السيناريو المتوقع: هل نشهد مفاجآت جديدة من قبل الفيدرالي الأمريكي؟
السيناريو الأول، يتمثل في إبقاء الفيدرالي على السياسة النقدية دون تغيير، ولكنه سيقوم بإعلان موعد بدء خفض وتيرة شراء السندات الحالية والتي تقدر بنحو 120 مليار دولار شهريا حاليًا، وهذا السيناريو هو الأرجح حاليًا وقد ينعكس إيجابيًا على تحركات الدولار.
ويواصل صعوده نحو مستويات جديدة وقد نشاهد مؤشر الدولار أعلى مستويات 95 نقطة مجددا، بسبب تفاؤل المستثمرين حيال اقتراب موعد رفع الفائدة الأمريكية وتشديد السياسة النقدية بأقرب من المتوقع.وهذا السيناريو الإيجابي بتحركات الدولار الأمريكي، ينعكس سلبيًا على أسعار الذهب بسبب العلاقة بين الطرفين، وقد يدفع أسعار الذهب لاستكمال مسيرة هبوطها وقد نشاهدها تقترب نحو مستويات 1700 دولار للأوقية أو ما دون ذلك، وذلك في ضوء بيان الفائدة والموعد المحدد لخفض شراء السندات الأمريكية.
وأيضا، في ظل هذا السيناريو الإيجابي من قبل الفيدرالي الأمريكي، قد نشاهد انخفاضًا واضحا لسوق الأسهم الأمريكية والتي دائمًا ما تتضرر من قوة الدولار الأمريكي، حيث يتخارج المستثمرون من سوق الأسهم ويتجهون إلى شراء الدولار بسبب حالة التفاؤل في الأسواق حيال اقتراب تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة الأمريكية قريبًا، وهو ما يعزز الطلب على الدولار.
بينما السيناريو الثاني لقرارات الفيدرالي الأمريكي غدًا، يتمثل في الإبقاء على السياسة النقدية دون تعديل، وعدم الإشارة أو الإعلان عن موعد خفض شراء السندات، وهذا السيناريو مستبعد نوعًا ما، ولكنه يظل موجودا في ظل ضعف خلق الاقتصاد الأمريكي للوظائف خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي، قد يتخذ الفيدرالي الأمريكي موقفًا حذرًا ويتمهل قبل الإعلان عن أي تشديد محتمل بالسياسة النقدية، حتى يتأكد من استمرار المسار الاقتصادي الصحيح للاقتصاد الأمريكي، وفي ضوء ذلك القرار إذا حدث، فإن الدولار الأمريكي سيكون أكبر المتضررين، وهو ما سينكس بدوره إيجابيا على الذهب والأسهم الأمريكية في ضوء العلاقة العكسية بين الطرفين كما ذكرنا أعلاه.