ارتفعت أسعار الذهب صوب المستوى 1840 دولار للأونصة بالتزامن مع ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوترات الجيوسياسية الناجمة عن التحركات الروسية ضد أوكرانيا مما دفع العديد من المستثمرين إلى اللجوء للذهب كملاذ آمن خوفًا من أية تحركات محتملة على الصعيد العالمي ضد روسيا، خاصة وإن روسيا قد تشن هجومًا مفاجئ على أوكرانيا في أي وقت.
كما عزز تراجع العائدات على السندات الأمريكية الآجلة لعشرة أعوام من قوة ارتفاع الذهب، فقد تراجعت العائدات من أعلى مستوياتها في عامين ليجري تداولها حاليًا عند المستوى 1.84% مقابل 1.90%.
إضافة إلى ذلك أدى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2014 عند 87.90 دولار للبرميل إلى تزايد التوقعات بالأسواق إلى تسارع معدلات التضخم بأسرع من النسب الحالية والتي تستقر عند أعلى مستوياتها في 40 عام في الولايات المتحدة.
وبالرغم من اتجاه البنوك المركزية إلى تشديد السياسة النقدية هذا العام للحد من تسارع معدلات التضخم إلا أن الارتفاع القوي في أسعار النفط قد يؤدي إلى صعوبة السيطرة على تسارع معدلات التضخم في وقت قصير حتى وإن قامت البنوك المركزية برفع الفائدة أكثر من مرة هذا العام؛ وذلك لأن مكون الطاقة كان عامل قوي في دفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
بالتالي قد يظل الذهب مستفيدًا من تلك التوقعات حتى تتباطأ وتيرة معدلات التضخم بوتيرة مستدامة، ولهذا من المهم جدًا مراقبة مسار مؤشر أسعار المستهلكين المقياس الرائد لمعدلات التضخم، فإذا لم تتباطأ وتيرة الارتفاع فمن المتوقع أن يحافظ الذهب على مكاسبه، وإن نجحت البنوك المركزية في كبح جماح التضخم وشهدنا تباطؤ في معدل الارتفاع فسوف يعاود الذهب الهبوط على المدى الطويل.
من الناحية الفنية، أدى استقرار تداولات الذهب أعلى المستوى 1800 دولارًا على المدى القصير إلى ارتفاع الذهب صوب مستوى المقاومة 1830 دولارًا مرة أخرى، ومع اختراق مستوى المقاومة سجل الذهب ارتفاعًا قويًا إلى 1844 دولارًا ومن المتوقع أن يكون هناك عمليات جني أرباح قد تؤدي إلى تراجع تصحيحي للذهب لإعادة اختبار مستوى المقاومة المكسور ومن ثم معاودة الارتفاع مرة أخرى.
تظل النظرة الشرائية قائمة باستهداف 1870 دولارًا طالما استقرت تداولات الذهب أعلى المستوى 1830 دولارًا وتتحول إلى النظرة الحيادية التي تدعم استقرار التداولات بين 1800 و 1830 في حال إغلاق يومي أسفل المستوى 1830 دولارًا. على المدى المتوسط، من المتوقع أن تتراجع أسعار الذهب إلى المستوى 1760 دولارًا في حال إغلاق يومي أسفل المستوى 1800 دولارًا.
