جميعنا بشر وكل إنسان معرَّض للخطأ، لكن الكارثة بأن يسلك الإنسان ذات الطريق الذي قاده للخطأ بل ويتمسك به، وإحدى هذه الطرق التي يُخطئ بها الإنسان والمتداول خاصة، الطريق الذي يقود إلى الخسائر الحتمية في سوق لا يعرف الرحمة لمن يسلك فيه المسلك الخاطئ، فكثير من المتداولين (وأنا منكم) تعرض لعدد من الزلازل المدمرة في هذا السوق، والذي أدى إلى انهيار شخصية المتداول جرّاء قوة الزلزال الذي بلغ ذروته على مقياس منصة التداول في إحدى الأزواج أو السلع المستهدفة.
ولا تتوقع أو تحلم أن تنجح في هذا المجال بذات الأسلحة والطريق الذي قاد إلى سلسلة من الخسائر المتتالية إن لم تقم بتشييد شخصية متداول مقاومة للزلازل مهما بلغت قوتها، وأرجو أن تضع المشاعر والأحاسيس جانبًا عندما تبدأ التداول، بل أدخلها في غيبوبة طويلة لأن السوق لا يتحرك وفقًا للمشاعر والأحاسيس، ولإعادة إعمار (DU:EMAA) ما دمرته الزلازل في شخصية المتداول علينا نسف ما تبقى من هذه الشخصية المدَّمرة وإعادة الإعمار على أسس صحيحة ومتينة، حيث على المتداول اختيار معلومات ذات جودة عالية لإعادة بناء شخصية المتداول لديه، فعليه تعلم التحليل الفني بنفسه بحيث لا يكون عديم الحيلة منقادًا لآراء الغير، وهذا لا يعني عدم الأخذ بالآراء أبدًا، لأن الآراء ستكون داعمة له ولقراراته إن اتفقت مع تحليلاته الشخصية، وعليه معرفة تأثير الأخبار الاقتصادية على الأسواق، وتعلم قراءة المؤشرات الفنية والتي تكون مساندة لعملية اتخاذ القرار، فهذا مجال واسع ومعقد جدًا، ويحتاج إلى جهد ذهني رهيب لبناء الأساسات المتينة، وأنا أيضًا معكم لازلت حتى اللحظة أتعلم وأبحث وأبني باستمرار بهدف تجنب أي زلزال قد يكون مدمرًا.
أقدم لكم هذا المقال قبل البدء بمقالات التحليل الفني والذي سيكون الهدف منه تبادل الآراء ووجهات النظر فيما بيننا، لأن الهدف منها هو التفاعل والاستفادة من تعدد الآراء، وسوف أتقبل أي رأي بكل صدر رحب، وأرحب بأي مقترح فيه فائدة مشتركة، وتذكر أن هدفنا هو النجاح في هذا المجال وتحقيق أعلى منفعة ممكنة للجميع.
دمتم بخير