19 في عام 2020.

فيما خططت المنظمة لزيادة إمداداتها اليومية بمقدار 400 ألف برميل إضافية من أغسطس 2021 إلى أبريل 2022، لكن الإمارات لن تقبل الاقتراح ما لم يتم منحها نفس الشروط لحساب حصتها مثل المملكة العربية السعودية.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.