تنتظر الأسواق اليوم بإذن الله حديث من لوريتا ميستر مُحافظة الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية كليفلاند والعضو المصوت البديل داخل لجنة السوق في حال غياب أحدهم من المُنتظر أن تطرق خلاله لسوق العمل والتضخُم ومُستقبل سعر الفائدة، لوريتا كانت قد صرحت من قبل ب "أنها تُريد إحراز تقدُم أكبر داخل سوق العمل خلال الأشهر القادمة قبل تقييم ما إذا كان الاقتصاد قد حقق التقدُم المطلوب للبدء بتقليل الدعم الكمي".
وقد كان هذا الكلام قبل صدور تقرير سوق العمل عن شهر يوليو الذي فاق التوقعات بإضافة 943 ألف وظيفة فقط خارج القطاع الزراعي في حين كانت تُشير التوقعات إضافة 870 ألف وظيفة بعد إضافة 850 ألف وظيفة فقط في يونيو تم مراجعتهم اليوم ليُصبحوا 938 ألف.
كما أظهر التقرير في نفس الوقت انخفاض مُعدل البطالة لـ 5.4% في حين كان المُتوقع تراجُع ل 5.7% فقط من 5.9% في يونيو، كما جاء مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل على انخفاض جديد ل 9.2% في حين كان المُنتظر ارتفاع ل 10% من 9.8% في يونيو.
أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر يوليو، فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم ارتفاع متوسط أجر ساعة العمل ب 4% سنوياً في حين كان المُتوقع ارتفاع بـ 3.8% بعد ارتفاع ب 3.6% في يونيو تم مُراجعته ليكون ب 3.7%، ما يُظهر في نفس الوقت ارتفاع أكبر من المُتوقع للضغوط التضخُمية للأجور.
ما دفع رافايل بوستيك محافظ الاحتياطي الفدرالي عن ولاية أتلانتا لأن يُصرح بالأمس بأن الفدرالي من المُفترض أن يٌقرر تقليل مُعدل دعمه الكمي في حال استمرت هذه القوة في أداء سوق العمل لشهر أو شهرين قادمين وهو ما سبق وأشار إليه أيضاً كريستوفر والار المُنضم للجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية للفدرالي بنهاية ديسمبر الماضي.
رافايل من المُحافظين الأكثر اهتماما بالتضخُم واحتوائه عن طريق المُبادرة بتقليل الدعم الكمي مع تعافي الاقتصاد، إلا أنه ليس من الأعضاء المُصوتين داخل لجنة السوق حالياً.
رافايل توقع أيضاً أن يكون التقليل القادم في وتيرة الشراء من خلال خطة الدعم الكمي أكبر مما حدث في الماضي عندما كان يقوم الفدرالي بتخفيض الدعم الكمي بواقع 15 مليار دولار شهرياً وبشكل كان يصفه بالتدريجي في كل مرة يُقرر فعل ذلك وهو ما كان يعتبره مُحافظ الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية سانت لويس والمُصوت الاحتياطي للجنة السوق حالياً "جيمس بولارد" بمثابة خفض لسعر الفائدة حينها بواقع 0.25%.
الدولار مازال مُحتفظاً بجُل ما جناه من مكاسب أمام العملات الرئيسية بعد صدور هذا التقرير وإلى الآن كما تمكن من إضافة المزيد من المكاسب أمام بعض العملات مثل الين حيثُ يتم تداول زوج الدولار امام الين حالياً بالقرب من 110.50، كما تواصل تراجُع اليورو أمام الدولار ليهوي اليوم ل 1.1725.
بينما تمكن الإسترليني من تقليص خسائره ليتواجد حالياً بالقرب من 1.3765 أمام الدولار، كما تراجع الدولار الأمريكي أمام الدولار الكندي ليتواجد حالياً بالقرب من 1.2565 بفعل تحسُن في أداء أسعار النفط في الساعات الأخيرة صعد معه خام غرب تكساس ليتواجد حالياً بالقرب من 67.7، بعدما كان يتم تداوله بالقرب من 65 دولار للبرميل بفعل المخاوف من التحور دلتا لفيروس كوفيد-19 سريع الانتشار الذي أدى لفرض الصين قيود على التنقُل.
