بعد أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية سيطر عليها التشدد سواء من الولايات المتحدة التي أعلن منها الفيدرالي عن تسريع وتيرة تقليص برنامج التيسير الكمي وأعلن إمكانية رفع الفائدة ثلاث مرات خلال عام ٢٠٢٢ مرورا ببنك انجلترا الذي رفع الفائدة بواقع ١٥ نقطة أساس إلى ٠.٢٥٪ فيما خالف البنك المركزي التركي السرب وأعلن استمرار تركيا بسياستها بتجاهل ضغوط التضخم وانهيار الليرة التركية ليقوم بخفض الفائدة على الليرة بواقع ١٠٠ نقطة أساس إلى ١٤٪ من ١٥٪.
نبدأ الأسبوع الحالي مرة أخرى بالأخبار من البنوك المركزية وبنك جديد يخالف فريق التشدد وهذه المرة من الصين حيث أعلن بنك الشعب الصيني خفض الفائدة على القروض لمدة عام إلى ٣.٨ من مستويات ٣.٨٥ وهي المرة الأولى التي يقوم البنك المركزي الصيني بمثل هذه الخطوة منذ ٢٠٢٠ في بدايات جائحة كورونا.
وموجة جديدة من الإغلاقات في أوروبا مع استمرار مخاطر انتشار متحور أوميكرون وهو الأمر الذي شكل ضغوطا على أسعار النفط في الفترة الحالية ودفع به للانخفاض والذي قد يستمر في حال تزايدت عمليات الإغلاق في الاقتصادات المتقدمة وهو ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على النفط خلال الفترة المقبلة.
وبدأت أسواق الأسهم تداولاتها على انخفاض خلال الفترة الحالية تحت ضغوط المخاوف من انتشار متحور أوميكرون ومع بداية اسبوع قصير حيث ينتهي الأسبوع بعطلة عيد الميلاد يوم الجمعة المقبل مما يجعل الأسبوع مقتصرا على ٤ أيام تداول. كذلك العامل الموسمي من كل عام والذي نشهد فيه الكثير من عمليات تسييل لبعض المحافظ الفردية التي يسعى أصحابها للحصول على سيولة لقضاء فترة عطلة عيد الميلاد ورأس السنة وهو ما يشكل ضغوطا على بعض الأسهم.
ومع غياب السيولة كما هو الحال كل عام في هذا التوقيت من العام مع خروج العديد من المتداولين والسماسرة ومدراء المحافظ في اجازات نهاية العام، قد تشهد الأسواق تقلبات قوية وسريعة قد تكون غير مبررة في بعض الأحيان نتيجة خروج بعض المحافظ للحصول على السيولة ومحاولات محافظ أخرى الاستفادة من هذا الأمر ببناء مراكز للعام المقبل والذي يتوقع أن نشهد فيه المزيد من الارتفاعات في أسواق الأسهم نتيجة السيولة العالية التي تحققت من أرباح العديد من المحافظ الكبرى نتيجة ارتفاعات العام الماضي والاستفادة من السيولة العالية التي لا تزال مستمرة في التأثير بالأسواق نتيجة الحزم التحفيزية الحكومية خلال جائحة كورونا وهو ما يجعل النظرة حاليا لاقتناص الفرص على أسهم محددة وبشكل خاص اسهم إعادة الفتح مثل الطيران والمقاهي والترفيه والتي تأثرت الفترة الماضية ولا تزال تتأثر بالإغلاقات وهنا سيكون التصرف الافضل هو انتظار التراجعات في ظل الضغوط الحالية لعمليات تجميع على هذه الأسهم التي يمكن أن تحقق عوائد قوية عند انتهاء مرحلة الاغلاقات.
كذلك يتوقع أن يستمر الأداء القوي للأسهم التكنولوجية مع استفادته القوية من التغيرات في سياسات الشركات للعمل عن بعد وكذلك مع الاتجاه القوي للعديد من الشركات للاستفادة من التحول نحو الميتافيرس خلال الفترة المقبلة.