من منا لم يسمع بسيارة رولز رويس (LON:RR) الفارهة ويتمنى امتلاكها، أو حتى قيادتها ولو لمرة واحدة على الأقل لعيش لحظات الرفاهية المطلقة التي تقدمها هذه الشركة العملاقة في مجال صناعة السيارات لعملائها الأثرياء والأثرياء جدا فقط.
رولز رويس الشركة البريطانية العريقة لصناعة السيارات والتي أسسها فريدريك هنري رويس عام 1884 في بريطانيا أصبحت الان من كبرى الشركات المنتجة والمصنعة لأنظمة الطيران المدني والحربي والمحركات النفاثة عالية الأداء
وأنظمة توليد الطاقة التقليدية والهجينة.
سهم شركة رولز رويس المدرج في بورصة لندن (LON:LSEG) وصل سعره اليوم وحتى لحظة كتابة هذا المقال إلى 121.56GBX بعد أن سجل أكبر ارتفاع في الشهر الأول من سنة 2013 حيث وصل سعر السهم الى 442.34 GBX للسهم الواحد.
بدأ السهم بالهبوط في عام 2013 بسبب أداء الشركة الغير جيد وايراداتها المنخفضة والمصاريف الكبيرة التي كانت تتكبدها الشركة مما أثر على ربحية السهم ودفع المستثمرين للتخلص من أسهم الشركة للاستثمار في شركات أكثر ربحية.
ولكن عاود سعر السهم الصعود مرة أخرى خلال عام 2015 حتى وصل إلى سعر 363.3GBX في محاولة منه لمواصلة الصعود لتكوين قمم أعلى، ولكن كباقي الشركات في هذا المجال والمجالات الاخرى كانت كورونا لهم بالمرصاد.
يعتبر قطاع الطيران من أكثر القطاعات التي تأثرت سلبا نتيجة ظهور فيروس كورونا وتوقف الرحلات الجوية بين البلدان لفترة طويلة لم تكن أبدا بحسابات الشركة، حيث نالت الشركة النصيب الأكبر من الخسائر في قطاعها (قطاع الطيران).
تعتمد شركة رولز رويس في 48 بالمئة من إيراداتها على خدمات الصيانة والتجديد والخدمات العامة الدورية التي تقدمها الشركة لعملائها من شركات الطيران العالمية.
توقف الطلبيات الجديدة وتعليق الطلبيات القائمة على الطائرات أيضا كان له أثر كبير على الشركة وعلى أدائها حيث وصل أقل سعر لسهم الشركة الى 38.98 GBX في عام 2020.
كما في جميع الأزمات هناك خاسرين ولكن أيضا هناك رابحين، فمن هم الرابحين؟
يرى الكثير من المحللين في مجال الأسهم وأسواق المال بأن الأزمة التي خلقها فيروس كورونا خلقت معها فرص استثمار هائلة ومفيدة للمستثمرين طويلي الأمد.
بينما يرى القسم الآخر من المحللين الماليين بأن النزيف الذي خلفه فيروس كورونا لم ينتهي بعد وأننا على مواعيد جديدة لهبوط مدوي في أسواق الأسهم يمكن أن تنال من جميع المستثمرين الثيران.
نحن كمستثمرين ومتداولين في أسواق المال دائما ما نواجه هذا النوع من الخيارات والآراء بين الدببة والثيران، وهنا يأتي دور خبراتنا ودراستنا العميقة للأسواق
لاتخاذ القرارات الاستثمارية وتكوين رؤيا واسعة حول استثماراتنا المستقبلية ومن هنا يجب علينا متابعة وملاحقة انجازات وأداء الشركة التي نريد الاستثمار بها
هل يعتبر سهم رولز رويس استثمار جيد الآن؟ ولماذا
حسب توقعات الشركة وإحصاءاتها فان عدد المسافرين المتوقع في عام 2030 من الممكن أن يصل إلى 6 مليارات مسافر سنويا، كما تتوقع الشركة زيادة بعدد سكان الأرض بحوالي مليار إنسان بحلول عام 2030
والذي بدوره سيؤدي الى طلب أكبر على الطاقة، ولأن القضية الكبرى والشاغلة لكبرى الدول والشركات هي قضية المناخ، قامت شركة رولز رويس بوضع معيار التلوث المنبثق من الاستخدام البشري للطاقة ضمن أولوياتها.
وبدأت العمل بتكنولوجيا جديدة خاصة بها (The Small Modular Reactors) والذي يعتمد على استخدام الطاقة النووية لحل ازالة الكربون بتكلفة تنافسية لتخفيض انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون المنبثقة.
من عمليات توليد الطاقة في المملكة المتحدة بحلول عام 2030
المشروع الجديد لتوليد الطاقة أو المحطة النووية المصغرة الخاصة بالشركة ستأخذ حيز مساحة ملعبي كرة قدم ورغم ذلك ستكون قادرة على تشغيل مليون منزل بطاقة نظيفة.
هذا المشروع سيكون قادر على إنتاج الوقود المصنع المستدام والهيدروجين الأخضر لدعم انتقال الطاقة النظيفة الى قطاع النقل.
لم يكن تطوير تقنيات وحلول الفضاء خارج نطاق شركة رولز رويس، فقد وقعت الشركة عقدا مبتكرا مع وكالة الفضاء البريطانية حول خيارات الطاقة النووية المستقبلية لاكتشاف الفضاء حيث إن شركة رولز رويس وحسب موقعها
على الإنترنت هي الشركة الوحيدة في العالم التي تركز بشكل فريد على إنشاء حلول ميكانيكية ونووية وكهربائية والتي برأيها ستكون ضرورية لمواجهة تحديات المستقبل في مجال الفضاء.
قال الدكتور جراهام تورنوك الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية: الطاقة النووية والدفع في الفضاء هي مفهوم جديد سيغير قواعد اللعبة ويمكن أن يطلق العنان لمهمات الفضاء السحيق المستقبلية والتي يمكن أن تأخذنا ما وراء المريخ.
الخلاصة:
رولز رويس تمتلك رؤيا جديدة كليا لمستقبل الطاقة والطيران والآن تمتلك المرونة لمواجهة أزمات مثل ازمة كورونا وغيرها بسبب توسع مجالاتها والدخول في مجالات جديدة ولا يمكننا أن ننسى مكانة شركة رولز رويس لدى المملكة المتحدة وما الذي يمكن أن تقدمه المملكة لدعم شركة عريقة مثل شركة رولز رويس.
ستواجه الشركة أسواقا جديدة ومنافسين جدد في مجالاتها الجديدة ولكنني على ثقة بأن هذه الشركة ستكون من الشركات التي سترسم طرق توليد الطاقة الجديدة على هذا الكوكب وعليه فأنني أقبل قيادة سيارة رولز رويس وربما سيكون استثمار العشر سنوات المقبلة لي!
لا تعتبرها نصيحة مالية ولكن تفكير بصوت عالي
بانتظار آرائكم ومشاركاتكم حول السؤال، هل سنكون نحن الرابحين؟
دمتم بخير