وصعد بمُعدلات الإصابة في الولايات المُتحدة كما ذكر مدير مركز مُراقبة الأمراض في الولايات المُتحدة الذي صرح بأن مُتوسط الإصابة في 7 أيام مُرتفع هذا الصيف عن صيف العام الماضي رغم التطعيم ضد الفيروس.
وهو ما عاد بالقلق للأسواق التي كان قد طمئنها تصريح مُستشار الرئيس الأمريكي ومدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية أنتوتي فاوتشي أنه لن يكون هناك احتياج لغلق الاقتصاد مُجدداً لاحتواء الفيروس.
كما عاود الذهب التراجُع ليتواجد حالياً بالقرب من 1730 دولار للأونصة، بعدما بلغ ارتداده لأعلى بالأمس حدود ال 1752.5 دولار للأونصة من القاع الذي سجله في أولى لحظات تداول الأسبوع، بعد ضغط فني وقع عليه عقب إغلاقه تداولات الأسبوع الماضي عند أدنى نُقطة له ذلك الأسبوع بالقرب من 1761 دولار للأونصة، لتمدت خسائره دون مُستوى الـ 1700 مطلع تداولات هذا الأسبوع.
بينما تنتظر الأسواق يوم غد بإذن الله صدور مؤشر أسعار المُستهلكين عن شهر يوليو في الولايات المُتحدة والمُتوقع أن يُظهر ارتفاع سنوي ب 5.3% بعد ارتفاع في يونيو بلغ 5.4% في حين كان المٌتوقع حينها ارتفاع ب 4.9% فقط بعد ارتفاع ب 5% في مايو، كما يُنتظر أن يُظهر المؤشر استثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة ارتفاع سنوي بـ 4.3% بعد ارتفاع سنوي بلغ في يونيو 4.5% في حين كان المُتوقع حينها ارتفاع بـ 4% بعد ارتفاع ب 3.8% في مايو.
البيان رفع من سقف الانتقادات التي وجهت لرئيس الفدرالي جيروم باول خلال شهادتيه أمام لجنة الشؤون المالية التابعة لمجلس النواب ولجنة الشؤون البنكية التابعة لمجلس الشيوخ، إلا أنه تمسك حينها بوصف التضخُم الجاري بالمرحلي كما أكد على استمرار احتياج الاقتصاد وسوق العمل للدعم حتى الوصول لأكبر سعة مُمكنة له.
وهو ما طمئن المُتعاملين في أسواق الأسهم من جانب بسبب استمرار وصفه للتضخُم مرة أخرى ب "المرحلي" وتوضيحه أن الفدرالي لن يتسرع في تضييق سياساته المُتسعة بشكل غير مسبوق منذ مارس الماضي لمواجهة الأثار السلبية للفيروس ومن جانب أخر بإظهاره أن الفدرالي لن يكون مُبادر بمواجهة التضخم بل سيتسم بالصبر كي يدعم سوق العمل بأكبر قدر مُمكن.
بينما لاتزال العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية ما بين التفاؤل بهذه البيانات الجيدة عن سوق العمل الأمريكي وتزايُد التوقعات بقُرب تقليل الفيدرالي لدعم الكمي حيثُ يشهد مؤشر ستاندارد آند بورز 500 المُستقبلي ميل للارتفاع صعد معه للتداول بالقرب من 4430، كما تمكن داوجونز المُستقبلي من العودة للارتفاع ليتواجد حالياً بالقرب من 35100 بعد تواصل هبوطه بالأمس لـ 35031.1، كما تمكن مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي من معاودة الصعود ليتواجد حالياً بالقرب من 15150.
للاطلاع على المزيد يُمكنك مُشاهدة الفيديو مع رسوم بيانية توضيحية لحركة الأسعار