كما توقعنا أثبتت الأسواق أنها سعرت بشكل صحيح توجهات الفيدرالي الأمريكي وصيغته المترددة في التخلي عن برنامج التحفيز بشكل هادئ مع إشارات متواترة حول إمكانية القيام بأي شئ عند الحاجة مما يفتح الباب أمام العودة سواء لنفس وتيرة المشتريات أو حتى التدخل المباشر في الأسواق وهو ما يخفض كثيرا من أثر البدء في برنامج تخفيض مشتريات الأصول
كان من أهم ما قاله السيد باول ( الفيدرالي يتفهم تداعيات ارتفاع التضخم، ولكن أدوات الفيدرالي لا يمكنها حل أزمات اختناقات سلاسل الإمداد ) وهي صيغة مطاطة تبرر تاريخ طويل من الفشل للفيدرالي في معالجة أزمات التضخم
وما أفرغ البدء في تخفيض المشتريات من معناه هو عبارة ( لو استمرت وتيرة النمو الحالية سوف يستمر الفيدرالي في تخفيض المشتريات، ولكن سيتم تعديل الوتيرة في حال طرأ جديد على النمو ) حيث يعني ذلك أن وتيرة الخفض ستخضع لمراجعات مستمرة على فترات متقاربة مما منح الأسواق أكثر مما كانت تتمناه من تردد للفيدرالي وهو ما دفع المؤشرات الأمريكية للعودة إلى اللون الأخضر سريعًا، أما سعر الفائدة فأتي أكثر جزمًا حين قال (لم يحن وقت رفع الفائدة)
لم يعزز ذلك الدولار الأمريكي الذي فشل في اختراق المقاومة الكلاسيكية العنيدة التى تحدثنا عنها كثيرا حول 94.50.
وفقا لتوجهات الفيدرالي بالأمس يمكننا الحديث بشئ من التأكيد على أن كل أصل من أصول التداول سيمضي في طريقه منفردا بمعني أن أي تراجعات لزوج الإسترليني دولار على سبيل المثال لن يكون السبب فيها هو قوة الدولار ولكن عوامل تخص الجنيه الإسترليني ذاته.
نفس الأمر ينطبق على الذهب الذي لمن نختبر انهيارات سريعة تحيط به ولكن مجرد تصحيحات فنية مع ثبات الدعم الأهم 1680 دون مساس وبقاء مستويات 1744 – 1720 بعيدة حتى اللحظة ، بينما حافظت الفضة على تداولاتها العرضية كما هي دون تغيير أو التفات للسيد باول.
اليورو دولار يستمر في مسيرته السلبية بإنتظار الجديد من منطقة اليورو وليس من الولايات المتحدة الأمريكية بينما يستمر الين في التراجع أمام الجميع ولأسباب تخص الين الياباني.
اختصارًا يمكننا الآن التداول بصورة فنية تمامًا دون النظر لسيد الفيدرالي الأمريكي المنشغل حاليا بمصيره في ظل دعم محدود غير مؤثر من رئيس لا نثق كثيرا في إمكانية فوزه بولاية ثانية
كما يمكن التأكيد على أن ما يمكن أن نتابعه هو البيانات الإقتصادية الخاصة بكل أصل من أصول التداول منفردا ، بالطبع نفضل البقاء على الحياد لتجنب التذبذبات الحادة المتوقعة خلال إغلاقات الجمعة الإجابات المحتملة الحدوث مع إفتتاح الإثنين.