خلال اليوم تبقي الأسواق مضطربة ومترقبة لقرارات الفيدرالي الأمريكي التى قد تغير وجه الأسواق من الآن ولفترة طويلة قادمة بل لسنوات قادمة، الأهمية تأتي من إنتظار الطريقة والجدول الزمني الذي سيتخلص من خلاله الفيدرالي الأمريكي من عبء برنامج التحفيز وكيف سيؤثر كل سيناريو على الأسواق، بداية إنهاء برنامج التحفيز هو أمر لا جدال فيه ولكن الطريقة هي ما يشغل بال الجميع حاليا حيث سبق للفيدرالي الأمريكي أن اتبع سياسة التحفيز خلال فترة بيرنانكي في أعقاب انهيار ليمان براذر وشركة إي آي جي والأزمة المالية العنيفة التى تسببت فيها مضاربات الرهن العقاري ، برنامج التحفيز تم إقراره كشكل من أشكال مساندة الأسواق لتخطى الأسوأ بينما تحمل الفيدرالي عبء إدارة تلك الأزمة باحترافية عالية وورثت السيدة جانيت يلين وزيرة الخزانة الحالية مهمة إدارة الفيدرالي الأمريكي عن السيد بيرنانكي لتستمر في مسيرة هادئة للغاية تعد استمرارا لسياسات بيرنانكي إلى أن أنهت بنجاح فترة التحفيز بنجاح وتسلم السيد جيروم باول الأسواق بحالة جيدة رغم بعض المضايقات بل والإهانات التي تعرض لها على مدار فترة ولايته للفيدرالي الأمريكي من الرئيس دونالد ترامب الذي كان يري أن أي رفع أو إشارة لرفع سعر الفائدة يقتل الإقتصاد الأمريكي الذي يحتاج للتخلص من بعض القوة المسيطرة على الدولار.
لم يكن هناك متاعب حقيقية تواجه الاقتصاد الأمريكي إلى ما قبل جائحة كورونا حيث اضطر الفيدرالي مرة أخرى لإقرار سياسة التحفيز لدعم الأسواق خلال تلك الفترة بينما منح السيد جو بايدن المواطنين أموالا مقابل البقاء في المنازل تفاديا لأزمات عاتية خلال فترة تفشي كوفيد 19، الآن يبدو السيد بايدن مصرا أكثر من ذي قبل على خطته الاقتصادية التي تتضمن إعادة تأهيل للبنية التحتية الأمريكية، عقود كثيرة وفرص عمل هائلة ستكون متوافرة خلال الفترة القادمة لكن أيضا تحتاج أمريكا للتخلص ولو تدريجيا من تبعات برنامج التحفيز، معادلة صعبة للغاية وضع شروطها الفيدرالي على مدار اجتماعاته السابقة ولم يبق له حاليا سوى اجتماعين قادمين إضافة لإجتماع اليوم وبالتالي سيكون هذا الاجتماع هاما للغاية بينما تتراوح السيناريوهات بين إلتزام جيروم باول بما أكد عليه من قبل وهو تهيئة المناخ قبل تخفيض برنامج التحفيز وهو ما يعني أنه سيبدأ الإشارة لمخطط إنهاء التحفيز وموعد أو شروط لرفع الفائدة ، إذا مضي الأمر كذلك لن يكون هناك جديد حيث هضمت الأسواق هذا الأمر تماما، لكن أي إشارة إلى برنامج سريع لتخفيف المشتريات مع تحديد موعد خلال 2022 لرفع الفائدة سيكون قاسيا جدا على الأسواق، لا ننسى أن الفيدرالي لا يحتاج سوى ثلاثة أصوات إضافية لإقرار خطة رفع الفائدة خلال 2022 بدلا من 2023
اليوم يوم هام للغاية وإضافة للشرح السابق ستجد من خلال الفيديو المصور شرحا وافيا أيضا لذلك إضافة لتحليل أزواج العملات والذهب والفضة والبترول إضافة لمؤشر الدولار
تابع الفيديو المرفق بعناية قبل بداية إجتماعات الفيدرالي اليوم وسنتابع الرد على أي استفسارات من خلال التعليقات على الموقع أو على قناة يوتيوب على مدار اليوم