قنبلة جديدة في عالم العملات الرقمية...ميتافيرس

تمت كتابة هذه المقالة حصريًا لموقع  Investing.com

• ما هو الميتافيرس؟
  
  

• كما هو الحال مع العملات الرقمية، قد يكون رد فعلي الأولي خاطئًا؛ تغزو التكنولوجيا كل جانب من جوانب حياتنا
  
  

• التكنولوجيا المالية هي المستقبل
  
  

• تغيرات تقنية لا تصدق في حياتي
  
  

• الحقيقة مقابل الخيال - قضية معقدة
  
  

الآن أصبحت في أوائل الستينيات من عمري، وأنا من المدرسة القديمة وأميل إليها فى نواح كثيرة. عندما بدأت مسيرتي المهنية لأول مرة في مجال السلع الأساسية، كان الكمبيوتر يحتل طابقًا منفصلًا في غرفة مبردة. وفي الثمانينيات، بدأت أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الظهور على المكاتب. وأصبحت الحسابات التي كانت تستغرق ساعات لإكمالها تستغرق الآن نانوثانية.

كان وزن هاتفي الخلوي الأول حوالي 20 رطلاً. وكنت أحمله في حقيبة. اليوم، هاتفي الخلوي أستطيع وضعه بشكل مريح في جيبي الخلفي ولديه قوة حوسبة أكبر بكثير من ذلك الكمبيوتر المبرد الذى كان يحتل غرفة منفصلة. علاوة على ذلك، فإنه يحتوي على العديد من الوظائف التي حلت محل معظم الإلكترونيات التي امتلكتها في الثمانينيات  والتسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

لقد كنت في مقدمة الصفوف خلال العصر التكنولوجي. كنت محظوظًا بمقابلة ستيف جوبز عندما باع نظام الكمبيوتر الخاص به "نكست" لشركتنا خلال فترة توقفه عن العمل في أبل (NASDAQ:AAPL)

ككاتب ومحلل سوق، وسعت وسائل التواصل الاجتماعي أفقي ومهدت الطريق إلى ما هو أبعد من خيالي. كانت التكنولوجيا وستظل مذهلة. لا أستطيع أن أتخيل التغييرات التي سيشهدها أحفادي على مدار الخمسين عامًا القادمة.

تاريخيا، حدثت الابتكارات بسرعة البرق. أحدث مفهوم "ميتافيرس" ، وهو مصطلح من المفترض أن يشمل الواقع الرقمي. لأكون صريحًا، أنا لا أفهم ذلك المصطلح. حسَّنت التكنولوجيا حياتنا الآن.  "الميتافيرس"  - كما قال الممثل الكوميدي رودني دانجرفيلد في فيلمه الكلاسيكي، العودة إلى المدرسة – هو شيء يقع في "أرض الخيال"

ما هو الميتافيرس؟

لكي تصبح الأمور أكثر إرباكًا حقًا، فإن مصطلح ميتافيرس ليس له منشئ واحد وليس له تعريف متفق عليه. ولكن بشكل فضفاض، فهو يجمع بين جوانب الوسائط الاجتماعية والواقع المعزز والألعاب عبر الإنترنت والعملات الرقمية ، لتشكيل "واقع رقمي" يسمح للمستخدمين بالتصرف والتفاعل بشكل افتراضي.

تصف صحيفة وول ستريت جورنال ميتافيرس كما يلى:

"عالم واسع يتجاوز المنصات التقنية، حيث يوجد الناس في مساحات افتراضية مشتركة وغامرة. من خلال الصور الرمزية، سيتمكن الأشخاص من تجربة العناصر المتوفرة في المتاجر أو حضور الحفلات الموسيقية مع الأصدقاء، تمامًا كما لو كانوا في وضع عدم الاتصال ".

