Investing.com - لم يكن الأسبوع الأفضل لهم، أحداث صاخبة دفعت أبرز السلع والمعادن والعملات إلى تسجيل أداء سلبي، ربما يمهد الطريق للمزيد من التراجعات خلال الأيام المقبلة. وباتت شهية المستثمرين تجاه تلك الأصول في حالة من انعدام الطعم، وسط سيطرة الاتجاه الهابط على تحركات السوق
دولار قوي وسجلت الليرة التركية والذهب تراجعات كبيرة مقابل الدولار القوي المدعوم بخطط تحفيز ضخمة تتجاوز قيمتها الـ 4.5 تريليون دولار. وفي المقابل سجل مؤشر الدولار خلال 5 جلسات متتالية 4 ارتفاعات بينما نزل خلال جلسة واحدة في 11 أغسطس. ولكن غيرت جلسة تداول نهاية الأسبوع المشهد، كما فعلت جلسة بداية الأسبوع.
وزاد مؤشر الدولار الأمريكي من مستويات 92.252 بنهاية تعاملات 5 أغسطس إلى مستويات أعلى 93 خلال تعاملات يوم الخميس الماضي.
ونزل خام القياسي من ذروة 75.4 دولار للبرميل لنهاية تداولات يوليو إلى مستويات 69 دولار للبرميل قبل أن يعوض جانبا من خسائره ليرتد أعلى مستويات الـ 71 دولار للبرميل بعد نداءات بايدن. بينما نزل خام غرب تكساس من قمة 74 دولار نهاية يوليو الماضي إلى مستويات قرب الـ 66 دولار للبرميل قبل أن يرتد صاعدا أعلى مستويات الـ 69 دولار للبرميل.
قال إدوارد مويا كبير المحللين في أواندا: "الارتفاع في أسعار النفط يصطدم بحاجز رئيسي في آسيا مع تزايد المخاوف من أن توقعات الصين تبدو أسوأ هذا الشهر وهذا لا يمكن أن يكون جيدًا لتوقعات الطلب."
قالت وكالة الطاقة الدولية منذ قليل أنها تخفض بقوة توقعات الطلب على النفط لبقية 2021 بسبب تفاقم الجائحة. وقال فيل فلين، كبير المحللين في برايس فيوتشرز جروب في شيكاغو، أن الإدارة الأمريكية لم تطلب من المنتجين الأمريكيين زيادة الإنتاج، بينما طالبت المنتجين في أوبك وخارجها بضخ مزيد من الإمدادات.
بلغت عدد الحالات المصابة حتى الآن 204.6 مليون إصابة بفيروس كورونا بينما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس 4.5 مليون حالة حتى الآن.
قالت وكالة الطاقة الدولية إن قيود كوفيد-19 في الدول المستهلكة للنفط، على الأخص في آسيا، ستقلص التنقل واستخدام الخام. وقررت السلطات الصينية إغلاقا جزئيا لثالث أزحم الموانئ في العالم بعد اكتشاف إصابة أحد العاملين هناك بفيروس "كورونا".
بينما طالبت مستشارة الصحة اليابانية تطلب إجراءات طارئة مشددة لنحو أسبوعين لمواجهة فيروس كورونا. ورغم تراجع مخزونات النفط بحوالي 0.8 مليون برميل خلال الأسبوع الأخير، فإن تلك البيانات لم تكن كافية لدفع أسعار النفط لتسجيل الارتفاعات حيث عززت المخاوف حول تراجع الطلب من كبح الأسعار.
وتقول شركة الخدمات المالية "إيه إن زد" أن التباطؤ الموسمي لنشاط الاقتصاد في ظل زيادة الإصابات بمتغير "دلتا" يواصل الضغط على الثقة. وتتوقع إيه إن زد تعرض الطلب على الخام للضغط في ظل تفشي سلالة "دلتا" في نحو نصف المقاطعات الصينية، إذ يتزامن ذلك مع ذروة موسم السفر.
الذهب
وعن أداء الذهب خلال الجلسات الماضية في الفترة من 5 أغسطس وحتى جلسة الخميس 12 أغسطس فقد سجل 5 تراجعات بينما لم يترفع سوى جلسة واحدة 1.3% بنهاية تعاملات الأربعاء 11 أغسطس. وانخفض سعر التسليم الفوري لأوقية الذهب من مستويات 1811.33 الى مستويات 1741 دولار خلال تعاملات يوم الخميس بخسائر بلغت حوالي 70 دولار.
وانقلب مصير الذهب الأسبوعي خلال يوم الجمعة عقب صدور بيانات مؤشر ميتشجان لمعنويات المستهلك بالولايات المتحدة، والتي أوضحت تراجع قوي في ثقة المستهلك الأمريكي لأدنى المستويات في أكثر من 10 سنوات.
