هذا المقال مكتوب حصريًا لموقع Investing.com
يتعزز مؤشر الدولار الأمريكي متمسكًا بالأرباح الأخيرة التي حققها، ليثبت حول أعلى مستوياته خلال الأسابيع الأخيرة. واليوم نرى بأن اختراق مؤشر الدولار أصبح واردًا بالنظر لبيانات أسعار المستهلك الأخيرة التي صدرت في الولايات المتحدة قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك لـ 6.8% على أساس سنوي خلال شهر نوفمبر، وارتفع المؤشر الأساسي وصولًا لـ 4.9% على أساس سنوي، مقارنة بـ 6.2% و4.6% على التوالي مسجلة خلال أكتوبر.
ومع ارتفاع التضخم تزيد احتمالية دخول مؤشر الدولار الأمريكي في مسيرة صاعدة قوية من شأنها تعزيز التوقعات بأن يسرّع الفيدرالي من وتيرة تقليص برامج شراء السندات خلال الشهور المقبل، قبل رفع الفائدة خلال النصف الأول من 2022؛ كما تشير التوقعات.
ومع تسريع الفيدرالي وتيرة التشديد، تتراجع البنوك المركزية الكبرى، مثل المركزي الأوروبي، والمركزي الياباني، عن تشديد السياسة النقدية، وهذا من شأنه إبقاء مؤشر الدولار الأمريكي في مسيرة صاعدة*.
*توضيح: يقيس مؤشر الدولار الأمريكي قوة العملة مقابل 6 عملات رئيسية، ومع تحرك أي عملة من العملات الرئيسية يتأثر مؤشر الدولار بالسلب. فلو ارتفع اليورو يمكن أن يتأثر الدولار سلبًا، وبالتالي الإبقاء على السياسات النقدية الميسرة من شأنه إبقاء عملات الدول الست منخفضة، بما يحفز الدولار الأمريكي.
العملات الست: اليورو، الين الياباني، الجنيه الاسترليني، الدولار الكندي، الكورنة السويدية، والفرنك السويسري.
وبالتالي أتوقع بأن يخترق مؤشر الدولار نموذج التعزيز (المثلث) خلال الأيام المقبلة.
لو اخترق مؤشر الدولار نموذج التعزيز الحالي، فعلى أقل تقدير سيتجه نحو مستوى 61.8% فيبوناتشي، مقابل حركة الهبوط التي شهدها المؤشر في 2020 من الذروة عند مستوى 97.73.
وبالنظر للمشهد الإجمالي نرى بأن مؤشر الدولار ينفجر بمنتصف نطاق 6 سنوات له.
وفق الرسم البياني الأسبوعي، استطاع مؤشر الدولار الأمريكي اختراق والبقاء فوق النقطة المحورية السابقة عند 94.65، وهذا تطور إيجابي على المدى الطويل. وبالتالي لو رأينا أي ضعف على المدى القصير هنا أو هناك، تظل الصورة العامة إيجابية من الناحية الفنية على المدى الطويل.
لهذا لن يفاجئني رؤية حركة تأخذ المؤشر للجانب الأعلى من نطاق 6 سنوات، مع مستوى 100.00 كهدف أساسي لهذا النطاق الزمني، خاصة مع فشل مؤشر الدولار في التماسك أعلى هذا المستوى بعدة مناسبات.
ملحوظة أخرى على الرسم البياني الأسبوعي، وهو ميل المؤشر إلى تكوين انخفاض ضخم أو ارتفاع ضخم مع بداية (أو خلال الربع الأول) من كل عام، وهذا ملحوظ على مدار الأعوام الستة الماضية. ومع اقترابنا من نهاية العام، ربما نرى تكوينات قمم جديدة لمؤشر الدولار خلال الشهور المقبلة.
وعلى الرغم من أن الدولار يبدو قويًا، ولكنه مدعوم بفكرة تسريع الفيدرالي لوتيرة تشديد السياسة النقدية، فربما نرى العملات الأجنبية أقوى خلال الشهور المقبلة، مع أي استجابة محتملة من بنك إنجلترا وربما البنك المركزي الأوروبي لاشتداد الضغوط السعرية في أوروبا.
وفوق هذا وذاك، الاقتصاد الأمريكي يتباطأ الآن، ويتسارع نمو منطقة اليورو، بعد تفوق الأول على الأخير خاصة مع تدفق المحفزات خلال ذروة تفشي الوباء. ومع احتمالية رفع الضرائب، وتشديد السياسة النقدية، ربما يصل الدولار الأمريكي لذروته قريبًا؟
ولكن لحين وقوع هذه الأحداث، على المتداولين بالمدى القصير تركيز صفقاتهم على الاتجاه القائم. وإلى الآن جميع الانخفاض هي فرصة شراء، مع بقاء الاتجاه الصاعد مهيمنًا على الدولار. ومع مزيد ومزيد من إقبال الناس على شراء الدولار، نتوقع استمرارًا حادًا للزخم الإيجابي خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع البيانات المفاجئة للتضخم بالولايات المتحدة، أو أي اتجاه من الفيدرالي لتسريع وتيرة التشديد خلال إعلان الأسبوع المقبل.