سيتطلب ميتافيرس بشكله  "الرسمي" قوة حوسبة هائلة، بما في ذلك الأدوات والرموز التي لم يتم إنشاؤها أو كتابتها أو إتاحتها بعد. أثناء إعلان أرباح فيسبوك (NASDAQ:FB) لشهر يوليو، قال الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج فى وصفه للميتافيرس:

"إنها بيئة افتراضية حيث يمكنك التواجد مع الأشخاص في الفضاء الرقمي. يمكنك نوعًا من التفكير في هذا باعتباره تجسيدًا للإنترنت بأن تكون بداخله بدلاً من مجرد النظر إليه من الخارج. نعتقد أن هذا سيكون خليفة الإنترنت عبر الهاتف المحمول".

وفي الوقت نفسه ، توجد إصدارات مبكرة من ميتافيرس بالفعل على بعض منصات الألعاب الرقمية. تقدم روبلوكس و الحياة الثانية و فورتنايت عالمًا افتراضيًا به كل شيء من التجارة إلى الحفلات الموسيقية.

يقول المؤيدون أن ميتافيرس سيخلق امتدادًا للإنسانية والإبداع. لقد مررت بوقت عصيب مع هذه الفكرة - الدخول إلى الإنترنت يعد خروجًا عن الواقع وجميع التجارب الحسية للحياة الواقعية التي تتواجد في العالم الحقيقي.

كما هو الحال مع العملات الرقمية، قد يكون رد فعلي الأولي خاطئًا؛ تغزو التكنولوجيا كل جانب من جوانب حياتنا

ومع ذلك ، فإن الحصول على مقعد في الصف الأمامي على مدى العقود الستة الماضية من التطورات التكنولوجية التي بدأت تكتسب زخمًا في الثمانينيات فتح عيني على الاحتمالات. إن ردة فعلي السريعة تجاه ميتافيرس يمكن  اعتبارها هروبًا من الطبيعة والعالم. ولكن كان هذا هو رد فعلي الأولي على العملات الرقمية أيضًا.

عندما سمعت لأول مرة عن العملات الرقمية منذ أكثر من عقد بقليل، رفضت هذا المفهوم باعتباره لعبة فيديو تكنولوجية. شاهدت أبنائي وهم يكبرون وهم يلعبون سوبر ماريو وشاهدت أحدث وأكبر أجهزة إكس بوكس وغيرها من الألعاب. لقد تخليت عن ألعاب الفيديو بعد الكلية حيث لم يكن لدي وقت لتكريسه للعب لعبة السيدة باكمان وأسترويدز بعد الآن.

أذهلني تعدين البيتكوين كلعبة فيديو حيث كان التعدين هو اللعبة، وكانت المكافأة هي الرموز المميزة. مثل تلك الرموز المميزة لشبابي، اعتقدت أنهم لن يشتروا أبدًا أي شيء ذي معنى.

تبين أنني كنت مخطئا. لو كنت اشتريت عملة بيتكوين بقيمة 100 دولار فقط عندما سمعت لأول مرة عن العملة الرقمية واحتفظت بها، لكانت قيمتها تزيد عن 120 مليون دولار في نهاية الأسبوع الماضي.

ربما أننى من المدرسة القديمة ، لكن رد فعلي الأولى على ميتافرس لن يختلف. الحياة الحقيقية رائعة. لست بحاجة إلى أن أعيش حياتى داخل بعض الواقع الافتراضي داخل الإنترنت. 

التكنولوجيا المالية هي المستقبل

ومع ذلك ، فإن التكنولوجيا المالية هي المستقبل. ليس لدي شك في هذه الحقيقة. لقد غيرت تقنية سلسلة الكتلة كل شيء لأنها تعكس التطور الضروري لتطور الأعمال.

تزدهر العملات الرقمية بسبب تدهور الثقة والموثوقية فى الحكومات التي تصدر الأموال أو العطاء القانوني. يبحث الأفراد بشكل جماعي عن بدائل تعيد السيطرة على المال إلى الجماهير.