وانطلق الذهب ليغلق الأسبوع عند سعر 1,779.81 دولار للأوقية.
فيما وقعت تصفية على مؤشر الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية بما زاد من إيجابية الذهب.
ويقول بارت ميليك من تي دي للأوراق المالية: "مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وصولًا لـ 92.5 والانخفاض الملحوظ في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجال 30 عام و10 أعوام، أصبح السوق قلقًا بعض الشيء حيال التعافي الاقتصادي، وتفشي سلالة دلتا."
ويشير المحللون الفنيون للذهب بأن الذهب دون المستوى السعري 1,800 دولار للأوقية فرصة شراء جذابة على أساس فني.
يقول إيفريت ميليمان، خبير المعادن الثمينة من جاينسفيل كوينز وفق كيتكو نيوز: "سعر الذهب هنا جذاب جدًا، وهي فرصة دخول للمشترين."
وتابع: "لن يصدمني اختراق الذهب لمستوى 1,800 دولار للأوقية، فمركزي إيجابي بقوة."
كما تظهر إشارات إيجابية من الطلب الآسيوي على المعادن الثمينة مع زيادة الإقبال على المجوهرات والمشغولات والعملات الذهبية في الهند.
ويرى بيتر ميليك أن مستوى المقاومة التالية للذهب عند 1,784 دولار.
صدرت بيانات إعانة البطالة الامريكية وسجلت 375 ألف طلب إعانة مساوية للتقديرات، فيما جاء متوسط طلبات البطالة في أربع أسابيع 396.25 ألف مرتفعًا بشكل طفيف عن الرقم المتوقع 394 ألفًا. أشارت أحدث بيانات التضخم في الولايات المتحدة الى تباطؤ في زيادات أسعار المستهلك وخففت المخاوف من بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تقليص الأصول في وقت أبكر مما كان متوقعًا.
وارتفع مؤشر المنتجين الأساسي على أساس شهري بنحو 0.5% عن التوقعات ليسجل 1%، أما على أساس سنوي فوصل إلى 6.2%، مرتفعًا بقوة عن التوقعات التي قدرت وصوله إلى 5.6%.
بينما قدم مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي وجهات نظر متباينة حول ما إذا كانت البيانات تشير إلى أن الاقتصاد جاهز لتقليص الأصول ورفع أسعار الفائدة.
واصطدمت الليرة التركية بالدولار القوي منذ مطلع أغسطس الجاري لتسجل 6 تراجعات مقابل 3 ارتفاعات منذ بداية الشهر وحتى جلسة الخميس 12 أغسطس. وبينما ارتفعت الليرة إلى مستويات 8.34 ليرة مقابل الدولار، عادت للنزول بشدة إلى مستويات 8.64 ليرة خلال تعاملات 9 أغسطس.
إلا أنها تماسكت نسبيا بحلو جلسة الخميس لتصل إلى مستويات 8.57 ليرة مقابل الدولار، بينما لا تزال تسجل تراجعا منذ 2 أغسطس بنسبة 3.5%. ولا تزال الليرة التركية تعاني من دعوات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، لتيسير السياسة النقدية، وخفض معدل الفائدة. أصدر البنك المركزي التركي معدل الفائدة، ليظل مستقرًا عند 19%، في ظل ارتفاع التضخم التركي.
وقال محافظ المركزي، شهاب كافجي أوغلو، إن معدل الفائدة الحالي يتناسب مع وضع الاقتصاد التركي، وهو مشدد بما فيه الكفاية للسيطرة على التضخم المستمر بالارتفاع. ولا تتوقع الأسواق أي تغيير في السياسة النقدية حتى الربع الرابع من العام الجاري. وتغذي المخاوف بشأن ارتفاع معدلات التضخم وسط تكهنات بانتخابات مبكرة من تراجعات الليرة خلال الأيام الماضية.
وجدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعواته لخفض معدل الفائدة، لتعاني الليرة التركية وسط ارتفاع معدلات التضخم، وتشهد تركيا ارتفاع ملحوظ في وتيرة معدلات لإصابة بفيروس كورونا حيث باتت تسجل أعلى مستوياتها منذ مايو الماضي.
وقال بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) إنه استمر في الاعتقاد بأن البنك المركزي لن يكون لديه مجال لخفض أسعار الفائدة قبل الربع الرابع، وأن المخاطر تتعلق بتخفيضات لاحقة وأصغر مما توقع. وخفضت شركة سكوب رايتينج توقعاتها لخفض أسعار الفائدة، قائلة إن التضخم المرتفع بعناد من المرجح أن يحد من الانتقال إلى 17٪، بدلاً من 16٪، بحلول نهاية العام.