في كتابه "حكمة الجماهير" الذى صدر عام 2004 ، سلط المؤلف جيمس سوروفيكي الضوء على أمثلة تثبت أن "الكثيرون أذكى من القلائل وكيف تشكل الحكمة الجماعية الأعمال والاقتصادات والمجتمعات والأمم".

تجسد العملات الرقمية حكمة الجماهير، وصعودها دليل على أن التكنولوجيا المالية، ووسائل التبادل التي تتجاوز الحدود وتخرج عن سيطرة الحكومات، هي المستقبل.

في هذا الصدد ، تعتبر بيتكوين هي العملة الرائدة في حزمة التشفير. بعد أن كان يتم تداولها بخمسة سنتات لكل توكن في عام 2010 ، افتتحت عقود البيتكوين الآجلة للتداول في بورصة شيكاغو التجارية بسعر يزيد قليلاً عن 20 ألف دولار لكل توكن في نهاية عام 2017.

المصدر: CQG

يظهر الرسم البياني الشهري أن البيتكوين وصلت إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الماضي عند مستوى 67،680 دولارًا لكل توكن. يقول البعض إن العملات الرقمية خطرة، بينما يقول البعض الآخر إنها فقاعة. ومع ذلك ، فإن معظم معارضي العملات الرقمية لديهم مصلحة خاصة في الحفاظ على الوضع الراهن.

يستمر الحشد في دفع البيتكوين للأعلى. في اتجاه القيمة المتزايدة وهذه هي حكمة الجمهور.

تغيرات تقنية لا تصدق في حياتي

كثيرًا ما أفكر في التغييرات التي حدثت خلال حياة أجدادي. لقد مروا بزوج من الحروب العالمية وبفترة الكساد العظيم. وشهدوا اندفاع الراديو والتلفزيون على الساحة ليحلوا محل الصحف ووسائل التواصل الشفهي لمعرفة آخر الأحداث. كان التحول مذهلاً لأولئك الذين ولدوا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

عندما كنت صبيا صغيرا، لم يكن هناك سوى عدد قليل من المحطات التلفزيونية. اليوم، هناك الآلاف. لقد أفسح جهاز بيتاماكس المجال أمام أجهزة VCR و DVR ، والآن هناك البث عبر الانترنت.

تدور سيارتي بضغطة زر. كان هناك الكثير من التطورات التكنولوجية على مدى العقود الماضية لدرجة يصعب حتى التفكير في ذكرها. ومن الطبيعى أن البشر لديهم نفور من التغيير، لكن التكنولوجيا حسنت حياتنا، وجعلتها أكثر فائدة وسهولة.

الحقيقة مقابل الخيال - قضية معقدة

تعود مشكلتي مع ميتافيرس إلى القول المأثور، "استيقظ وشم رائحة الورود." بينما يبدو من المرجح أن المرحلة التالية من التكنولوجيا ستسلبنا احساسنا بالرؤية والصوت ، إلا أن الروائح والأذواق قد تكون مسألة أخرى. ما زلت مرتاحا مع الواقع.

قد يكون للخيال مكانه، لكني أشعر بالقلق من أنه قد يجعل الكثير من الناس يعيشون في واقع مختلف، واقع سيؤثر على التنشئة الاجتماعية، والعلاقات الشخصية، وربما حتى على جوانب أخرى من حياتنا.

ومع ذلك ، فقد تعلمت درسًا هامًا من العملات الرقمية ، لذلك أنا متردد في استبعاد احتمال وجود الميتافيرس.  ومع ذلك ، فإن الواقع مقابل الخيال هو قضية معقدة من المرجح أن تغير حياتنا، وإن كان ذلك سيتم بطرق لم يتم تحديدها بعد.

شركات التكنولوجيا ستجني الكثير من المال مع سيطرة الميتافيرس.  سؤالي ما هي التكلفة التي سيتحملها المستخدمون؟